الديوان

الجيران.. عندما تتطور العلاقة فتصل الوجدان !!

 بحكم التواصل أو بسبب التلاقي العفوي أو المصطنع، ثمة ودّ وعاطفة خفية تنشأ دائماً في بداية أية علاقة بين اثنين، وتظل تنمو وتتغلغل حتى تتربع على عرش القلب بزيجة تبقيهما إلى جوار بعضهما إلى الأبد. علاقة الجوار أو الجيرة من العلاقات السامية حد أن أوصى عليها خاتم الأنبياء والمرسلين “صلى الله عليه وسلم” وتناولتها الأمثال (الجار قبل الدار).. (جارك القريب ولا ود أمك البعيد).. أيضاً الأعمال الإبداعية أفردت للجيرة مساحات كبيرة، وفي مجال الشعر الغنائي كتب الشاعر “ود الرضي” (سبب نواحي وإنت جاري وسبب دمعي الدوام جاري)، أما سفير الأغنية السودانية الراحل المقيم “سيد خليفة” فغنى (جاري وأنا جارو أتمنالو الجنة وأتعذب بي نارو)، كما صدح “الكابلي” بـ(تسحرني وأقول أهواك يا جار، داير قربك لكن محتار)، وتغنى الفنان “عبد العزيز المبارك” بـ(أحلى جارة يا أحلى جارة عطرتي كل الدنيا وأنت مارة). في المساحة القادمة نطرح مشوار العاطفة البديهية التي تبدأ من (ود الجيران) لـ(بنت الجيران) والعكس، وحالات الفشل والنجاح في مثل هذه العلاقات.
وفي هذا يقول “محمد أحمد” (الموظف بوزارة الزراعة) إن اختيار الجار حسبما يرى هو الأنسب لأنه يوفر معاناة السؤال، فالشريك حتى إذا كنت تعرفه جيداً فأسرته ومحيطه قد يكون عائقاً، كما أن الأهل لا يرفضون الجار حسب العلاقة الجميلة التي تربطهم، فـ(بنت الجيران) هي بنت البيت وكذلك (ود الجيران)، ويضيف “محمد” إن زواج الأهل دائماً ما يكون سبباً في نقل الصفات الوراثية السالبة الأمر الذي يعزز من مكانة الجار ومتانة علاقته.
أما “إيناس” الطالبة بـ(جامعة النيلين) فخالفت “محمد” في الرأي قائلة إن الارتباط بالجار يفقد العلاقة أهم جوانبها وهو اللهفة والشوق، كما أن البنت تعد الجار في مكانة الأخ ليس أكثر، وأضافت: (من المستحيل أن ارتبط بأحد أولاد الحلة).
الحاجة “زينب” ربة منزل قالت عن مصاهرة الجيران (دا يوم المنى)، مؤكدة أن الجار هو أفضل الخيارات لابنتها أو ابنها لأن هذا الارتباط تخليد لأجمل العلاقات في الدنيا، لأنها تجد جيرانها في (الحلوة والمرة) قبل أهلها، فهي لها مكانة خاصة في حيها صنعتها بحسن التعامل والمعشر، وأضافت إن مشاغل الحياة وظروفها القاسية أثرت على هذه العلاقة، لأنهم في السابق كانوا يقضون معظم اليوم مع بعض من الفطور مروراً بـ(الجبنة) و(الحنة) و(الطبيخ) إلى عودة أزواجهن من العمل.
“مصعب” (طالب جامعي) تحدث لنا قائلاً: (بخت الحبوه جيرانو) لأنه ابنة الجيران هي الوحيدة التي تقابلها الأسرة بالموافقة التامة، كما توفر لك معاناة اللقاء لأنك تستطيع لقاءها بكل يسر دون إثارة المشاكل أو المتاعب، كما أنني استطيع أن أحافظ عليها أكثر من الشخص الغريب.
وابتسمت “سارة” قائلة: (القريب من العين قريب من القلب) ولم تضف شيئاً آخر.
أما “يسرا” فقالت: (أنا أكثر شخص يمكنه التحدث في هذا الموضوع لأن زوجي جاري.. فمنذ أن أتيت إلى هذه الدنيا وهو أمامي نشأنا في مكان واحد، وكما تغنت الفنانة “ندى القلعة” (بريدو من زمني البتاتي) فأنا أعرفه هو وأهله لذلك لم أجد صعوبة في التعامل معهم فكل الحصل إني انتقلت رسمياً إلى منزلهم.. وقبل الزواج كنت أقضى معظم أوقاتي أنا وأخواته بمنزلنا أو منزلهم، فنحن أسرتان تربطنا علاقة وثيقة وحميمة وقد سعد الأهل بهذا الارتباط وباركوه من كل قلوبهم، وأعد نفسي أحسنت الاختيار فهو خير زوج وخير أخ ووالد كمان).
ويرى خبير التنمية البشرية المهندس “زهير علي” أن القواسم المشتركة هي أول نقطة تنشأ عليها العلاقات العاطفية، كالدراسة في جامعة واحدة والعمل في مؤسسة واحدة، مشيراً إلى أن الجيران لديهم الكثير من تلك القواسم، لافتاً إلى أن المناسبات والعلاقات بين الجيران تقود إلى زيجات ناجحة، مبيناً أن الشاب يحاول أن يبذل قصارى جهده للفت انتباه (بنت الجيران) في الأفراح والأتراح، مشيراً إلى أن الفتاة التي هي على درجة من المعرفة والالتزام تفضل الشاب الجاد، وكذلك الشاب من الأيسر له اختيار (بنت الجيران) فهو يعرف كل تفاصيل حياتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية