شهادتي لله

في انتظار "مهاتير"!!

} تبدو الساحة السياسية في السودان في حاجة ماسة إلى (حراك) حقيقي مؤثر، إما بقيام حزب أو كيان جديد بفكر متجدد يلبي طموحات ويطرح بدائل موضوعية تؤسس لنهضة بلادنا لنلحق بركب الأمم من حولنا، أو أن ينتفض (المؤتمر الوطني) على نفسه، ومن تلقاء قيادته، ليؤكد أنه الحزب الكبير الذي ينبض حيوية وفعلاً، والأقدر على ممارسة (التغيير).
} اتجاه مجموعة د. “غازي صلاح الدين” و”حسن رزق” والعميد “ود إبراهيم” لإنشاء حزب جديد، هو تكرار لتجربة (المؤتمر الشعبي) بدرجة أقل (عنفاً) ودوياً من الأولى، لأسباب تتعلق بالظرف الزماني، ومكانة الشيخ “الترابي” في قيادة التنظيم والدولة داخلياً، ووضعيته الدولية والإقليمية، فأدى خروجه من (دسك) الحكم إلى إسعاد دول، وإزعاج (كُتل)!
} لم يمثل (المؤتمر الشعبي) بديلاً موضوعياً.. لم يطرح أفكاراً وبرامج لمعالجة أزمات البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فقد انشغل تماماً بعملية (الثأر) والانتقام، وصولاً إلى غاية إسقاط النظام!!
} لم يخرج “مهاتير” جديد من رحم (المؤتمر الشعبي)، ولا حزب (الأمة القومي)، أما (الاتحاديون) بمللهم ونحلهم فما زالوا مشغولين بالترتيب للمؤتمر العام للحزب منذ نحو (خمسة وأربعين عاماً) طويلة، فاستعاضوا عنه بمؤتمر (المرجعيات) في (قناطر) القاهرة، وما زالوا يؤجلون الموعد، ويحلمون بوحدة (الفصائل) الاتحادية، فكيف يخرج من أصلابهم “مهاتير”؟!
} (المؤتمر الوطني) – نفسه – الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين، تكلس، فلم تعد عضويته التي توقع على المذكرات، أو تكتفي بممارسة النقد و(التأفف) (اليومي) في المجالس (الجانبية) – باستثناء بعض الوزراء – لم تعد تأمل في خروج “مهاتير” إسلامي سوداني يقود ثورة النهضة الاقتصادية ويبدل (عجز) الموازنات إلى (فوائض)، كما فعل صاحب الاسم في “ماليزيا” المدهشة!!
} حالة (الجمود) بل (الموات) في أرواح وأجساد أحزابنا السياسية، ينفخ أطناناً متتالية من (الإحباط المدمر) في نفوس أجيال مشرئبة للحياة، ما زالت تتمسك بالعيش على تراب هذا البلد.
} وقد يكون التشكيل الوزاري المزمع إعلانه قريباً، فرصة لقيادة الدولة لبعث إشارة واحدة (خضراء) في طريق مسدود على مد الأفق بالإشارات (الحمراء)!
} المسألة لا تتعلق في رأيي بأعمار الوزراء دون (الخمسين) أو فوقها، بل بكفاءتهم وإمكانياتهم العالية القادرة على إحداث التغيير المنشود.. برغبتهم في العطاء والتفرغ الكامل لأعمال ومشروعات الدولة، والتحلل من أية أعمال ومشروعات (خاصة)، سواء كانت طموحات سياسية (ذاتية) أو نشاطات تجارية تقسم ولاء الفرد بين تنمية حسابات الدولة، ورفع طاقتها الإنتاجية، وزيادة حساباته ومدخراته الخاصة!!
} الوزير الذي يرفع شعار (أنا ما بخلي شركاتي وبزنسي).. من الأفضل للدولة أن يتفرغ لشركاته.
} والوزير الذي يأتي للحكم ليبني بيتاً قبل أن يبني مشروعاً منتجاً مثمراً للبلد، من الأفضل ألا يأتي للوزارة قبل أن يكون له (بيت) ومصدر رزق لإعالة أولاده.
} سياسة (توزير) الفرد أو (تمديره) أو (تسفيره) لبعثاتنا الدبلوماسية بالخارج، لمساعدته على إكمال تشييد بيته، أو توفير مصدر رزق له، يجعل الحكومة ومؤسساتها مشروعاً (إعاشياً) وتنموياً (للأفراد)، وليس للدولة.
} لن يكون هناك فرق إذا قدم (خمسة) أو (عشرة) وزراء جدد من أمانات (الشباب) و(الطلاب).. فلم (ينجح أحد) من الذين سبقوهم، ولا داعي لذكر الأسماء، رفعاً للحرج، وأي (كادر) صغير بالحزب الحاكم يعرف هذه المعلومة ويرددها يومياً وبالأسماء، عدا الذين ترتبط مصالحهم بدوائر عمل هؤلاء من (أعلى) أو (أدنى)!
} الفرق سيحدث بالانفتاح خارج ترشيحات أعضاء (المكتب القيادي)، فهؤلاء أصبحوا مع طول السنين لا يبصرون خارج مكاتبهم وسكرتارياتهم وسائقي سياراتهم!!
} في انتظار “مهاتير محمد” السوداني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية