أخبار

ضبط الخطاب السياسي

} يرى بعض أهل السياسة أن الغبن المتولد في قلوب عدد من المواطنين الآن ناتج من التسرع في إطلاق التصريحات من قبل بعض المسؤولين، ولعل الخطاب الاستعلائي والعدائي قد مكن المعارضة ذاتها من استخدامه بالصورة التي تخدم أجندتها، وتمكنها من كسب أراضٍ جديدة، خاصة وسط الشباب المولع بـ(الواتساب) و(الفيس بوك).
} طالبنا سابقاً بأن يكون هناك ناطق رسمي (واحد) باسم الدولة يتحدث منفرداً في كل قراراتها، ويعلق على التدابير الموضوعة لأي مشكل يواجه البلاد، لأن التضارب الذي نشاهده الآن في الأقوال المختلفة جعل الساحة السياسية عبارة عن (سوق)، كلٌ يدلي بدلوه، ويحاول أن يرفع صوته ويجد مفردات أقوى للفت النظر إلي بضاعته، في إطار (الشوفونية) المصطنعة التي جعلت منهم ماده رئيسية في المجالس والمواقع والمؤتمرات كافة.
} البعض جعل من الإنقاذ مسرحاً للعرض الساخر والمشوه، من خلال تواجد يومي في القنوات العربية وإذاعاتها كافة، ينثر من خلالها غثاء الحديث بضعف الحجة، والارتجال، والعبارات المفككة، والصوت الفاقد للمنطق، والجالب للسخط، والباعث للغضب والغبن والاستهتار، باعتبار أنهم من رجال المؤتمر الوطني والمحسوبين على الدولة، ولنلاحظ كذلك إلى ماعون الدولة بتمعن، سنجد أن هناك رؤوساً قد أينعت وأرادت أن تجد لنفسها مساحات من التواجد السياسي على دفة المشاركة الإعلامية بتصريحات متعجلة وغير مستندة على معلومات صحيحة، لتجعل الإنقاذ مادة للسخرية في الأماكن كافة.
} ضبط الخطاب الإعلامي واحد من المرتكزات التي ينبغي أن يتم معالجتها بشكل حاسم في مقبل الأيام، إذ أن التصريحات التي تابعناها إبان الأحداث الأخيرة خلقت ثورة غبن عارمة وسط المواطنين تجاه الاستفزاز الخطابي الذي يعتبر واحداً من مكملات الأنظمة، لذلك فإن التركيز القادم لا بد أن يكون واضحاً يمنع هذه (الجعجعة) المعروضة على رأس الساعة، ومن ثم تمليك الناطق الحقائق التي تؤهله لإيصال الرسالة بشكلها الصحيح للمتلقي الداخلي والخارجي.
} فوضى التصريحات جعلت المواطن في حيرة من أمره، لتشكل بداخله مرآة مهزوزة غير واضحة المعالم، لأن المُنتج المتاح متأرجح ومتباين الأصوات، وما بين توفير القمح لمدة شهر وكفايته لأعوام تاه “محمد أحمد” المغلوب على أمره، لأن نائب رئيس المجلس الوطني الأستاذ “هجو قسم السيد” لم يتبين بعد أن القمح المتواجد بالسودان يكفي لشهر أو كافٍ لأعوام، وتدور الدائرة في شكل حلزوني.
} والأزمة الاقتصادية جعلت الكل يبرز عضلاته، ويحاول عبثاًَ أن يرضي القيادة العليا بتصريح (أشتر) لأن الهم بات يتمحور في التشبث بالكرسي والبقاء في المنصب بمحاولات متعددة تستهدف رضاء القيادات من خلال الظهور الإعلامي و(كِسّير التلج) الباعث للالتهاب الحاد، الذي يصيب الإنقاذ وربما تمكن من أعضائها كافة.
} لا بد أن يكون هناك توجيه رسمي يمنع من خلاله هذا الهرج، على أن يتم تشكيل شخصيات محددة تعبر عن صوت الدولة، وتوضح وجهة نظرها في وسائل الإعلام إن استدعى الأمر لذلك، لأن المنعطف الذي نمر به لا يتحمل هذه الهرطقات، خاصة وأن الأزمات باتت تحاصرنا من كل الاتجاهات؛ الأمر الذي يتطلب وعياً في التعامل مع معطيات المرحلة بشكل يبين الخبرات التي اكتسبتها الدولة من خلال عمل سياسي فاق العشرين عاماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية