المياه الجوفية تهدد بزوال مملكة «كوش» وإغراق الآثار السودانية والعالمية
أطلق ناشطون ومهتمون بالتراث صرخات استغاثة لإنقاذ أعرق الآثار حضارة مملكة “كوش” بمنطقة كرمة، التي تعتبر من أهم المواقع التاريخية والأثرية بالسودان من التحطم جراء تهديد (الجمام) وهي مياه جوفية (تنز) ما يجعلها عرضه للزوال والتهشم.
وقضت مياه (الجمام) على حوالي (640) منزلاً وشردت (700) شخص، فيما لا تزال تلك المياه الجوفية تهدد (الدفوفة) وهي قلاع عملاقة أنفق عالم الآثار “شارلس بونيه” (43) عاماً في ترميمها، وتهدد المتحف الذي يحتوي على سبعة من الفراعنة السود من ضمنهم (تهارقا)، (آركمني) و(اسبلتا). وأبلغ الباحث والإعلامي “ياسر عركي” (المجهر) أن المياه تهدد مشروع البرقيق الزراعي الذي يعد أكبر المشاريع الزراعية بالولاية الشمالية، مشيراً إلى أنها تنز لأسباب معينة منها زيادة الأمطار في مناطق معينة ومناطق السافنا والمناطق الرملية، وقضت تماماً على كل أشجار النيم بالمنطقة وأظهرت حشائش غريبة الشكل تظهر لأول مرة.
بينما أشار “إيهاب عبد الوهاب” رئيس رابطة طلاب منطقة البرقيق إلى أن آثار منطقة حضارة كوش في طريقها إلى الانهيار والاندثار والتلاشي، لافتاً إلى ضرورة سرعة التحرك لإنقاذ أهالي المنطقة ولإنقاذ تلك الآثار التاريخية.
وتقع البرقيق في الولاية الشمالية شمال مدينة دنقلا بالضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعـد عن مدينة دنقــلا حـــوالي (45) كيلو تقـــــريباً يحده جنوباً – الجسر (الترعة الرئيسية لمشروع الدفوفة حالياً) الذي يفصل حوض السليم قسم (6) مع مشروع البرقيق ويحده شرقاً – مشروع الدفوفة الزراعي غرباً المناطق التي تقع على نهر النيل نذكر منها من الجنوب إلى الشمال (أرقو الشرقية – أرتقاشا شرق – كرمة البلد – وادي خليل – كرمة النزل – سقدان شرق – وكبرنارتي يحده شمالاً مشروع سقدان الزراعي.