سلوك (الشباب) مع المسؤولين
} يبدو أننا نعيش في أجواء غير صحية وتميل في كثير من الأحيان إلى صيغة الخروج من الأدب المعروف والالتزام بالخلق القويم والتحلي بقيم الدين الإسلامي، الذي أشار في كثير من آيات كتابه المجيد إلي احترام أولي الأمر، وعدم الخروج على السلطان، بالإضافة إلى التربية السودانية التي تحوي مبادئ ومُثلاً تسير في الاتجاه ذاته؛ لذلك نجد أن الطرق التي ظهرت مؤخراً في التعاطي والتعامل مع المسؤولين تبين أن البلاد تعيش على شفا حفرة من الانفجار اللا أخلاقي.
} التلاعب في أفكار عدد مقدر من الشباب، والتعاطي الذي تم تحت مسمى النضال, جعل البعض يعتقد أن الإساءة لمسؤول أو العراك معه أو حصبه بأي شئ يندرج في إطار النضال المعروض على صفحات (الإنترنت) هذه الأيام، الذي تخصص في توجيه التهم لهؤلاء وسحب فضيلة الشرف من أولئك، حسب أمزجتهم وأجندتهم الشخصية، ليخلق دافعاً للبعض ليستمر في النهج نفسه حتى يتبلور ليصبح عادة ينتهجها الكل لتوصيل رسالة الغضب، ومن ثم يصبح اسمه ضمن شرفاء (الكيبورد).
} التعليقات التي وجدتها عبر الصفحات المختلفة في عالم الشبكة العنكبوتية حول حادثة ذاك الشاب مع الدكتور “نافع علي نافع” في منطقة الهلالية، تؤكد أن هناك خللاً واضحاً يعاني منه هذا الجيل، خاصة أن السودانيين ظلوا على الدوام مثالاً للتسامح والتصافي والتعافي, لذلك فإن المطروح في شكله العام يبين أننا نعاني من أزمة حقيقية من خلال التجارب الأخيرة التي أوضحت أن الاجتياح اللا أخلاقي بات يشكل كابوساً يتمدد في القطاعات المختلفة؛ لأن النتيجة أن يصبح المتهم بطلاً يمنح أنواط الشجاعة المصطنعة، لأن القناعات تتشكل وتترسخ بناءً على النهج ذاته، وليس التفكير في الخلاصة والنتيجة التي تمكنه من الوصول إلى الشهرة بأسهل الطرق.
} أولاً نعيب على المؤتمر الوطني التساهل الذي ينتهجه في التعامل مع مثل هذه التصرفات الرعناء، التي باتت متكررة في التجمعات السياسية كافة، وأخشى أن تكون واحدة من المرتكزات التي تبني عليها المعارضة خططها من خلال الدفع بأحد هؤلاء الشباب لهكذا سلوك معوج، ومن ثم ممارسة التطبيل الأجوف والاستمتاع بالمواقف السخيفة التي يتعرض لها المسؤولون؛ لذلك لابد أن تكون للحزب حملات مضادة عبر المواقع الإلكترونية بذات الطريقة التي تتعامل بها المعارضة؛ لأن المنطق يشير إلى أن الغاية تبرر الوسيلة حتى يتم القضاء على هذا الهرج الذي لامس بعض العقول الشبابية وتمكن منها. كما لا بد قبل ذلك من إيقاع العقوبات المناسبة بمرتكبي هذا الجرم الأخلاقي والانحطاط السياسي.
} المعروف أن المؤتمر الوطني يضم أكثر من عشر ملايين عضو في أنحاء السودان كافة، كان للشباب فيها القدر المعلى الذي يمكنهم من صنع مصدات إلكترونية لإيقاف هذه التصرفات الدخيلة والنهج الغريب الذي أضحى سمة تتحرك بيننا دون أن ندري, ومن ثم التوجيه للبحث عن عقوبات جنائية رادعة لكل من تسول له نفسه أن ينصت لهذه الادعاءات الخرقاء من أجل كسب ذاتي رخيص, يبدأ بوضع صورته على (الإنترنت) وينتهي بمنحه وساماً (فشنك) في الشجاعة.
} كثير من التفاصيل الصغيرة التي نتعامل بها باللا مبالاة والتساهل لتصبح بين ليلة وضحاها ثقافة عامة وسمة مميزة. لقد فشلوا في الوصول إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ليكون الحل في السيطرة على المواقع الإلكترونية التي باتت دون رقيب.
} فكروا جيداً بعد مراقبة دقيقة وابحثوا عن آلية للحسم والحزم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح, لأن حبات العقد باتت في طريقها إلى الانفراط.