LIKE
سطر الزميل الأستاذ “الهندي عز الدين” قبل يومين في (شهادته) رسماً جعلني- كما هي موضة هذه الأيام في شبكات التواصل- أكتب (لايك)، وأعتقد أن على تيارات وأجنحة الإسلاميين مراجعة بعض نصه؛ لأن فيه ملامح مخرج مناسب لــــ(داحسهم) و(غبرائهم)، التي جعلت كل عام أو عامين رجلاً منهم يشق الطريق نحو الخروج فما نجح وما استقام من هم خلفه.
اختلاف الإسلاميين بالمعنى الكامل لهذه التسمية ملمح سالب بلا شك، ولكن (تباين) وجهات النظر فيما بينهم قد يعزز التجربة السودانية، ويوطد أقدامها، ويجلى البصر أمامها ولها، بما يمكنها من تقديم أنموذج يحترم ويفتح الله على يديه بالخير لهذه البلاد التي يجب الاعتراف بأنها منحت الإسلاميين السودانيين تفويضاً وفرصة للعمل لم يحظَ بها تنظيم وجماعة من قبل، ولن يأتى بعدهم (والأيام دول) من سينال تلك المزية قط.
التباين في الآراء واختلاف وجهات النظر أمر طبيعي، وهو درجة من الاختلاف وُصفت بأنها رحمة، وصحيح أن مرحلة خروج “الترابي” لم تُتح لها الفرصة لاحتواء الأمر، بحيث يتحول الشعبي نفسه إلى تيار داخل الجماعة التي انشق عنها، ولربما كانت لشخصية الشيخ العنيدة والمولعة بالتحديات فضلاً عن المرارات الخاصة سبباً في هذا، فإن الوضع يختلف مع مجموعة “غازي” فقياساً على أصول الخلاف فإنها أقل حدة من خلافات التصدع مع الشعبيين بدليل أن كثيراً من رموز وقيادات من يُسمَّون بالتيار الإصلاحي – بمن فيهم مؤسسوه – يعترفون بالفضل للرئيس ويحفظون له مقاماً رفيعاً، بدليل أن بعضهم يتمسك بحقه في المؤتمر الوطني، إلا أن يأتي بقرار فصل يبعده من مجلس الشورى الذي ينتظر أن يبت في أمر العقوبات التي طالت البعض.
ويبدو عندي – والله أعلم – أن المؤتمر الوطني وبعيداً عن مسالة قرارات لجنة المحاسبة، فإنه واعٍ لأهمية استمرار التواصل والحوار مع المجموعة المتضجرة عليه، وبالمناسبة فإنهم حتى الآن وإلى هذه اللحظة فإن المعالجة الإعلامية في تناوش مجموعة “غازي” تبدو منضبطة للغاية من جانب الحكومة وحزبها، فثمة تحاشٍ للتعليق المباشر والرد الفظ، رغم أن التيار الآخر سكب نيراناً مكثفة وموجهة على خصومه، بقدر بدأ فيه الدكتور “غازي صلاح الدين” وكأنه غير “غازي” الذي عُرف بالترفع عن الهتر وجارح القول، وشخصياً آمل أن يتواصل التزام المؤتمر الوطني بموقفه ذاك كما أرجو من بعض الإصلاحيين أن (يلزموا الجابرة) فبعض مخرجهم في البيان والقول يحول الأمر إلى مشاجرات لفظية في مدرج شعبي لكرة القدم !
للإسلاميين تنظيم عريق وقدرات من كل الأجيال باهرة وكفاءات مميزة وبين عضويتهم شباب وشيوخ قمة الطهر والنقاء والوطنية الخالصة، وصحيح أن السلطة أضرت بالبعض سواء من كسب أنفسهم أو تكسب الآخرين بهم، ولكن الراجح عندي، وإلى أن يثبت العكس فإنهم الأقدر على قيادة هذا السودان، وقطعاً فإن هذا قول لا يسقط حق الآخرين في ذلك، ولكنها الحقيقة التي يبدو أنها تغييب في مواقيت الثأرات والمرارات هذه، حينما يكون الانتصار للذات عند المصلح وغير المصلح أصل القضية ومنتهاها.