رأي

هل يمنع التنظيم الدولي الحل؟!

} الإعلاميون المصريون يبدو أنهم عثروا أخيراً على (الفزاعة) التي يخيفون بها الشعب المصري، تلك هي (التنظيم الدولي) للإخوان المسلمين الذي يحرك الأحداث في مصر. وهذا التنظيم له إمكانات خرافية وقدرات أسطورية، وهو موجود في كل مكان وإلا ما أصبح اسمه (الدولي)، ولا أعرف إن كانت التسمية تعني أنه أصبح يشمل حتى الدول غير الإسلامية!! ولم أفهم إصرار هذا التنظيم على منع أي حل للأزمة في مصر.. وبصراحة لا أعرف ما هي مطالب التنظيم (الدولي)، هل هي غير التي قدمها الإخوان في مصر؟ ولماذا هو يقدم مطالب لم يطالب بها حتى أعضاء التنظيم في مصر؟!
} لنراجع أولاً المطالب التي طرحها الإخوان في مصر.. هل تصدقون أنهم لم يطالبوا بشيء غير العودة للشرعية وإعطاء المنصب الرئاسي للرئيس الذي فاز به عبر انتخابات حرة؟ أنا لا أوافق على ما يردده الإخوان بأن إسرائيل تشارك في القتال ضد الإسلاميين، وهو الاتهام الذي يردده الإخوان في مصر ويبدو أنهم قد بالغوا قليلاً في الرد، وأمل أن يكون مجرد رد انفعالي سيتراجعون عنه فيما بعد.. ولكن موضوع التنظيم الدولي ما زال يحيرني، واحترت في معرفة هذا التنظيم الرهيب، لكن في أي حوار تلفزيوني ما أن يفتح أي مذيع فمه حتى يقول إن التنظيم الدولي هو الذي يحرك الأحداث.
} الواقع أن هذا الاتهام ما هو إلا للهروب من القضية، فهم يعرفون أن الأزمة ذات أسباب داخلية بحتة ولا مصلحة لأحد بإضافة بنزين إلى النار المشتعلة أصلاً.
إن هذا التبرير سيؤخر الحل كثيراً ويعطي الفرصة لأطراف خارجية لتتدخل بالفعل.
} المطلوب من الجميع في مصر وخارجها الجلوس في مؤتمر مائدة مستديرة للوصول إلى حل سلمي، وأطمئن أنصار الحكومة أن هذا الحل سيبقي على الفريق “السيسي” وزيراً للدفاع، لأنه رجل عسكري ولن تجد الحكومة أفضل منه لهذا المنصب، ولا أعتقد أن أحداً سيعترض عليه سواء أكان من التنظيم الدولي أو المحلي.. بعد أن تتم طمأنة المجموعة المؤيدة للفريق “السيسي” يبدأ البحث في أصل القضية.
} وأصل القضية أن جماعة “السيسي” اعتقدت أن المعاناة المعيشية ستدفع الناس لتأييد الانقلاب، ولكن بعد مرور ما يقارب العام اتضح أن عزم الإسلاميين لا يلين، وأن الحل يبدأ بإعادة الرئاسة إلى “محمد مرسي” وبعد ذلك يمكن الاتفاق على باقي الأسماء، ولا أظنهم سيختلفون في هذا.
} المشكلة التي يتهرب الجميع منها هي أن مصر حالياً دون رئيس، وأن هناك رئيساً منتخباً ديمقراطياً، وأنه لا مفر من قبول نتيجة الانتخابات والادعاء أن تنظيماً دولياً أو عالمياً خلف ما يحدث في مصر سيزيد الأزمة تعقيداً.. الهروب لن يحل المشكلة!
} سؤال غير خبيث
} لماذا لا ينازل الفريق “السيسي” الدكتور “محمد مرسي” في انتخابات حرة كحل للأزمة؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية