د. "كبشور كوكو" في (ونسة) خفيفة: تسلقت برج الكهرباء وقفزت إلى حائط الإستاد لحضور مباراة للهلال!!
أكاديمي وسياسي بارز، وتقلد العديد من المناصب الوزارية وأسهم بجهد مقدر في ترقية الأداء بكل المؤسسات التي عمل بها.. يجيد الفرنسية كأهلها.. صاحب فكر عميق.. حاولنا أن نتعرف على جانب آخر من حياته.. أين كان ميلاده، وأين كانت بدايات مراحله التعليمية.. المحطات العملية في حياته.. كيف التحق بالحركة الإسلامية، ماذا أخذ منها وماذا أعطته.. أولى الوزارات التي شغلها.. أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن.. ماذا استفاد من فرنسا.. وماذا أعطته الوزارة.. نقدمه للقاريء عبر هذه المساحة.. وقد سألناه في بداية حوارنا:
} من أنت؟
– “كبشور كوكو”، أنا مواطن بسيط ولدت بجبال النوبة، ومن أسرة فقيرة جداً، فأتاح لي الشعب السوداني فرصة الدراسة الأولية بعبري، ومنها انتقلت إلى مدرسة الدلنج الأميرية الوسطى ثم كادوقلي الثانوية ثم كلية التربية جامعة الخرطوم، ومنها ذهبت في بعثة دراسية طويلة إلى فرنسا، وفيها حصلت على درجة الليسانس ثم الماجستير ثم الدكتوراة.
} في أي التخصصات كانت دراستك؟
– كانت في علم النفس التربوي، حيث حصلت على الليسانس والماجستير والدكتوراة، وكلها في علم النفس التربوي وحصلت على دبلوم في اللغة الفرنسية.
} ما هو سبب تنقلك الدراسي ما بين عبري وكادوقلي والدلنج؟
– السبب الأول ضيق فرص التعليم، ثانياً وقتها كنت أسكن مع أحد أقاربي، وكان يعمل بالشرطة آنذاك وتنقلت معه في ربوع السودان، واكتسبت منها معرفة وجلداً وصبراً.
} إذا أعدناك لفترة الدراسة ما هي المواد المحببة لك؟
– أنا سأتحدث عن المواد غير المحببة، ففي المدرسة الأولية كنت أعاني من الرياضيات وانتقل معي هذا الداء إلى المرحلة الوسطى، ولكن خلال المرحلة الثانوية تفتحت لي مغاليق علم الرياضيات فأصبحت من البارزين فيه، وأما المواد المحببة بالنسبة لي فكنت مبرزاً في كل المواد خاصة اللغة الإنجليزية.
} ولكن رغم تفوقك في الرياضيات لم تكن من طلبة الهندسة أو الطب؟
– وقتها رأت إدارة المدرسة أن تحدث توازناً في الفصول، فحولت من قسم الرياضيات إلى القسم الأدبي، وهذا جعلني أتخصص في المواد الأدبية وليست العلمية.
} كم كان ترتيبك في الفصل؟
– كنت من المتفوقين وحتى في المرحلة الجامعية كنت أول الدفعة ونلت جائزة ثالث أفضل طالب بكلية التربية.
} أول محطة بالنسبة لك بعد التخرج؟
– أول محطة كانت فرنسا بمعنى أني اخترت في بعثة دراسية عقب التخرج، وظللت أدرس منذ عام 1976 حتى عام 1983م.
} ماذا استفدت من فرنسا؟
– الانضباط واحترام المواعيد وعدم التسليم بالأشياء، والتثبيت من صحة الأمور ورسوخها.
} هل كانت لك هوايات؟
– كرة السلة والقراءة.
} ما الذي أعجبك في فرنسا؟
– أعجبت لكثرة الأغاني التي تتغنى بالشمس طلعتها وبهاؤها، فعندما تشرق الشمس وتسطع يعتبر هذا حدثاً بالنسبة للناس هناك.
} كتب شكلت وجدانك؟
– إطلاعي كان عاماً وفي كل المجالات وكل ما يقع على عيني أقرأه.
} عقب عودتك من فرنسا أين كانت محطتك؟
– عدت إلى كلية التربية التي ذهبت منها مبتعثاً لفرنسا، وأصبحت رئيساً لقسم علم النفس، ومنها أخذني العمل العام منذ 1990م.
} بعد خروجك للعمل السياسي ما هي أول وزارة شغلتها؟
– شغلت منصب وزير دولة بوزارة التخطيط الاجتماعي، وكان وقتها الأستاذ “علي عثمان” الوزير.
} ماذا تعلمت منه؟
– تعلمت ثقافة إدارة الدولة.
} والوزارة الأخرى؟
– كانت وزارة الاتصالات والسياحة أمضيت بها أقل من عام ومن ثم عينت وزيراً للتربية والتعليم، وأمضيت بها أربعة أعوام وأعفيت منها في مارس 1999م.
} متى التحقت بالحركة الإسلامية؟
– وقتها لم أكن عضواً منتظماً في هياكل الحركة الإسلامية، ولكن بحكم النشأة الريفية كنا أقرب إلى طلاب الاتجاه الإسلامي بالجامعة، وكنا نصوت لهم في الانتخابات ولكن لم أكن عضواً في مواعين الحركة، ولكن القيمين على الحركة الإسلامية كانوا يقولون لي لقد كنت بسلوكك حركة إسلامية وإن لم تكن في مواعينها.
} ومتى انتظمت؟
– انتظامي في هياكل الحركة الإسلامية تم حديثاً.
} وماذا أعطتك الحركة الإسلامية بعد أن انتظمت فيها؟
– بعد أن انتظمت في صفوف الحركة الإسلامية بصفة رسمية وجدت فيها كثيراً من معاني الأخوة ومعاني الثبات.
} وماذا أخذت منك؟
– أقول إن الإنقاذ أجهدتنا أيما إجهاد ولكن استفدت منها في معرفة السودان، ولولاها لما تمكنت من معرفتك، والإنقاذ أكسبتنا الشهرة كذلك فكثير من المناطق التي زرتها أجد امرأة تحمل طفلاً تقول لي لقد أسميناه “كبشور” تيمناً بك.
} كم عدد الوثائق الموجودة بالدار؟
– أولاً أحب أن أقدم الدعوة لكل الناس لزيارة دار الوثائق، فهي تعتبر ذاكرة الوطن وبها العديد من الوثائق الهامة، وليس كما يقول البعض إن بها أوراقاً قديمة لا نفع لها. فالدار تحتوي على كنوز من المعلومات عن القبائل وعن الحكم وعن تاريخ الوطن والأنساب والإدارة وعن كل ما هو تراثي وثقافي، فالوثائق الموجودة تفوق الثلاثين مليون وثيقة، ونأمل أن تتاح تلك الوثائق عبر الشبكة العنكبوتية وربط الدار بالمؤسسات العلمية والأكاديمية، حتى تتاح تلك الثروة لكل الناس ونعمل مع الولاة على قيام دور أرشيف ولائية.
} هل لك برامج تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
– البرامج الفكرية والإذاعة الطبية، ويشدني برنامج بالقناة الفرنسية بعنوان الأرقام والحروف أما في الفضائية السودانية فأتابع الأخبار.
} هل لك فنان تفضل الاستماع له؟
أنا منحاز للجيل القديم من الفنانين “وردي” و”محمد الأمين” و”عثمان حسين” وغيرهم، بالإضافة لفناني التراث الكردفاني “عبد القادر” و”عبد الرحمن عبد الله”.
} في مجال الرياضة هل لك ناد تحرص على تشجيعه؟
– كنت أشجع الهلال ولكن ظروف الحياة أبعدتني عن الرياضة وتشجيعها.
} مباراة عالقة بذاكرتك طرفها الهلال؟
– مباراة كانت بين الهلال وبري ولم تكتمل لهطول الأمطار، وأذكر وقتها لم يكن معي ثمن التذكرة فتسلقت برج الكهرباء وقفزت منه على سور الإستاد.
} أيام فرح عشتها؟
– أي مساعدة أو عون أقدمه لأي شخص أكون سعيداً.
} وأيام الحزن؟
التي لم أتعلم فيها شيئاً.
} أكثر ما يلفت نظرك؟
– تدافع الشباب لعمل الخير خاصة عندما يقف شخص بالمسجد ويشكو حاله، فنجد الشباب هم أول من يتقدم لمساعدته.
} مقتنيات تحرص على شرائها عند دخول السوق؟
– الكتب.