تقارير

(الشعبي) وحزب (الأمة) يطويان الـخلاف.. والمعارضة تهدد بعدم المشاركة في الانتخابات!

قد لا يكون هنالك رابط ما بين توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية بارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد خلال هذا الأسبوع، مع ارتفاع حدة الاتهامات والتراشق الإعلامي ما بين حزب (الأمة القومي) من جهة و(المؤتمر الشعبي) من جهة أخرى، أو ما بين أحزاب المعارضة والحكومة من منحى آخر. وطلت قضية (دارفور) من ثنايا الحزبين مع تداعيات الحرب في (كردفان)، وأشعلت (دارفور) الساحة السياسية ورفعت من درجات حرارتها، وغنت الأحزاب للمؤتمر الوطني كحال معذب يبحث عن حبيبته وسط ظروفه الصعبة: (من بدري خليتك أنا ونسيتَ عشرة كم سنة.. ما إنت ضيعت الهنا.. كل السعادة العندنا.. كتبت لريدنا الفنا وبقت النهاية المحزنة.. صدقني ما بقدر أعيد.. قصة غرام بالشوق مضت.. رحلة عذاب دابه انتهت كيف تاني ترجع من جديد؟).
لكن الالتهاب السياسي في السودان قد بلغ مرحلة مزمنة أصاب اقتصاده ونسيجه الاجتماعي وكاد أن يقتل أحلامه، فما هو العلاج؟
في المركز العام لـ(المؤتمر الشعبي) ظهر أمس (الاثنين) كان يجلس أمين أمانة القبائل والنظم الأهلية بالحزب «أحمد الشين الوالي» في المنبر الإعلامي لأمانة الشباب يشرح الوضع المأساوي في (جنوب كردفان)، يقول للصحفيين: (نحن نعيش في أزمة طاحنة بالسودان بعد انتقال القتال من (دارفور) إلى (كردفان) ووصل إلى تخوم مدينة (الدلنج) و(أبو زبد)، وصار المواطنون الذين لا علاقة لهم بالحرب والسياسة يعيشون أوضاعاً مأساوية، النظام يريد أن يستنسخ مرة أخرى أزمة (دارفور) في جبال النوبة، نحن ندفع ثمن الحرب اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، هنالك مزارع محروقة وبيوت دمرت).
ونبه «الشين» إلى أن قضيتي (دارفور) و(كردفان) لن تحلا عبر البندقية، ودعا إلى إشراك أهل السودان في حل قضاياهم.
الأمانة السياسية لـ(المؤتمر الشعبي) تدعو للحوار:
وغير بعيد عما قاله «الشين» في المنبر الإعلامي سارعت الأمانة السياسية لـ(المؤتمر الشعبي) إلى إصدار بيان بخصوص تصعيد الاقتتال في البلاد جاء فيه: ( إن في إعلان القضاء على الحركات المسلحة خلال العام 2014م ومن دون أية تدابير موضوعية للتفاوض معها لإنهاء الاقتتال تفاوضياً، لا يُفهم إلا تغليب حل الأزمة السياسية بخيار الحرب الذي جُرب أصلاً وتأكد فشله مع حالتي (جنوب السودان) و(دارفور)).
وأضاف البيان أن تكرار نهج إدارة أزمة دارفور في («كردفان» والنيل الأزرق خطأ لا يصح السكوت عنه من قوى وقطاعات الشعب السوداني كافة.
وأشار البيان إلى أن (المؤتمر الشعبي يرى ما يحدث من تصعيد للاقتتال في (دارفور) و(كردفان) كنذير شؤم يفضي إلى تشويه مستمر لصورة السودان، وإلى تجديد الملاحقات والمحاصرة ومزيد من العزلة، فتسوء أحوال المواطنين أكثر، فيزدادون ضنكا بعد ضنكهم).
وختم بيان الأمانة السياسية بالقول:( إن نظام المؤتمر الوطني الضائق صدراً بدعوات الإصلاح ولو صدرت من عضويته الملتزمة التائبة لا يرجى منه الاستماع لصوت الشعب وأحزابه المعارضة، ورغم ذلك نصدر النداء والبيان ونؤكد ضرورة حل الزمات بتغليب الحوار على الاقتتال، والدعوة إلى حوار فوري مع كل القوى الوطنية لإحلال السلام وحل إشكاليات الحكم حفاظاً على ما تبقى من وطن، فلا خلاص للبلاد إلا بذلك أو بذهاب الرهط المفسد الذي يجلب على الشعب المشقات، وما ذلك على الله بعزيز).
خلاف الأمة والشعبي…. وساطة لوقف الخلاف:
وكانت ورشة حزب الأمة القومي التي خرجت بإعلان الأحفاد حول حريق السودان في (دارفور) قد أشارت إلى استهداف الإقليم بغرض تمزيق نسيجه الاجتماعي وتجريف قواعده السياسية والقبلية التي ساندت حزب الأمة بنسبة كبيرة في انتخابات الديمقراطية الثالثة، وهذه النقطة بالذات في الورشة عبرت عنها رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي «سارة نقد الله» بعد اتهامها الأمين العام للمؤتمر الشعبي «حسن الترابي» بأنه هو المهندس الأساسي لأزمة (دارفور).
وسارع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي «كمال عمر» بنفي الاتهام وقصف حزب الأمة القومي بداناته السياسية، لكن يوم أمس قال «كمال عمر» لـ(المجهر): (ردُّنا على ما ورد من قيادات حزب الأمة القومي كان من منطلق حقنا في أن ندافع عن مواقف الحزب ونحن حريصون على أن لا يمضي الأمر – الخلاف مع حزب الأمة القومي – في اتجاهات يستفيد منها الآخرون، هذا الصراع الكاسب فيه خسران، لأن مظهرنا أمام الشعب السوداني يصبح مظهرا غير مقبول ومنطقي من هذه المعارضة المؤمل عليها، وبدأت اتصالات بين قيادات في المؤتمر الشعبي وقيادات عالية من حزب الأمة القومي، وقيَّمنا ما دار بيننا، وكانت هنالك اتصالات مباشرة معي واتفقنا على أن يقف هذا الأمر عند هذا الحد، ونحن غير حريصين أن تمشي الأمور في منزلق أكثر، ولذلك نحن من باب حرصنا على وحدة المعارضة ومواقفها، اتفقنا على أن ينتهي الموضوع ونفتح صفحة جديدة، ونحن حريصون على وحدة كل أحزاب المعارضة وليس بين الأمة والشعبي فقط، ونحن لدينا تاريخ من العلاقات مع حزب الأمة، ولدينا إخوان استشهدوا في الجزيرة أبا ، الشهيد محمد صالح عمر استشهد مع الإمام الهادي، وعندنا إخوان استشهدوا في دار الهاتف مع الجبهة الوطنية، ونحن ردَدْنا من باب الدفاع عن أنفسنا).
«صديق ودعة» في لندن:
وبعيداً عن خلافات الأحزاب في الخرطوم، كانت لجنة الاتصال بالحركات المسلحة برئاسة «صديق ودعة»، في إطار الحراك السياسي والاجتماعي لمكونات (دارفور) بالداخل، ومتابعة لمقررات مؤتمر أهل (دارفور) المنعقد بمدينة الفاشر في يوليو 2012م، تلتقي بجمع غفير من أبناء (دارفور) بالمملكة المتحدة بمختلف مكوناتهم السياسية، المدنية والاجتماعية بمدينة لندن.
وأشار بيان صادر عن اللجنة إلى أن النقاشات خلصت إلى التأمين والمباركة على مبادرة لم شمل أهل (دارفور) والإشادة بجهود لجنة الاتصال بالحركات المسلحة، والتوصية بمواصلة اللجنة لاتصالاتها بأبناء (دارفور) في مختلف تجمعاتهم بدول المهجر، والعمل على رتق النسيج الاجتماعي الهش وصولا لمرحلة التصالح والوئام بين مختلف مكونات (دارفور)، وتكوين لجنة للسلام الاجتماعي لـ(دارفور) المهجر برئاسة الحاج «صديق آدم عبد الله» «ودعة»؛ بغرض مواصلة الحوار مع أبناء (دارفور) وصولاً لرؤية موحدة تمهيداً للقاء الجامع المرتقب. كما أشار البيان إلى تأمين الحضور على أن السلام العادل والشامل ليس حكراً على فئة أو جماعة بعينها، بل هو مطلب كل أهل (دارفور) ويجب أن يشارك الجميع في الوصول إليها، وأمن الجميع على أن الوصول للسلام العادل والشامل يتطلب وجود إرادة حقيقية وصادقة من جميع أطراف الصراع، كما أوصى الحضور بقيام ورش عمل ولقاءات لدعم السلام الاجتماعي بين مكونات أهل (دارفور) مع التشديد على استقلالية وحيادية عمل اللجنة وعليها التعامل مع جميع الأطراف بمسافة واحدة.
المعارضة وتهديدها بعدم المشاركة في الانتخابات:
وقال المتحدث باسم أحزاب المعارضة «كمال عمر» في رده على تصريحات مساعد رئيس الجمهورية «نافع علي نافع» للزميلة (الرأي العام) بخصوص العمل بالدستور القديم لإجراء الانتخابات، قال كمال: (الدستور هو العقد الأسمى في الدولة الذي تتفصل عليه كل القوانين وتقوم عليه مؤسسات الدولة، والانتخابات مرتبطة بالهيكل التنظيمي الموجود في البلد، والنظام الدستوري الموجود في ظل سيطرة النظام على مؤسسات الدولة، حتى إذا تبدل الدستور ما تغيرت حاجة، لأن التبديل في الدستور يعني أننا محتاجون إلى انتخابات لنأتي بنواب الشعب الذين يصنعون البنية القانونية في البلد، وما دام المؤتمر الوطني يتحكم في كل مفاصل الدولة سيكون تغيير الدستور من عدمه واحد، وصحيح أن الدستور يحدث التغيير في البنية العليا التي تحتاج لنواب الشعب، ونحن على قناعة أنه طالما المؤتمر الوطني في السلطة فلن تكون هنالك إرادة لانتخابات حرة وعادلة ونزيهة، ونحن موقفنا في تحالف قوى الاجماع الوطني كله حيال هذه القضية أنه ليس هناك إمكانية للدخول في الانتخابات إذا تغير هذا الدستور أو ظل هذا الدستور ما دام المؤتمر الوطني يتحكم في مصير الدستور، لكن إذا قبل بدستور انتقالي يشارك فيه كل الناس ويبسط الحريات كاملة للناس ويعيد تأسيس بناء الدولة السودانية وقتها يمكن أن نقول إن هنالك معايير للانتخابات العادلة والنزيهة، ولكن في ظل هذه الأوضاع أعتقد أن الدستور ديكور ساكت، وهذه شروط المعارضة لتدخل في أي عملية، شروطنا مشروع دستور انتقالي يكفل حريات كاملة ويكون هنالك وضع انتقالي يشارك فيه الجميع عشان يسوي الانتخابات، لكن المؤتمر الوطني موجود في الانتخابات لن نشارك في إي انتخابات وما حننزل أي انتخابات).
ويبدو أن المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة لم يبق لهما سوى هذه الأبيات:
(الليلة بتقول نبتدي….لازم أنا أنسى الحصل وليك أجي.. ويفرح عمرنا وينتشي.. إنت فاكر حبي ليك لسة ندي.. أنا حبي ليك بدري انتهى وزي الما كان بيناتنا شيء.. أعذرني ما بقدر أجي)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية