أخبار

"أبو زبد" و"الضليمة"!!

} إعلان القوات المسلحة عن بدء عمليات الصيف الساخن أصاب التمرد بهلع وخوف، ودبت في صفوف الجبهة الثورية خلافات هنا وهناك.. وخير شاهد البيان الذي أصدره اللواء “خميس جلاب” أمس يوجه فيه انتقادات علنية للقيادة الثلاثية للحركة الشعبية: “عقار” و”الحلو” و”عرمان”.. ثم عمليات قطع الطرق ودخول مناطق تعتقد الحركة الشعبية والجبهة الثورية وجود وقود فيها، لتزويد سياراتها التي توقفت في مناطق “كجبورية” و”تندية” بالجبال الغربية للدلنج، ومحاولة تشتيت متحركات القوات المسلحة القاصدة لمناطق سيطرة الحركة.. كل تلك التكتيكات تكشف عن حقيقة واحدة، أن التمرد في جبال النوبة أصبحت أيامه محدودة جداً. صحيح أن قضية المنطقة لا تموت بنهاية التمرد الذي ما كان يوماً أميناً وصادقاً في أطروحته، لكن التمرد كمظهر يهدد الأمن ويروع الأهالي فينبغي ردعه، وأن تبسط الدولة سيطرتها على المنطقة وتأمين مسارات الرحل والطرق والمدن، لتبدأ مرحلة الحل السياسي بعد أن يدرك قادة التمرد استحالة إسقاط النظام عبر فوهة البندقية.
} في الأسبوع الماضي حينما توجهت القوات المسلحة نحو مقاصدها في جبال النوبة، تسللت قوة من حركة العدل والمساواة لنهب منطقة “كرتالا” بمحلية “هبيلا”.. ثم اتجهت لمنطقة الضليمة بمحلية “القوز” لقطع طريق الدلنج الأبيض من خلال عمليات (قنص) للسيارات العابرة، ومحاولة إيقاف تقدم القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي. واستخدم التمرد بعض أبناء المنطقة المنضوين تحت حركة العدل والمساواة.. وتم نهب ممتلكات الأهالي بمنطقة الضليمة وقطع الطريق لمدة ثلاثة أيام، مما ترتب عليه ارتفاع جنوني في الأسعار بمدينة الدلنج وسط سخط عارم على التمرد الذي بات يهدد مصالح المواطنين.
} أمس حينما أخذت القوات المسلحة تتقدم نحو الجبال الغربية، لاذ المتمردون بالفرار هروباً من مصير معلوم لديهم، وقدر المتمردون أن أية محاولة لمواجهة القوات المسلحة ستقضي على وجودهم في المنطقة.. ولوا هاربين لجبال تلشي، بينما اتجهت مجموعة من هؤلاء نحو مدينة “أبوزبد” بحثاً عن الجازولين والإمدادات الغذائية.. وصرف الأنظار وتخفيف الضغط على معاقل التمرد في الجبال الغربية. وحتى لحظة كتابة هذا المقال تم إحكام السيطرة على كل منافذ مدينة أبو زبد و(طوقت) القوات التي دخلت المدينة من كل الجهات لتلقى مصيراً حتمياً بعد وقوعها في فخ نصب لها بعناية ودقة!!
} إن تمادي التمرد في الهجوم على المناطق الشمالية من جبال النوبة كمحلية القوز ومحلية “أبو زبد”، لا يعدو كونه عمليات تكتيكية لصرف الجيش عن قطع رأس الأفعى التي تتمدد في الجبال منذ سنوات. وقد تتسلل الحركة بذات الخطط لمناطق آمنة ومستقرة من خلال عمليات حرب عصابات سريعة لمدن في شمال كردفان، أو حتى النيل الأبيض حينما تقترب القوات المسلحة من مناطق التمرد في الجبال الشرقية.
} حرب العصابات التي تنتهجها الجبهة الثورية بكل مكوناتها تثبت حقيقة واحدة، أن هذه الجبهة غير قادرة على فعل شيء ذي بال، وسقطت مشروعاتها المعلنة عن الزحف من الأطراف حتى إسقاط النظام في الخرطوم، ولكن أبواق إعلام الجبهة الثورية تسعى لنفخ الروح في جسد موعود بضربات موجعة لا يقوى على احتمالها. وما “أبوزبد” و”الضليمة” إلا بداية النهاية لتمرد آن له أن يموت، في صيف حار بدأ في نوفمبر ويمتد حتى يونيو العام القادم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية