"كرتي".. القناة والسنان!!
بتُ أشفق على وزير الخارجية الأستاذ “علي كرتي” فكلما أنبتت له أزمنة الكيد قناة كسرها بجهده وتدابيره، أركبته الأقدار المحلية في قناة سنانا، وها هي الخارجية تضطر لإصدار بيان صحفي علها تتدارك به وقوع بعض صحف الخرطوم في فخ وشراك (التهارش) الإعلامي مع بعض الجهات والدوائر الإعلامية التي تكتظ بكثير من غرائب الأخبار والروايات والتي لا يصلح أغلبها ليكون واقعة يعتد بها.
بيان بطعم الحنظل تُقسم فيه الحكومة ثم تؤكد و(تشدد) على نفي تقارير وتعليقات في الصحف والمواقع الالكترونية السودانية تتناول علاقات السودان بدول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بطريقة تجافي الحقيقة وتضر بهذه العلاقات الأخوية الراسخة، حيث فبركت نشر تصريحات كاذبة ومنتحلة باسم قيادات سياسية سودانية في مواقع التواصل الاجتماعي تسيء لتلك العلاقات، وكذلك ما أبرزته إحدى الصحف عن ما ذكرت أنه تقرير أمريكي يزعم وجود صلة للمملكة العربية السعودية بالأحداث التي شهدتها البلاد عقب إعلان الإجراءات الاقتصادية لتناشد وهي تتوسل الصحافة وكتاب الأعمدة النأي عن ما يسيء إلى العلاقات السودانية الخليجية وعدم الانسياق وراء محاولات الإضرار بهذه العلاقات الإستراتيجية أي كان مصدرها.
إن تمدد وسائل الإعلام وانتشارها وثورة الاتصالات التي باتت تسهل من جعل كل (صفحة) حاملة لأختام الأخبار ونقل الوقائع يسهل في واقع الأمر من شيوع الفبركات وتمرير الأجندة المسمومة مما يتطلب أكبر قدر من الوعي بالتريث والتثبت لأن كلفة بعض معالجات النفي تكون في العادة باهظة في هذا الظرف الدقيق الذي لا يقال فيه كل ما يجري أو يتم دلق الاتهامات بشأنه صحت أم لم تصح، وفي فضاءات الأسافير كثير تفاسير ومتحدثون وأشباح ترمي بالواقعة والحدث من خيالات الصانعين، فإن لم ينتبه الحصيف الواعي فإنه حتماً سيورد أهله الهلاك والحرج بدلالة أن وزارة السيد “كرتي” تقف الآن ترتق فتقاً ليست لها يد فيه سوى اضطرارها للعب دور (الباك القشاش) بعد أن (أنضرب) صف عملها بتمريرة أخشى ما أخشاها أن توقع هدفاً في مرمى البلاد وفي زمن قاتل!
إن الذين بحسن نية (قطعاً) ارتكبوا تلك الهفوة مطالبين بالاعتذار الشجاع لوزير الخارجية ودبلوماسييه ولتلك الدول التي أصابها رشاش الاتهام العريض لأننا بهذا نقر قاعدة الإنصاف لمن يلحق بهم ضرر، ولأنه في الوقت نفسه تأكيد على انتفاء الغرض ولأنه وهذا هو الأهم دعم لمظان البحث عن الحقيقة والتي إن طلبناها ولم نجدها فلا يضرنا ذلك في الإقرار بأننا قصدنا الحق فوجدناه عند غيرنا ولو كانوا من أهل الخصومة.
الخرطوم الآن (رسمياً) أكرمت (الرياض) وربما (واشنطن) ببيان الخميس، وليت التحية ترد بمثلها من هناك سيما وأن بعض الصحافة السعودية انتهجت خطأً عدائياً غير مبرر تجاه السودان ورموزه بالقلم والكاريكاتير وسنبقى في الانتظار.