حوارات

(المجهر) تحاور والي ولاية الخرطوم الدكتور "عبد الرحمن الخضر " حول قضايا الراهن (2-2):

تعتبر ولاية الخرطوم بمثابة سودان مصغر من حيث كثافة السكان وتمركز العمل فيها بالإضافة إلى الهجرة المتواصلة من الريف إلى المدينة؛ مما شكل أعباءً إضافية على المسؤولين فيها، إذ إن العدد ظل في تزايد مستمر؛ مما شكل هاجساً في كيفية توفير الخدمات الفردية من مياه وكهرباء ومواصلات وتعليم وصحة، وكل ذلك جعل والي ولاية الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن أحمد الخضر” في هم مستمر من أجل تلبية متطلبات المواطنين، وأي نقص في واحدة من تلك الخدمات يجعله ومعاونيه يبحثون عن البدائل للعلاج..
بعد الأحداث التي شهدتها ولاية الخرطوم بسبب رفع الدعم عن المحروقات طلبنا من السيد الوالي الجلوس معه في جوار نقلب معه هذا الملف، بالإضافة إلى الملفات الأخرى المتعلقة بحياة المواطنين، ولكن نظراً لسرعة الأحداث لم نتمكن من إجراء هذا الحوار إلا قبل وقفة عيد الأضحى المبارك بيوم، فتناولنا مع السيد الوالي الأحداث الأخيرة، ومدى استعداد الولاية لها، وما هي دوافع الاستهداف لمحطات الخدمة البترولية وما هي المعالجات التي صاحبت رفع الدعم، بجانب القضايا الأخرى المتعلقة بحل أزمة المواصلات والنفايات وغيرها من القضايا الأخرى. نترك القارئ مع الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم..

} من المشاكل التي تواجه الولاية الآن مشكلة النفايات، فحتى الآن الشركات التي خصصت لهذا العمل لم تؤدِّه بالصورة المطلوبة، فما زالت المدينة تشبه القرى، فما هي خطتكم في ذلك؟
– مازالت النفايات تشكل هاجساً كبيراً بالنسبة لنا وأسبابها كثيرة وطبيعة منها المواطن نفسه وعدم قدرة العاملين في النظافة في ضبط الحركة والمرور المنتظم على المنازل والمواقع المختلفة، وهذه تشكل مشكلة بالنسبة لنا ونأمل أن نتمكن من حلها عبر عدد من الوسائل التي يرتب لها، فهناك جهد مقدر من الجهات والمنظمات العاملة في مثل هذا المجال مثل منظمة (جايكا) اليابانية، وهناك جهود بذلناها مع جهات أخرى عالمية لنصل من خلالها إلى رؤية علمية لهذا العمل، وسيظهر في الأسابيع القادمة هذا الجهد في صورة عمل.
} لقد بذلتم جهداً مقدراً في إصلاح “كورنيش” النيل مما أبرز صورة جمالية لم تتوفر لوسط الخرطوم، فلماذا لا تنتقل هذه الصورة الجمالية للأواسط؟
– إن الهجرة من الريف إلى المدينة حملت معها بعض ملامح الريف؛ ولذلك يمكن أن نطلق على بعض المناطق بالخرطوم أنها تم ترييفها، وهذا ليس محموداً، ولكن حرية الناس في التنقل والامتلاك وغيرها من الحريات التي كفلها القانون للمواطن، تمنعنا من أن نتخذ أي إجراءات صارمة، لكن التنظيم والترتيب مطلوب لذاته، وهناك برنامج مُعَد لتطوير وسط الخرطوم، وهذا البرنامج مستمر، ومن خلاله تم عمل أسواق للباعة الجائلين في مواقع محددة، ولكن هذا الأمر خلق تداعياً آخر أدى لجذب آخرين لنفس العمل، فنحن نحتاج إلى تنظيم ذلك..
وواحدة من المشاكل الكبيرة التي نواجهها ازدياد أعداد الباعة الجائلين، فلذلك نحن نعمل بكل جد في هذا العمل، وكلفنا مجموعة من الباحثين للنظر في حلول بعض المشكلات التي تواجهها الولاية، خاصة الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض، وكذلك بائعات الأطعمة والمشروبات، والمعادلة في ذلك صعبة بين السماح لأولئك بالاسترزاق بالحلال وبين التنظيم المطلوب فنأمل أن يخرج الذين كلفناهم بهذا العمل برؤية تسهم في إنجاح هذا العمل.
} من الظاهر السالبة الأخرى بالولاية كثرة بائعات الشاي، فلا يعقل أن يكون هذا العدد المهول من النساء يعملن في بيع الشاي مما خلقن صورة غير حضارية للمدينة؟
– أنا أتفق معك فيما ذكرت، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى رؤية، وهذه أيضاً واحدة من المهام التي كلفنا بها الباحثين أيضاً للخروج برؤية تساهم في حل تلك الظاهرة، ونأمل مع الإخوة المعتمدين أن نصل إلى حلول في نفس الإطار، خاصة أن هناك تيماً مكلفاً بذلك من التخطيط الإستراتيجي والرعاية الاجتماعية ومعتمدي المحليات للخروج برؤية مشتركة في تنمية وتطوير تلك القطاعات دون قطع أرزاق الناس، ولكن نحن نواجه مشكلة كما أسلفت، هي سيل القادمين الذين يريدون أن يسترزقوا في الخرطوم.. فالذين يريدون أن يسترزقوا بالخرطوم سمَّوها (قدح النبي) بمعنى الواسع في الرزق.
} الولاية ازدحمت بالعمالة الأجنبية، وهناك كمية من المتسولين القادمين من دول الجوار أيضاً تركت مظهراً سالباً، فلماذا لم تُفعِّلوا القانون لإعادة الوجه المشرق للمدينة؟
– قضية العمالة الأجنبية هذه تخص وزارة الداخلية والجهات المسئولة والمعنيين بالأجانب، والأمر مرتبط بعلاقات دولية، فنحن في اجتماعات مع الجهات المسئولة بوزارة الداخلية وفي سجال دائم معهم حول مسألة الأجانب، وما خرجنا به هو أن نقنن وجود أولئك بوسائل إثبات الشخصية لنحدد من خلالها من يبقى ومن لا يبقى، والمسألة تتطلب جهداً كبيراً من الجهات المختصة بالهجرة وسلطات الولاية في هذا الإطار.
} وماذا عن المتسولين؟
– الولاية بها الكثير من الظاهر السالبة، وكلفنا مجموعة من الباحثين بشأن كل الظاهر السالبة الموجودة بولاية الخرطوم مثل التسول والتشرد وبيع الأطعمة وظاهرة الباعة الجائلين، فهذه كلها ظواهر تحتاج إلى علاج، فمثلاً قضية التشرد فقد قطعنا فيها شوطاً كبيراً فعلى الأقل قمنا بحصرهم وعرفنا أعدادهم ونحاول إدماجهم في المجتمع ودمجهم في مراكز للتأهيل والتدريب، والوزارة المختصة قطعت شوطاً بعيداً في ذلك ربما تجاوزت (50%) آمل أن تتمكن من تكملة هذه الإستراتيجية، ولكن كما أسلفت فإن الخرطوم تجذب أعداداً أخرى، فكلما حاولنا معالجة المشكلة ظهرت أعداد أخرى، ولكن هذا لن يثنينا عن بلوغ الكمال. ففي التسول أكدت الدراسة التي أعدت أن أكثر من (70%) من هؤلاء المتسولين أجانب فاتفقنا مع وزارة الداخلية على ترحيلهم، وبالفعل تم ترحيل أعداد كبيرة منهم، ولكن يبدو أنه عمل منتظم ومرتب في شكل عصابات تستخدم هؤلاء وتجلبهم من غرب أفريقيا وغيرها من الدول المجاورة، أما الذين يثبت أنهم سودانيون فسيتم إدماجهم في المجتمع ومحاولة إيجاد مصادر رزق وتمويل بالنسبة لهم، وهذه الدراسة قطعت شوطاً بعيداً، ويلاحظ أثرها الواضح جداً على المواقع التي يتم التسول فيها بالمواقع المختلفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية