يصنعون (المتعة).. ونكتفي بـ(الفرجة)..!!
} استمتعنا مع الملايين من عشاق الكرة مساء أمس الأول بمباراة القمة الأسبانية بين برشلونة وريال مدريد.. وللحقيقة فإن الإحساس الجميل الذي تسلل إلينا أنسانا واقعنا (المأسوي) و(غسل) عيوننا بكرة قدم غير تلك التي اعتدنا عليها في السودان..!!
} قبل بداية اللقاء التاريخي عرفنا الفوارق الخرافية بيننا وبقية الدول الأخرى في كل أنحاء العالم، وتأكدنا أن السباق التنافسي الرائع لا علاقة له بـ(الحروب المفتعلة) التي تدور عندنا..!!
} رسمت جماهير برشلونة لوحة رائعة في المدرجات باللونين الأحمر والأزرق، وبعثت برسالة عميقة للمدرب السابق «فيلانوفا» متمنية له عاجل الشفاء من المرض، في مشهد رهيب عبر عن الفهم الكبير الذي تتمتع به (جماهير الكرة)..!!
} أثناء عرض اللوحة الجمالية والخرافية التي تابعها كل العالم تساءلت في نفسي متى يا ترى يتعلم جمهورنا الرياضي تلك الروح ويتعامل بذلك الأسلوب الراقي..؟!!
} انطلاقة اللقاء جعلتني أهرول من التساؤلات (الخيالية)، ووجدت نفسي أتفرغ لمتابعة المتعة والسباق المثير بين العملاقين والفنون التي قدمها (النجوم الكبار) غير المزيفين الذين لا يعرفون (النصب والاحتيال)..!!
} الطريقة المتطورة التي استخدمتها القناة الناقلة للقاء جعلتنا نحس وكأننا نشاهد السباق من داخل الملعب.. صورة نقية ـ تعليق مواكب ـ نقل دقيق لكل الأحداث ـ اهتمام بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة..!!
} تقدم البارسا بهدف الصاعد «نيمار» الذي سدد الكرة بطريقة لم تخلُ من سحر أبناء السامبا، فكان الوصول إلى شباك الريال أفضل بداية لمسيرة النجم البرازيلي الواعد في أول مشاركة له في الكلاسيكو..!!
} ورغم ميولي لبرشلونة إلا أن ذلك لا يمنعني من التأكيد على أن الحظ عاند رفاق «رونالدو» في أكثر من كرة.. ولابد لي من التأكيد على أن هنالك ضربة جزاء ارتكبها الأرجنتيني «ماسيكرانو» مع البرتغالي «رونالدو» فاتت على الحكم..!!
} البديل «شانشيز» سجل الهدف الثاني للبارسا بطريقة رائعة، ورغم ذلك لم تتوقف محاولات الضيوف لتعديل النتيجة.. وعملياً جاء هدف تقليص الفارق في الوقت بدل الضائع..!!
} انتهت المباراة الرائعة وتابعنا العديد من (الدروس المجانية) من المدربين والجماهير واللاعبين والإعلام الاسباني، ويكفي التصريح الذي قال فيه مدرب الريال «انشيلوتي»: (أعتقد) أن هنالك ضربة جزاء لنا فاتت على الحكم..!!
} حتى «جيراد مارتيلو» مدرب برشلونة أشاد بمستوى الريال، واعترف بتراجع مستوى فريقه في الشوط الثاني، وجاءت كلمات الرجل بكل شفافية، وبعيداً عن (المكاواة والتبرير)..!!
} تخريمة أولى: تصور كيف يكون الحال لو أن أحداث القمة الأسبانية الأخيرة قد صاحبت مباراة للمريخ والهلال..؟!! اعتقد أن الدنيا كان (قامت وما قعدت)..!!
} تخريمة ثانية: تأتي مثل مباريات برشلونة والريال لتذكرنا وتؤكد لنا أن هنالك من يصنع المتعة ويعيشها بكل تفاصيلها الجميلة في كرة القدم في حين نكتفي نحن كسودانيين بـ(الفرجة) وبس..!!