«سناء حمد» .. هل تعود للمقعد الوزاري؟
الأستاذة “سناء حمد” وزيرة الدولة للإعلام السابقة والسفيرة بالخارجية، امرأة من طراز مختلف، فهي تضع أفكارها على صيغة باردة في المنديل حتى تتحول إلى وهج ساطع في الهواء الطلق، كذلك تحمل قدراً كبيراً من مفاهيم الليبرالية والانفتاح في الدواخل تحاول إيجاد مواءمة لها مع الفكر الإخواني.
هكذا يرى الكثيرون بأن الوزيرة “سناء حمد” فيها شيء من السيمفونية الغربية في ثوب الواعظة الجديدة، وأنها ربما تكون جزءاً أساسياً من الراديكالية الإيمانية المناهضة للفكر الدوغمائي، فقد ظلت “سناء” تنادي بالإصلاح والتطوير والتحديث من داخل البيت بحركات تتساقط على شكل حبيبات تضرب في الأعماق، وقد كانت لها إيقاعات مرئية على أعتاب الدورة التنشيطية للمؤتمر الوطني في دورته الثالثة خلال نوفمبر 2011م علاوة على أطروحاتها التي تطالب بضرورة القيام بالمراجعات والدراسات الذاتية على طريق بناء النمط التنظيمي والمؤسسي والمنهجي في حزب المؤتمر الوطني بغية الانطلاق إلى معالم العصرية ورحاب الألفية الثالثة.
إذا حاولنا إضاءة المصابيح عن مساهمة الأستاذة “سناء حمد” عندما كانت في المقعد الوزاري، فهنالك من يؤكد أنها خلقت زخماً كبيراً لمنهج الحكومة على الصعيد الخارجي، وأنها التقطت قفاز المبادرة الإعلامية الصاخبة خلال حرب الدمازين في سياق توظيف المعلومات على منضدة الرأي العام العالمي بالشكل الذي يخدم إستراتيجية القوات المسلحة، فضلاً عن ذلك فقد قامت الوزيرة “سناء” بالعديد من الأفكار والمبادرات الجديدة في مجالات الإعلام المختلفة، فالشاهد أن دورها كان بارزاً في القضايا الإستراتيجية التي جعلت الإعلام سلاحاً جباراً في رسم الصورة الوردية لسياسات الدولة، ومن الأشياء الملفتة عندما أشاد بجهودها الوزارية الأستاذ “ضياء الدين بلال” رئيس تحرير جريدة (السوداني) على حساب وزير الإعلام المركزي يومذاك الدكتور “كمال عبيد”، انبرت الأستاذة “سناء” في معالجة الموقف برد (ملوكي) أرجع الفضل للدكتور “عبيد”.
تعرضت الوزيرة “سناء” لهجوم عنيف من البعض بعد خروجها من وزارة الإعلام على خلفية الصراع الشهير بين الوزير “عبد الله مسار” والأستاذ “عوض جادين”، فقد ذكر هؤلاء بأن أداءها كان مقصراً في الإعلام، وأنها لم تحتمل الذهاب إلى الظل وقالوا إن إشاراتها الكثيفة عن التحديث جاءت على وتر فقدان كرسي الوزارة، وفي المقابل كان هنالك رأي مضاد يصنف تلك الملاحظات بأنها من باب الغيرة السياسية، وفي ذات القدر أرسلت الوزيرة توضيحاً كاملاً حول تلك الاتهامات عبر المواقع الإسفيرية، وقالت إن هناك من يتاجرون باسمها على الـ(فيسبوك)، ونفت صلتها بأي تيار مناهض لسياسات المؤتمر الوطني.
الآن تزحف على الأفق المعلومات المتواترة عن التشكيل الوزاري الجديد، ومن الطبيعي ارتفاع وتيرة التكهنات والاستنتاجات عن ملامح التغيير الدستوري المرتقب وأبعاده على المسرح السوداني.. وفي خضم تلك المعطيات يتأطر السؤال المركزي.. هل تعود الأستاذة “سناء حمد” للمعقد الوزاري مرة أخرى؟؟ وفي أية حقيبة؟ الإعلام أم الخارجية أم أي موقع دستوري آخر؟؟ فالثابت أن إعفاء الوزراء وعودتهم إلى مواقعهم الدستورية مسألة طبيعية لا تعدّ بدعة أو عملاً شاذاً، بل يرى البعض أن خطوة الإعفاء ربما تكون استراحة محارب أو معالجة طارئة على حبل التوجهات العامة.. فهل بريق المقعد الوزاري يسأل عن الأستاذة “سناء حمد” في هذا الظرف على باحة وزارة الخارجية؟؟ لا أحد يتكهن بالإجابة القاطعة، فالمسألة على صندوق مغلق، غير أن الإشارات قد تسمح أحياناً بالقليل الذي يخرج على قوة التوقعات!
المحصلة تكمن في أن الأستاذة “سناء حمد” قيادية في الحركة الإسلامية، ومن ركائز الإنقاذ، لا تستطيع التغريد خارج الأسوار ملتزمة بالجدول عن ظهر قلب على أرائك النهج الحديث والزاوية العصرية والميكانيكا الانفتاحية، فهي تمشي على ركائز الأناقة وممارسة السباحة وركوب الخيل من خلال إطلالة جذابة تهفو إلى خلق العجين المتوازن بين المرجعية والتقدمية!!