النصف المفقود..!!
وأنا أمر ببعض قوة ونصف شهية على شوارع الـ(فيسبوك)، استوقفتني عبارة بسيطة ولكنها مليئة بكل شيء، عادية ولكنها مدهشة، بضعة حروف ولكنها تعني الكثير الكثير، ربما لأنها اقتحمت ذاكرة الألم فكتبت الخلود لنفسها.
(تخيل إني أول يوم أحسك ما بتشبهني ولا بيناتنا نفس اللون)!!
فقط..
ملأتني هذه العبارة حنيناً ودفئاً، وبرداً وخوفاً، وعافية وألماً.. ملأتني من كل شيء، ليس لأنها لامست واقعاً يمشي بين الناس فقط، وإنما لأنها حركت عنصر الحزن الذي يظل خاملاً في جانب من جوانب الإنسان، فتحركه أمواج المشاغبين في بحر التعبير تارة، وإشارات الروح الخضراء تارة أخرى!
ترى ما هو الإحساس الذي انتاب هذه الأنثى الشفافة حينما سولت لها نفسها أمر الكتابة؟!
أتراه خوف البقاء لدواعٍ ذكرتها هي؟ أم أنه الخذلان الكبير؟!
فكل أنثى تبحث عن نصفها الآخر في رجل ما، ربما تحارب الدنيا من أجله لتجد خيارين.. إنه يستحق لأنه وهبها السعادة والهناء، أو أنه لا يستحق لأنه لم يقدرها حق قدرها!!
ترى أيهما أيها النيل كان قدر ابنتك؟ ولكن لما السؤال والإجابة تقفز من بين السطور.. (ولا بيناتنا نفس اللون)؟!
يا لها من صورة! حينما تعضدها بـ(ما بتنفع محاحاة الدمع للشوق ولا بحمي القدر كمون) أو كما قالت:
ولا بحمي القدر أكمون!
ربما (الكمون) أو الحبة السوداء هي ما تعارفنا عليه دواءً ضد العين!
(العين) هي (الشماعة) التي نعلق عليها بقايا تجاربنا الفاشلة، ومصائبنا التي لا نجد لها تبريراً.
ولكن هذا (الكمون) هنا لا يجدي نفعاً، لأن ظلام الليل انقشع واتضحت الصورة.
وتظل حواء هي حواء تنقب عن ذاتها داخل كل من آنست أنه آدمها المطلوب، أو نصفها المفقود!
أذكر أن أحدهم قال لي ذات مرة: (إن لكل رجل نصفاً، مثلما التفاحة التي قسمت نصفين، يظل الرجل يبحث عن نصفه الآخر حتى وإن عاش آلاف التجارب إلى أن يحظى به)!
أتراه كان محقاً؟!
إن كان كذلك، فهوني عليك يا ابنة النيل، لأن نصفك الذي تبحثين عنه لم يأت بعد! أو كما تقول الأمهات: (باكر بجيك الأحسن منو).. أو كما يقول البعض: (تعرّسي سيدو)!!