أخبار

"الخير" والخارجية

قلت من قبل إن أمين العلاقات الخارجية بحزب الأمة القومي السفير “نجيب الخير” والرجل سفير سابق للحكومة وعضو وفدها التفاوضي في أبوجا بشان دارفور وممثلها في الاتحاد الأوروبي ومحطات أخر قبل الإنقاذ، وبعدها قلت إن مواقفه من الحكومة ومن وزارة الخارجية خاصتها الآن وخاصته سابقاً تبدو انفعالية ومتشنجة لا تليق التصويبات فيها بدبلوماسي لا من حيث اللغة أو التفاسير، إذ لا يمر يوم إلا ويخرج فخامته بياناً فظاً غليظ الحاشية، يتهكم فيه من طريقة عملها بقدر صار مزعجاً للمتلقي، وبات مثل تصريحات بعض المسؤولين التي ملها المواطنون في شأن الاقتصاد والسياسة من فرط تكرارها وعوار منطقها.
أتفهم أن ينتقد (النجيب) وزارة الخارجية فله فيها خبرات وسابق سيرة، ودخلها الرجل منذ وقت باكر، وتدرج فيها قبل أن تأتي الإنقاذ فيكون في صف المغاضبين، ومن ثم المحالين، وبعدها جرت مياه تحت الجسر رأى فيها الرجل مياهاً طهرت الإنقاذ، فانضم إلى ركبها من ضمن كوتة تسوية ضمن إطار منشقين عن حزب الأمة الحالي نفسه، فحمل لواءها في المحافل الإقليمية والدولية، واستمات في الدفاع عنها، قبل أن يرتد عنها ويعود إلى حزبه القديم حيث إمامة “الصادق”، وقطعاً فإن تطوافاً مثل هذا يمنح صاحبه بالضرورة قدرة على فرز الألوان ويشبعه – بالتشديد- بخبرات نابهة، يتوقع منها أن ترسم أبعاداً أخرى لما يصوب نظره عليه، فلا يكون حديثه مثل ثرثرات البعض على مدونات النت كلام والسلام.
وقد وددت- والله- لو أنه قدم نقداً موضوعياً بمعنى إضافة رؤاه ومقترحاته لشأن تطوير العمل الدبلوماسي، ومقترحاته لحل إشكالات التعاون والتواصل مع الآخر سواء كان الولايات المتحدة أو أذربيجان التي مسح بها “النجيب” عرصات صفحات الصحف، وغمطها حقها في رئاسة مجلس الأمن، فأن تكون معارضاً لا تسقط عنك أهمية دورك في التوجيه والإرشاد، وهذا بعد غائب عند الرجل وغالب الناقدين للحكومة، ثم إن الأسوأ من هذا أن الحديث في كثير من جوانبه يبدو وكأنه محض غضبة للنفس واستعراض للهوى واستحضار لقاموس الإزراء بالآخر !
النقد المستهتر من السفير السابق يمنح المتابع إحساساً – آمل ألا يصدق – بأنه القضية في بعض جوانبها (شخصية) مع وزارة الخارجية، لدرجة أن أحد الأشخاص طالع تصريحات “نجيب الخير” فقال – والمتحدث مواطن ممن ينطبق عليهم عدم فوات الفطنة – لمن معه يبدو أن هذا الرجل قد خرج من الوزارة التي يسبها وقد أكل عليه بعضهم حقوق وفوائد ما بعد الخدمة، وربما لم تورد الوزارة المهيبة (التأمينات) كما تفعل غالب الصحف! وصدقوني أن المتحدث بدا لي فطناً ذكياً وصاحب طرفة فيما قال وبدا لي أكثر من ذلك أنه شخَّص منطلقات السفير المناضل.
وزارة الخارجية وزارة لها نجاحاتها ولها إخفاقاتها، وتصويبها مهم، وتقديم العون لها والمقترحات أهم، ولكن ليس بهذه الطريقة المملة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية