حرام يا (بوكو حرام)!!
تناقلت الوكالات خبر الهجوم الذي شنته جماعة (بوكو حرام) في نيجيريا على معهد تعليمي في شمال نيجيريا وقتلت خمسين طالباً وهم نيام. أنا لم أعرف أسس الدعوة التي تدعو لها هذه الجماعة.. ولم تصدر الجماعة بياناً تتبنى فيه العملية أو تنفيها، وهناك احتمال كبير أن تكون جماعة أخرى خلف الهجوم وتريد إلصاق التهمة بهم.. إذا افترضنا أن مجموعة منفلتة ظنت أنها بهذا العمل تخدم قضيتها، فهل قتل طلاب علم وهم نيام يخدم أي قضية؟ يقولون إن هذه الجماعة تدعو إلى قيام دولة إسلامية في شمال نيجيريا، والمعروف أن كل الأقاليم في نيجيريا تتطلع إلى كيانات مستقلة وبعضها خاض الحروب لكي يقنع الآخرين بوجهة نظره، ولا زلنا نذكر محاولة الجنرال “أبوكو” الذي حاول فصل إقليم بيافرا الغني بالبترول عن باقي الأقاليم، وهي محاولة احتاجت الحكومة المركزية إلى عدة شهور للقضاء عليها وهروب “أبوكو”، ومنذ أواخر الستينيات جرت عدة محاولات لفصل بعض الولايات، ولكنها لم تجد سنداً من الخارج ولهذا ماتت في مهدها.
وأذكر أن السودان بقيادة رئيسه “الأزهري” أعلن وقوفه إلى جانب الحكومة المركزية وزودوها بالأسلحة والطائرات الحربية مما مكنها من القضاء على التمرد.
الآن هذا التمرد يقوم به مسلمون، ونحن ملزمون بتأييدهم إذا اقتنعنا بدعوتهم، أو نصحهم إذا لم تقتنع، هؤلاء يطالبون بإقامة دولة إسلامية ولم يجدوا وسيلة لإيصال صوتهم سوى انتهاج العنف، فهل هذا هو الطريق الوحيد لإيصال الصوت؟ إذا رجعنا لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نستلهم منها، فإننا نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاول في البداية إقناع حتى الملوك للإيمان بدعوته، وأنه لم يلجأ للقتال إلا دفاعاً عن النفس، وكان أحياناً يتراجع ليتحقق وقف القتال. وهذا التراجع من الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجد معارضة شديدة من كبار الصحابة، ولكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف أن هذا التراجع يفتح له فرصة إيصال دعوته بهدوء، لذا أصر عليه، وأثبتت الأيام أنه كان محقاً إذ تقدمت الدعوة في فترات توقف القتال أكثر منها أيام الحرب.
مهما كانت المبررات فلا أعتقد أن قتل طلاب علم في أسرة نومهم يفيد الفاعل، وأكثر ما يحير أن معظمهم الطلاب الذين قتلوا كانوا من المسلمين.. وهذا يدفع للشك في العملية كلها، فما هي الجهة التي لها المصلحة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين؟.
هناك أكثر من وكالة استخبارات تريد إعطاء انطباع أن الإسلام لا يعرف سوى العنف لإيصال دعوته، وأنه لا يفرق بين المسلم وغيره، ويقال إن المخابرات الأمريكية تخترع كل صباح تنظيماً إسلامياً في ظاهرة لكي تشوه صورة الإسلام، ويزعم البعض أنها أي المخابرات هي من أنشأ تنظيم القاعدة لكي تجد مبرراً للتدخل في شؤون الدول الإسلامية والأحداث تؤكد هذا.
لكني أفترض أن هذا الحادث في نيجيريا قامت به مجموعة إسلامية فهل أرادت تخويف غير المسلمين لدفعهم للهرب؟
{ حكمة اليوم:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (صدق الله العظيم).
{ سؤال غير خبيث
لقد وقفنا في الحرب النيجيرية السابقة مع الحكومة المركزية بقوة، فمع من نقف الآن؟