مجرد سؤال

( يلا ) … نحن في الانتظار !!!!

الموسم الزراعي الحالي يبشر بإنتاجية عالية وذلك حسب التقارير الواردة من مناطق الزراعة سواء أكانت مروية أو مطرية … فالموسم الزراعي المطري رغم تأخر الأمطار، فإن هنالك مناطق إنتاجها مبشر وذلك على خلفية
المناطق المطرية بالنيل الأزرق، ولكن يجب أن نعد العدة من الآن لمقابلة الإنتاج الكبير بعملية التسويق الجيدة للمزارعين، حتى لا يصيب المزارع بالإحباط وبالتالي يفقد الحماس للزراعة الموسم القادم، لأن الأسعار غير المجزية من شأنها أن تفقد الزراعة رونقها وبريقها، كما يجب على الدولة
شراء كميات معتبرة من المزارعين خاصة الذرة كمخزون استراتيجي، يتم تخزينه للاستفادة منه في حالة حدوث الفجوة، والاستفادة منه كذلك لإحداث توازن في الأسعار، في حالة ارتفاع الأسعار من أجل حماية المستهلك من جشع السوق والتجار…
نعم المساحات كانت متدنية جداً بمناطق الزراعة المروية، وذلك بسبب عدم الرؤية الواضحة للزراعة أضف إلى ذلك تكلفة الإنتاج، التي هي في ازدياد موسم بعد الآخر … فارتفاع التكلفة معروف بأنه يهزم السياسة الزراعية .. فحتى وإن خططنا وزرعنا مبكراً فإن ارتفاع التكلفة يقف دون الاستفادة من المنتج، لأنه في نهاية المطاف يباع بأقل من تكلفته، الأمر الذي يجعلنا نفكر جلياً في ضرورة زيادة الإنتاج الرأسي، أي زيادة الإنتاج مع قلة المساحة المزروعة … وكما يقول العالم الزراعي والخبير المعروف بروفسير “أحمد على قنيف” فإن الزيادة الرأسية من شأنها أن تكسر حاجز التكلفة العالية، فالزيادة الرأسية هذه إذا وجدت خطط وبرامج ولا تأتى إلا بعد أن نسهل لها كل الطرق والمعينات.. فحتى وإن تحدثنا عن الري المنتظم والذي استقر هذا العام على عكس الموسم الماضي، والذي أعلن فيه حالة الطواريء بمشروعي الجزيرة وحلفا.. فحتى وإن تحدثنا عن ذلك فإن الزراعة بحاجة إلى سماد ومبيدات، ومعروف التكلفة العالية لهذه المدخلات والتي تفاقم من تكلفة الإنتاج.. فالسماد معروف بأنه يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وكذا المبيد… فالمبيد معروفة الحاجة
الكبيرة له خاصة في مناطق الزراعة المطرية، لأن الأمطار إذا تأخرت وتمت الزراعة رغم تأخر الأمطار، فإن الآفات ستتوالد، والآفات تحتاج إلى مكافحة والمكافحة تحتاج إلى مال كبير، لأن مبيدات الآفات يتم استيرادها،
فالزراعة مهما اجتهدنا فإنها بحاجة كبيرة إلى أن يتم الالتفات لها من قبل الدولة ودعمها دعماً كبيراً، وذلك إذا أردنا زراعة يمكن أن تكون بديلاً للذهب والنفط … فالزراعة عصب الاقتصاد وهى المحرك الأساسي لجمود الاقتصاد، ودوننا الإنتاج الكبير الذي كان قد تحقق في موسم (90ـ 91)، وذلك بعد أن وجهنا كل الإمكانيات للزراعة سواء أكانت مالية أو أفكاراً من أجل الارتقاء بالعمل الزراعي….. النتيجة كانت بدرجة ممتاز حيث حقق فدان القمح بالجزيرة (32 ) جوالاً للفدان، من أجل ذلك يجب الاهتمام بالزراعة والآن الموسم الشتوي على الأبواب … فالقمح معروف من السلع الاستراتيجية الهامة جداً والتي تعتبر من السلات التي تحارب بها الدول … فالشمالية ونهر النيل مؤهلة جداً لزراعة القمح وحتى مناطق الزراعة المروية وإن كانت غير مؤهلة، فيجب تسخير هيئة البحوث الزراعية والتي مليئة جدًا بالخبراء والعلماء الذين نفخر بهم، وهم على ما أظن على استعداد كامل لاستنباط كل ما من شأنه أن يؤدي إلى رفع الإنتاج واستنباط عينات ملائمة لارتفاع درجات الحرارة… فالقمح بحاجة إلى جو بارد وبارد جداً، وقبل ذلك كانوا قد استنبطوا عينات غزت الأسواق العالمية من القطن اسمه( نور ) كان قد زرع للصادر، إذاً نحن في الانتظار من أجل أن نغذي العالم ، وقبل ذلك نكتفي ذاتياً وتمتليء مخازن مخزوننا الاستراتيجي بكافة أشكال الحبوب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية