أخبار

يا والي الخرطوم

أمر يوميا ً في الذهاب والعودة من حيث أقطن أمام هياكل محروقة لسيارات دمرت في الأحداث الأخيرة ، كتل متفحمة وهياكل مدمرة ودوائر سوداء هي بقايا دخان وأسلاك سحقت فتحولت إلى رماد ، أحد هذه السيارات عربة (ملاكي) من نوع (جياد) قتل من كان بداخلها مما يجعلها ببساطة مسرح جريمة ويجعل نقلها إلى حيث لجان التحقيق أمراً مهماً، لأن شكل العربة بعد الاعتداء عليها يشير بشكل جلي إلى وحشية من ارتكب ذلك الفعل، فالناظر،إليها لا يشك في أنها تعرضت لكل أنواع الرجم بالحجارة والسواطير !
مسرح الجريمة والحادث يحرز عادة ولا يتم الاقتراب منه إلا للمختصين ، لأن كل أثر فيه يبقى مشروع دليل ومرشد، فإن أقررنا بأن القضية واضحة المعالم في هذه الأحداث، فإن هذا لا يمنع أن تزور لجان التحقيق تلك المواقع وتقف على شواهدها،وأن تشرع في سحب المخلفات من السيارات إلى مكان ما ،لأن بالأمر حتما إجراءات تعويض لأهل الضحايا وملاك هذه السيارات كانت ملكية خاصة أو ملكية مؤسسات، ولكن تركها هكذا سيجعلها بعد قليل مشروعات لتجار الخردة وقد لحظت بالفعل أن هذه المركبات تفقد كل يوم) سلك) ولوحا وعارضة.
أمر آخر وهو ومع عودة واستقرار الحياة وتطبعها لا يبدو جميلا أن تظل هذه الهياكل المحروقة شاخصة، إذ تجعل الأمر وكأن ثمة هاجس قائم من عودة الناس إلى أيام تلك المعاناة. ويكون السؤال هنا ما هي الجهة المسؤولة عن هذه الإزالة ! وقطعا فإنهم ليسوا المواطنين، وإنما جهات تملك الحق في تحريك تلك الأنقاض والعمل عليها لأغراض التوصل إلى حقيقة ما جرى وهو ظاهر أو تقدير حجم التعويض،ولكن هذه الجهات دون تسمية لا أدري ما فلسفتها في هذا الإهمال والقصور غير اللائق ،ونحن نقترب من مدة الشهر منذ وقوع تلك التطورات المؤسفة وما صحبها من شغب وفوضى وضحايا .
بشارع الثورة الشنقيطي وبعض طرقات أم درمان لا تزال المخلفات قائمة، وفى أمبدة الراشدين تقف عربة محترقة وقد هدمت جزءاً من سور خارجي لأحد المواطنين. والأمثلة الأخرى كثيرة يمكن لأي مواطن إضافة موقع واسم حي وضحية، فما الحل وما هو التصرف المناسب لأنني إن كنت مواطناً يقيم وأمامه منزله بص محترق أو بقايا مركبة، سأكون في غاية الانزعاج من هذا المنظر إذ سيجد المرء انه بحاجة لتفسير يومي لصغاره ،هذا بخلاف آثار هذا المشهد المروع على أنفس العامة بحيث أنهم كلما مروا بتلك الخرائب والحرائق عادت دواخلهم إلى أيام السوء تلك.
ولأن هذا البلد لا تمضي فيه الأمور إلا بتدخل(المسؤول الأول) فإني أناشد الدكتور “عبد الرحمن الخضر” أن) يهش (مساعديه لإزالة تلك الآثار، وهي ليست عملية صعبة أو مكلفة كما أنها مفيدة لأغراض الحصر وجبر الضرر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية