أخبار

قمة الرئيسين

} يبدو أن مساحات التفاؤل تتمدد مع إطلالة هذا الصباح الذي تتشكل من خلاله وضع استراتيجيات جديدة ومتينة لمستقبل العلاقة بين السودان ودولة الجنوب، إذ أن القمة المرتقبة بين الرئيسين تحمل بداخلها أحلام وأماني وتطلعات الشعب السوداني كله، خاصة وأن الكل بات يعيش حالة من القلق والتوتر إزاء التأرجح الذي يصاحب التكوين السياسي في الدولتين.
} وزيارة الرئيس المشير “عمر البشير”، لا بد أن تحمل بداخلها كل الملفات الساخنة والساكنة التي تجاوزت المدة المعقولة في إنجازها، خاصة تلك البنود التي تم الاتفاق عليها في أديس أبابا وعلى رأسها فتح الحدود والمعابر، حتى يتمكن مواطن الدولتين من التواصل الذي يمكنه من الشعور بالانتماء الصادق لتراب الوطن، بالإضافة إلى إيجاد قرار قاطع وحازم فيما يختص بتواجد الحركات الثورية والمسلحة في الجنوب، والغزل الذي نراه في تصريح بعض القيادات الجنوبية تجاه الحركات المسلحة، مما يعني ضمنياً أن هذا الملف لم يتم حسمه نهائياً، الأمر الذي يعتبر مهدداً لنسف كل الاتفاقيات التي تمت بين البلدين.
} وأبيي واحدة من الملفات الساخنة التي ينبغي أن تجد مساحة من الحوار بشكل جدي وحازم، وذلك من خلال وضع آلية حيوية تتمكن من إعداد المنطقة للاستفتاء، وذلك بتشكيل وتكوين المجالس التشريعية التي تهييء الأجواء لطي ملف هذه القضية التي أقلقت مضاجعنا جميعاً، من خلال التوتر والشد والجذب الذي نشاهده على كافة الوسائط. وأحسب أن “سلفاكير” سيكون حذراً في هذا الملف بالذات، خاصة وأن الأخبار قد أكدت أن أبناء دينكا نقوك غاضبون على تراخي “سلفاكير” في حسم قضية أبيي، مما يعني أن الرجل ربما جاء مشحوناً لهذا اللقاء، وأرجو أن يتم التعامل بحكمة في رد الحكومة على الطرح الجنوبي، لأن الحيثيات أكدت أن القمة ذاتها جاءت بناءً على هذا القلق والتوتر الذي بدأ يطل في دولة الجنوب حول هذه القضية.
} أعتقد أن التفاكر حول وجود آلية لإزالة الغبن بين المسيرية والدينكا، واحدة من المفاتيح التي يمكن أن تحل أزمة أبيي نهائياً، خاصة وأن أبيي تعيش أوضاعاً أمنية غير مستقرة منذ مقتل الناظر “كوال” لذلك فإن اللجوء لحكماء القبيلتين سيجعل الحل هيناً، ويسهل عمل اللجان المشتركة بين الدولتين في الوصول إلى نقاط للتلاقي، حتى تتمكن القيادات من وضع البنود التي تمكنها من التنفيذ على أرض الواقع بسهولة ويسر.
} المعروف أن الفريق “سلفاكير” يعيش أوضاعاً جديدة في ظل تكتلات طفحت على سطح مشهده السياسي والعسكري، الأمر الذي جعل الجنوب يفكر جدياً في إعادة تقييم علاقته مع الخرطوم، لذلك لابد أن نمنح الرجل بذور الثقة، وأن نحاول جاهدين في إيجاد أرضية صلبة تؤطر لعمل اقتصادي وسياسي كبير مع الجنوب، لأن الأزمات السابقة قد بينت أن الجنوب سيظل الخيار الأمثل، لتكوين تحالفات استراتيجية مهمة في هذه المنطقة، بعد أن تبين أن السودان يعاني من التأطير لبناء العلاقات التي تساهم وتساعد  في استقرار البلاد في ظل هذه الضغوطات المختلفة.
} قمة الرئيسين تعتبر واحدة من المنفرجات التي نأمل في أن تكون البداية الصحيحة، لإعادة صياغة المشهد العام للدولة في كافة مجالاتها واتجاهاتها، إيذاناً ببدايات مشرقة تساهم في البناء الصحيح واستيعاب كافة السلبيات في رحلة المراجعات التصحيحية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية