أخبار

للبرتقال عطر ولون!!

1
اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد مؤخراً أوصل رسالة مهمة بقصد أو غير قصد وهي أن وزراء الحزب الاتحادي الأصل كانوا حضوراً وليس غياباً.. كاميرا نشرة الأخبار صورتهم (كلوز أب) الواحد تلو الآخر.. بل وأبرزتهم وهم يشاركون بالرأي والحديث في الاجتماع.. هل يظل السؤال قائماً عن انسحاب (الأصل) من الحكومة.. أم أن وزراء (الأصل) في الحكومة (انسحبوا) من الحزب الأصل؟!
2
مثلما فرح العاملون في الخدمة المدنية – ولو نسبياً – بقرار زيادة الأجور.. حزن العاملون لحسابهم الخاص لأن حظهم العاثر جعلهم خارج مظلة الخدمة الحكومية.. هؤلاء من حقهم أن يرفعوا أجرهم بطريقتهم الخاصة.. فقط عليهم أن يتذكروا أن سقفاً محدداً طرأ على زيادة الأجور ولا يعقل أن يرفعوا أجورهم بلا سقف.. آنذاك (الحزن) سيكون سيد الموقف في القطاعين العام والخاص.. (العام) لأن (الخاص) سيقتلع كل الزيادة بل وأكثر منها.. و(الخاص) لأن ما سيقتلعونه سيقتلعه غيرهم في (الخاص) أيضاً وهكذا دواليك!!
3
تزداد القناعة أكثر فأكثر بضرورة التركيز على (المثقف العضوي) وليس (المثقف المجرد).. الأزمنة الراهنة بكل تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مردها غياب أو تغييب (المثقف العضوي) و(المبدع العضوي).. و(الغيبوبة) التي تعيشها أوساط النخبة تحتاج إلى اعترافات واضحة بفشلها في تفعيل حراك مثقفيها ودفعهم إلى دائرة الفعل بدلاً من الجلوس في أبراج عالية ووضع ساق على ساق ثم التنظير المجاني الذي يفتقد إلى مفهوم (العضوية) وما تعنيه من تفاعل مجتمعي وتفعيل للعقل الملتزم بقضايا وهموم الآخرين تجاوزاً للأنا الثقافية المتضخمة وفشلها في تقديم قراءة موضوعية لأزمات الواقع ومعادلة منطقية لتحديات الراهن!!
4
مؤسف جداً أن تعتقد بعض الفضائيات أن مجرد نزول كاميراتها للشارع خروجاً عن الاستوديوهات هو نهاية الشوط وأداء المهمة على أكملها.. هناك سؤال أهم لم تجب عليه هذه الفضائيات بعد وهو المتصل بشكل ومحتوى البرمجة الخارجية ومدى اشتمالها على مواد هادفة وجاذبة ومتعب عليها إنتاجياً.. يخطئ من يعتقد أن خروج الكاميرات إلى الشارع يقلل من الكلفة الإنتاجية إلا إذا كانت بهذه الطريقة (الإستسهالية) المتبعة الآن والتي لا تجتهد في اختيار أماكن التصوير ولا تحديد أجندة عميقة للموضوعات المطروحة.. قبل الخروج للشارع على الفضائيات أن تطرح على نفسها سؤالاً: ماذا تريد تقديمه من الخروج للشارع؟!
5
عزيزي “أبو عركي”: هذا زمانك.. فلا تحتجب.. الناس الآن بحاجة إلى صوتك أكثر من ذي قبل.. تساقطت الثمار الناضجة من الأشجار العتيقة.. لم يتبق إلا أنت وقلة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. فلماذا تتركون الساحة جدباء وتسمحون بزهق أرواحنا؟!.. أرواحنا عطشى لماء أغنياتكم.. الظمأ كاد يقتل الوردة.. الوردة التي ذبلت ترقباً وانتظاراً لمن يفهم لغتها ويحترم عقلها.
عودتك التدريجية الخجولة هذه لا تكفي.. نريدها عودة قوية ومستمرة وبصوت عالٍ كي يعطر لون البرتقال سماء أحزاننا ويدخل الفرح إلى قلوبنا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية