أخبار

بالدارجي الفصيح !

يا أستاذ.. البلد دي ماشة لي وين؟! السوق ولع والناس مسخنة.. باقيلك أزمة وبتعدي ولا الحكاية أكبر من كده.. أنا غايتو محتار وشايف غبش كتيير .. والبنقولوا الليلة بنصبح فيه بكره.. لكن كان جيت للجد الناس دي والله صبرت كتير لمن تعبت وغلبها النوم.. ياخي الواحد مما يصحى في وتره وشد أعصاب.. يسدها بي جاي تنقد بي جاي.. الحكومة ذاتها غلبها التسوي.. والله الوزراء ديل لما تعاين لي الزول في وشه يحننك.. باقي لي مزنوقين شديد.. الظاهر بقوا يضغطوهم.. والعين مفتوحة عليهم.. طبعاً ما كلهم.. في النوع المحتفظ بي هدوئه وابتسامته كأنه ما في حاجه هاماه .. لكن بيني وبينك يا أستاذ الجماعة ديل عملوها في روحهم.. يعني شغلانية كانت دايرة ليها تخطيط صاح ويجيبوا الناس القلبهم على البلد وفاهمين شغلهم وعارفين ينجضوا مسؤولياتهم.
أهه.. يا أستاذ باقيلك الحكاية دي نهايتها شنو؟!.. البلد دي بتتعدل وبتمش لي قدام ولا الحال حيكون واقف والدنيا جايطة.. أنا غايتو كان بستشيروني كان قلت للسيد الرئيس إنه يقدم استقالته من الحزب.. ويقول للناس أنا رئيس كل السودانيين وما عندي شغله مع حزبي ولا حزب غيري.. بعدين يقوم يشكل حكومة ناس أفندية وعلماء وخبراء وما ليهم شغله بالسياسة.. يعني حكومة بتاعت معايش للناس.. وكمان يسوي زي هيئة كدي فيها كل الأحزاب وديل يقعدوا يخططوا للدستور والانتخابات..أهه بعد داك الناس تقول رأيها..كلها سنة والانتخابات جاية.. والبجينا بالصناديق حبابو ألف..!! لكن يا أستاذ ما قلت لي رأيك شنو في كلامي ده.. يا أستاذ إنت سارح وين.. يا أستاذ !!
استغرقني كثيراً حديث هذا الرجل.. بدارجيته وعفويته وتلقائيته.. هو إنسان بسيط جداً من عامة الناس.. استشعرت كم هو قلق على هذا الوطن.. وكم يخشى على مستقبله لم تكن لدي إجابة أقدمها له.. لم أكن أعرفه من قبل..قابلني بالصدفة في شوارع الخرطوم..استوقفني واستحلفني بالله أن أتناول معه كوب شاي تحت ظل شجرة.. قال لي في ما قال إنه يقرأ ما نكتب ويشاهد ما نقدم من برامج.. وأكد لي أن بداخله الكثير الذي يود أن يقوله.. وقال أيضاً : “إنتو الصحفيين ديل عارفين كل حاجة.. لكن الصراحة ما بتقولو كل حاجة .. والله يا أستاذ الجوانا كتييير.. ومرات نقوم نفضفض ما بنلقى لينا زولاً يسمعنا.. أنا كل يوم بستنى برنامج “الصالة” وأحاول وأحاول عشان الخط يخش معاي لكن والله ولا مرة لقيت فرصة.. وهسة لمن لاقيتك في شارع الله ده قلت “الصالة” جات لي عندي.. عشان كده استحملني.. واسمع مني.. عارفكم يا الصحفيين وقتكم ضيق لكن يا أستاذ إحنا والله محتاجين تسمعونا وتنقلوا عننا .. بعدين تعال انتوا المحللين السياسيين ديل مع احترامي ليهم يعني كلامهم البقولوا ده يعني واثقين منه ولا افتراضات ساي .. كل واحد فيهم شايت في جهة مرات كدي بحس روحي مجهجهة .. لكن والله فيهم ناس أصلوا ما بخافوا وتشعر إنهم حاسين بالمواطن ده وقلبهم على البلد .. إنت يا أستاذ ليه ما تجيب وزير المالية في برنامجك بتاع “منتهى الصراحة” .. ولا باقيلك ما بجي .. برنامجك ده أنحنا سميناه “زنقة.. زنقة” .. ياخي إنت بتعصر المسؤولين ديل عصر شديد هسي عليك الله ما بسألوك .. مرات كتيرة بنقول إحنا بعد الحلقة دي خلاص حيقفلوك.. بصراحة في ناس بيقولوا إنت شغال مع الجماعة ديل ومسنود .. لكن رأيي أنا إنك زول حقاني وداير مصلحة البلد.. إنت تعال خليت قناة أم درمان مشيت الخرطوم ليه؟.. شكلي كدي صدعت بيك..أهه بكره كاتب شنو؟”.. سأكتب ما قلته لي أيها المواطن العزيز.. وبالدارجي الفصيح !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية