رأي

"الترابي" والسودان ومصير الصومال!!

} حوار الشيخ “حسن الترابي” مع صحيفة (السوداني) يستحق أكثر من تعليق، ولنبدأ بتأكيده أنهم كإسلاميين سبقوا انقلاباً كان يعد له صاحب الأغلبية في الديمقراطية الثالثة ويقصد “الصادق المهدي”، ولم نعرف رد “الصادق” على هذا الاتهام الخطير.
على أية حال “الصادق” حاول الوثوب إلى السلطة عبر عمل عسكري عندما بعث بقوات من (ليبيا) بعد أن دربها جيداً، ولكن هذه العملية فشلت كما نعرف كلنا، وقام “نميري” بإعدام قياداتها ولم ينقذ “الصادق” من الإعدام إلا عدم مشاركته شخصياً في العملية رغم أنه أشرف عليها في كل مراحلها. ولكن تلك كانت محاولة ضد نظام “نميري” العسكري الذي انقلب على الحكم الديمقراطي، ولا نستطيع أن نزعم أنه حاول أن يأتي عبر العسكر. كلام “الترابي” يشير إلى أن “الصادق” حاول تدبير انقلاب يضعه على رأس حكومة انقلابية عسكرية ولا نستطيع نفي أو تأكيد ذلك، إلا إذا عرفنا رد “الصادق” على الاتهام.
} لفتت نظري محاولة “الترابي” الإيقاع بين وزير المالية الحالي والحكومة بالإدعاء أنه معه بقلبه، وهنا يتوجب سؤال “الترابي”، لماذا يقبل شخصاً يصنف أنه تابع لك أن يكون في وجه المدفع باستمرار؟ لماذا لا يريح نفسه من سخط الناس عليه طالما أنه ليس صاحب ولاء كامل أو على الأقل يهرب؟
} وأهم ما ذكره قوله إنه إذا قامت ثورة في (السودان) فستكون في وضع أسوأ من (الصومال)، والمعروف أن (الصومال) تحكمه المليشيات القبلية ولم تعد فيه حكومة، فهل هذا الوضع يمكن أن يحدث في السودان؟ الوضع في السودان مختلف، ففيه حكومة مركزية منذ القرن الماضي، ولم تعد القبيلة ذات تأثير على الناس، وحتى لو كان هناك تأثير فهو لم يصل إلى الدرجة التي يصبح الفرد فيها جندياً في جيش القبيلة يأتمر بأوامره، ففي السودان طوائف دينية وزعامات دينية، أتباعها في كل مكان، وليست هناك طوائف ترتبط فيها العنصرية بالقبلية، أضف إلى كل ذلك أن كل منطقة في السودان لا تستطيع الاستغناء عن المناطق الأخرى في المعيشة، وقد أثبتت تجربة انفصال الجنوب ذلك. وهناك الوعي المرتفع لدى المواطن مما يحصنه ضد كل الدعوات القبلية والجهوية، فالمناطق البعيدة عن النيل تعاني من فترات جفاف طويلة ومعظم أبنائها هاجروا للخرطوم ولا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم. وقد فشلت كل دعوات جذب الناس بالإدعاء أن بعض الأجزاء يعيش في رفاهية على حساب المناطق الأخرى، فكلنا يعرف أنه ليست هناك منطقة تتمتع بامتيازات لا تجدها باقي المناطق، وكل من يدعو لانفصال منطقة سيكون مثل (الدبور) الذي زن لخراب عشه، لا أعتقد أن مصير (الصومال) ينتظرنا خاصة بعد انتقال الجماعات من الشرق والغرب للوسط.
} سؤال غير خبيث
 إذا أصبح (السودان) مثل (الصومال) ففي أية منطقة سيكون حزب الترابي؟ وهل سيحتاج لمليشيات لحماية حزبه؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية