رأي

الفقراء والأغنياء العرب..!!

} التأمل في المشهد العربي يدفع إلى الحيرة أحياناً والضحك أحياناً أخرى.. دول تعيش في رفاهية غير مسبوقة لدرجة أنها تجد صعوبة في إقناع أفراد شعبها بالتقليل من استهلاك الطعام، بينما دول مجاورة تعيش في شبه مجاعة ولا يتذكر الذين لديهم فائض في الغذاء إخوانهم الذين يعانون نقصاً في الغذاء.. الجميع يتأمل هذا المشهد، ولكن لا يفتح فمه بكلمة حق بتعديل الصورة والأخذ من الغني لإعطاء الفقير، والدول الفقيرة لا تريد أن توصف بأنها تتسول لكنها تكون على استعداد لتلقي إغاثات من الدولة الغنية!
} هذا الخلل في توزيع الثروة جاء عقب تلك القفزة في أسعار البترول، فأصبحت لدول الخليج عائدات ضخمة لا تعرف كيف تنفقها، فاشترت العقارات في أوروبا وحفظت نقودها في البنوك الأوروبية، واكتفت بقبض الأرباح السنوية.
} هل تحس الدول الغنية أن هذه الثروة من حقها وحدها لذا فهي ليست مضطرة لتقديم العون لغيرها؟ وينسى أفرادها أن هذه الزيادة في الدخل جاءتهم دون أن يبذلوا جهداً، وأن بعض الدول الفقيرة يمكن أن تصبح غنية بقليل من المساعدة في استثمار أراضيها الزراعية مثل السودان.. هل تستمتع الدول الغنية بمعاناة الدول الفقيرة؟ إذ ماذا نسمي هذا التجاهل لأمر جاء به الدين الذي أمر الغني بإعطاء الفقير.. ونحن لا نطلب من الدول الغنية تقديم كل ثروتها حتى تصبح هي أيضاً فقيرة، ولكننا نطلب منها فقط الاستثمار في الدول الفقيرة لتستفيد هي أيضاً.. هل الدول الفقيرة مقصرة في التعريف بما لديها من مناطق استثمار؟ لا أظن ذلك، فأنا متأكد أن السودان بالذات بذل جهداً كبيراً لتعريف الأخوة العرب بأراضيه الزراعية وذكر مساحاتها الكبيرة ولكن لا حياة لمن تنادي، فالفقر مستمر هنا والرفاهية باقية هناك.
} لماذا لا تقود الدول الفقيرة بقيادة مصر والسودان مبادرة لتكامل تضمن جذب الدولارات إليهما وغيرهما؟ لماذا لا تتوجه بدعوة للدول الغنية وتناشدهم باسم الدين الالتفات إلى معاناتها؟ لماذا نتجاهل ما أمر به الدين هنا.. ألم ترسل مصر مئات السفن وآلاف الإبل المحملة بالغذاء في عهد أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” عندما حدثت مجاعة في الجزيرة العربية؟ لماذا لا يكون هناك بند في موازنة أية دولة غنية لمساعدة الدول الفقيرة؟ إن الدين أمر بهذا، كما أن الفقير اليوم هو غني غداً بإذن الله.. لماذا لا نتذكر الفقير فيرضى عنا الله وينمي لنا ثرواتنا؟؟
} سؤال غير خبيث
كم تدفع دول الخليج الغنية لأخواتها الفقيرة سنوياً؟
} حكمة اليوم
الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية