الديوان

نجوم الفن والصحافة: ستبقى «نادية» رغم الرحيل!

{ رحلت الإعلامية المتميزة والشاعرة المبدعة والإنسانة نادرة الصفات والمواصفات، “نادية عثمان مختار” عن عالمنا وتركت حالة من حزن شديد سيطرت على كل من يعرفها وكل من تعامل معها وكل من زاملها من بعيد أو قريب سواء أكانوا إعلاميين زاملوها في كل المؤسسات الإعلامية التي عملت بها أو من زاملوها في المهنة، إضافة إلى الذين شاركوها تجاربها الصحفية والتلفزيونية التي جمعتها بالعديد من نجوم الفن والسياسة والرياضة، جميع هؤلاء بالإضافة إلى محبيها من القراء والمشاهدين عاشوا لحظات صعبة فور علمهم بنبأ رحيلها المفاجئ والفاجع.. (المجهر) حرصت على استعادة المواقف الجميلة والنبيلة للإعلامية والشاعرة “نادية عثمان مختار” التي تركت ذكرى طيبة في قلوب كل من التقوها وتعاملوا معها.
ثقة (في يوم الزيارة)
في البداية يقول المخرج التلفزيوني القدير “عصام الدين الصائغ”: المرة الأولى التي جمعتني بالإعلامية “نادية عثمان مختار” كانت قناة (أم درمان) الفضائية، وفي عام تأسيس هذه القناة، وجمعني بها برنامج (في يوم الزيارة) الذي كانت تقدمه وكنت مخرجه الأول، وأذكر في ذلك الوقت الأستاذ “حسين خوجلي” رئيس القناة طرح على “نادية مختار” مجموعة من الأفكار البرامجية لتقوم بتقديمها، ولكن كانت المفاجأة من “نادية” أنها من بين هذه البرامج ستقدم فقط برنامج (في يوم الزيارة)، لأنه البرنامج الوحيد الذي أحست أنها ستنجح في تقديمه، وقالت بصريح العبارة (أنا وجدت نفسي في هذا البرنامج – في يوم الزيارة) خاصة أنني سأنجح فيه وقد كان ما توقعته، هذه الواقعة أكدت لي أن “نادية” ليست مجرد إعلامية أو صحفية وحسب، بل هي مبدعة وفنانة لأن المبدع والفنان لا يقدم على تقديم عمل إلا إذا أحس به وتفاعل معه.
ويضيف “الصائغ”: من أهم صفات “نادية” كمقدمة برامج أنها كانت تحب عملها وتخلص فيه، وكانت سريعاً ما تنسجم مع الضيف وتحاوره دون تكلف.
مسرفة الابتسامة
{ بنبرة حزينة عبَّر نجم الدراما السودانية “الهادي الصديق” عن حزنه الشديد لرحيل “نادية عثمان مختار”، واصفاً إياها بأنها إنسانة مسرفة الابتسامة ورشيقة العبارة وكانت تمتاز بتلقائية في الحوار، وإذا تابعت أي حوار لها مع أي إنسان تشعرك بأنها تريد أن تتعمق في تجربتك وتعرف كل شاردة وواردة فيها، كانت مختلفة عن بنات جيلها وعمرها، لم تكن شخصية (فوقية) في ونستها وحوارها العادي معك، تشعر من طريقة نطقها للكلمات أنها تستأذنك قبل كل كلمة تقولها لك، فعلاً هي فنانة وتجبرك على التعامل معها كإنسانة حقاً، هي فقد حقيقي للإنسانية وللإعلام والإبداع.
مقدمة برامج من طراز فريد
{ أما الأستاذ المحامي المعروف “الطيب جبريل” فيقول: علاقتي الأولى بـ”نادية” الصحفية كانت من خلال مطالعتي لمقالاتها ومقابلاتها الصحفية التي كانت تجريها مع عدد من رموز السياسة ورموز الفن، وأيضاً من خلال متابعتي لبرامجها التلفزيونية التي قدمتها، ولكن معرفتي المباشرة بها جاءت عن طريق برنامج (في يوم الزيارة) والحلقة التي استضافت فيها أسطورة الكرة السودانية “عبده الشيخ” من داخل منزله بمدينة بحري، وكنت ضمن ضيوف هذه الحلقة التوثيقية النادرة التي جعلتني أطلع على القدرات والإمكانيات المهولة التي كانت تتمتع بها “نادية”، وذلك اليوم أيقنت أنها مقدمة برامج من طراز فريد ومن نوعية المحاورين الذين يغوصون في التجارب الإبداعية ليخرجوا بالدرر من أعماق أي مبدع تحاوره، وعلى المستوى الإنساني وجدت فيها كل صفات المرأة الخلوقة، نسأل الله لها الرحمة ولأهلها وزملائها الصبر.
سفيرة الصحافة السودانية
{ الأستاذ الصحفي ومنتج البرامج “عبد الباقي خالد عبيد” أصابته حالة من الحزن الشديد بعد علمه بخبر وفاة “نادية”، حيث بدا ذلك على صوته أثناء حديثه معنا.. وقال إنه أُصيب بصدمة فور سماعه لنبأ رحيلها وبدأ يسترجع ذكرياته معها، وذكر أنه التقاها من زمن بعيد عندما كان يعمل مديراً للتحرير في صحيفة (الحدث)، حيث أتته في الصحيفة وقدمت نفسها له كشاعرة، وأضاف أنه بعد أن وقف على تجربتها الشعرية المتميزة أجرى معها حواراً مطولاً نشر على صفحات (الحدث)، وواصل “عبد الباقي” قائلاً: بعد ذلك بسنوات التقيتها في (مصر) وتزاملنا سوياً في العمل بصحيفة (الخرطوم) عندما كانت تصدر من (القاهرة)، وخلال تلك الفترة عرفتني بالعديد من نجوم الفن في جمهور مصر العربية أبرزهم “هدى سلطان” و”سامي العدل” و”أحمد عبد الوارث” ـ وهنا قال “عبد الباقي”: “نادية” كانت سفيرة الصحافة السودانية لدى جمهورية (مصر) العربية، وكان لها دور مشهود في تمتين العلاقات في الأوساط الإعلامية والإبداعية في كل من (مصر) و(السودان)، وعلى المستوى الإنساني كانت تحمل كل معاني الطيبة والبساطة والألفة، وعلاقتي بها لم تكن علاقة زمالة بل امتدت لتكون علاقة أسرية، حقاً إنها فقد عظيم للسودان والسودانيين كافة.
محبوبة من الجميع
{ الصحفية القديرة وعضو مفوضية حقوق الإنسان الأستاذة “منى أبو العزائم” تحدثت بألم شديد عن الراحلة “نادية عثمان مختار”، وقالت: رحيلها كان بمثابة صدمة وفاجعة للجميع، وأكدت أنها ومن هول المصيبة لم تصدق خبر وفاتها، لكنها عندما تأكدت تألمت غاية الألم، “نادية” لم تكن إنسانة عادية لذلك لم تكن إعلامية تقليدية، كانت مثالاً للتميز في كل مجال عملت به، وكانت مثالاً للصحفية المثابرة والمناضلة والمتابعة لكل الأحداث، وكانت مثالاً لمقدمة البرامج المثقفة، أظهرت قدرات كبيرة في مجال الحوار التلفزيوني والحوار الصحفي، إنسانياً كانت مثالاً للمرأة السودانية الملتزمة، وكانت تملك بداخلها كل الطيبة والأحاسيس النبيلة، لذلك كانت محبوبة من الجميع.
امتداد لجيل العمالقة
(“نادية” الفنانة المبدعة).. هكذا بدأ لنا الموسيقار “عبد الفتاح الله جابو” والملحن المعروف وعازف الكمان الشهير حديثه عن “نادية عثمان مختار” قائلاً: “نادية كانت إعلامية مختلفة في كل شيء قبل أن تجري معي حواراً في برنامجها (في يوم الزيارة)، كنت أتوقع أن تكون مذيعة عادية مثل مذيعات هذا الزمان، ولكن من الوهلة الأولى فاجأتني بأنها مذيعة ومقدمة برامج متمكنة وصاحبة قدرات باهرة لدرجة تجعلك تطمئن أنها ستقدمك وتقدم ما عندها بطريقة ممتازة، حقاً إنها كانت امتداداً لجيل العمالقة في مجال التقديم التلفزيوني.
من الناحية الإنسانية كانت تتصف بالطيبة والطلة الصبوحة والعفوية، أطلب من الجميع أن يدعو لها بالرحمة والمغفرة.
إنسانة نادرة الصفات
{ الشاعر “إسحاق الحلنقي” قال عن “نادية”: كانت إنسانة نادرة الصفات وإعلامية تتمتع بـ(الشياكة) في التعامل، وكانت واثقة من نفسها ومن قدراتها، ولذلك استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة وتركت أثراً في كل مؤسسة عملت بها، رحيلها كان فاجعة وخسارة للوسط الإعلامي والإبداعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية