شهادتي لله

فضائيات .. وتاني (مؤشرات قال)!!

– 1 –
} ظهرت في الآونة الأخيرة (هوجة) من (ولاة) الولايات لإنشاء فضائيات على شاكلة قناة الخرطوم، وقناة البحر الأحمر! وقبل يومين طالعت تقريراً (تسجيلياً) عن زيارة والي النيل الأبيض لبعض محليات الولاية، وفيها خاطب الجماهير واعداً بإطلاق قناة (النيل الأبيض) داعياً – وعلى الهواء مباشرة – إدارة مصرف المزارع التجاري للإسراع في إكمال عملية (تمويل) القناة!!
} ماذا يكسب مواطن النيل الأبيض، الذي يعاني من سوء الخدمات الصحية والتعليمية وشظف العيش، من إطلاق الولاية الفقيرة قناة فضائية؟!
} هل هذه أولوية من أولويات أي ولاية.. أن تمتلك قناة تلفزيونية تسبح في معظم خارطتها البرامجية بحمد (الوالي) ووزرائه ومعتمديه؟!
} الأصلح والأخير لمواطني النيل الأبيض أن يحول السيد “الشنبلي”، والي الولاية، المليارين أو الثلاثة مليارات جنيه، حيث لا يقل تاسيس قناة فضائية عن هذا المبلغ، فضلاً عن نحو “ثلاثمائة ألف دولار” سنوياً لصالح أرخص قمر صناعي!!
} “ثلاثمائة ألف دولار” (سنوياً) أولى بها مستشفى “الدويم” يا سيادة “الشنبلي”.. أحوج لها مدارس “القطينة” وطرق “كوستي”، وخدمات “ربك”.
} أفهم أن يكون للبحر الأحمر فضائية تروج للسياحة على سواحلنا المهملة، البكر، صاحبة أغنى شعب مرجانية في العالم، غير أنني لا أستوعب ضرورة أن تكون للنيل الأبيض والأزرق وكردفان ونهر النيل والشمالية والقضارف وكسلا، فضائيات. (البحر الأحمر تمتلك بنيات طبيعية لاستجلاب سياحة عالمية، بينما سياحة كسلا محلية).
} آمل أن توجه رئاسة الجمهورية بإيقاف إهدار المال العام تحت بند إنشاء المزيد من الفضائيات باسم الولايات والمؤسسات الحكومية الأخرى.
} وحسب علمي فإن السيد النائب الأول للرئيس وجه من قبل بإيقاف هذا (العبث)، إلا أن بعض (الولاة) ركبوا روسيهم.. و(خرتوا) أياديهم!!
} فليمول مصرف المزارع عمليات زراعة القمح والقطن في الشمالية والجزيرة.. هذا هو نشاطه الأساسي المطلوب.
– 2 –
} وتماماً، كما كتبنا في هذه المساحة قبيل عطلة عيد الأضحى المبارك، فإنه لا توجد أية (مؤشرات إيجابية) لتحسن العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، طبقاً لتأكيدات وزير الخارجية، وقللنا يومها من رغبة بعض الشركات الأمريكية (الصغيرة) في الاستثمار بالسودان. فها هو الرئيس “باراك أوباما” يبادر بالطلب من الكونغرس تجديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على السودان عاماً آخر.
} السيد “أوباما” (فلاحتو) في السودان.. و”الخرطوم” (حيطتو القصيرة)، فقد تجرع مرارة الهزيمة الدبلوماسية والسياسية قبل أسابيع على أيدي دهاقنة الدبلوماسية (السورية) المستندة على النمور (الروسية)، فلم يجد غير أن (يموص) قراره المعلن بتوجيه ضربات جوية لسوريا، و(يشرب مويتو) بعد رفض الكونغرس تمرير المغامرة غير مأمونة العواقب!!
} سيظل (كل) رئيس أمريكي قادم يجدد العقوبات على السودان، إلى أن يتغير المنهج وتتبدل العقليات التي تدير الدبلوماسية في بلادنا، وليس بالضرورة أن (نطبع) مع “إسرائيل” لتتحسن علاقتنا مع أمريكا، الأهم أن تعرف أمريكا أنها في حاجة ماسة إلى (التطبيع) معنا، لتحقيق مصالحها. فلماذا ترفع (العقوبات) ومبعوثوها يسرحون ويمرحون في بلادنا، تُفتح لهم صالات كبار الزوار، وصوالين كبار رجال الدولة ووزارة الخارجية.
} أمريكا يا “سادتي” – وكما قال أحد عرابي سياستها الخارجية قبل عقود – لا تدفع ثمن ما يهدى إليها..!
} قال مؤشرات.. قال!!
سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية