تقارير

نقاط على تداعيات احتجاجات الأسبوع الماضي

أدت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد منذ الأسبوع الماضي، إلى توقف شبه كامل لدولاب العمل بالدولة، واتصلت تأثيراتها بكافة القطاعات الخدمية وقطاعات الأعمال والإنتاج، وأغلقت عدد من الأسواق عقب عمليات التخريب التي طالت محطات الوقود وخدمات الكهرباء، فيما توقفت عدد من العيادات الصحية في الأيام الأولى للاحتجاجات.
وفي جولة (المجهر) بمنطقة السوق العربي وسط، لاحظت عودة الحياة إلى طبيعتها ومزاولة التجار والباعة الجائلون لمناشطهم التجارية، فيما ظلت بعض المحلات مغلقة أبوابها. وتقول الخبيرة الاقتصادية وزيرة الدولة السابقة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني د.”عابدة المهدي”، إن بعض البنوك أصبحت خالية من العملات بسبب الأحداث، مشيرة إلى أن التأثير عام على كل القطاعات حتى أن العاملين في الدولة لم يتمكنوا من الوصول إلى مقرات عملهم في الأيام الأولى للاحتجاجات، ونبهت إلى أنها خسائر كبيرة على الدولة، وتعود لسياساتها في تنفيذها للإجراءات الاقتصادية، وأضافت: كان عدم قبول المواطنين برفع الدعم متوقعاً. وتوقعت د.”عابدة” زيادات كبيرة في أسعار السلع في الأيام القادمة، مؤكدة أن زيادة المحروقات ترجمت لزيادات فعلية في أسعار السلع الاستهلاكية.
وبخلاف توقعات الخبيرة الاقتصادية د.”عابدة المهدي” يرى البعض أن السوق لم يسجل حتى الآن زيادات في الأسعار، وعزا التجار ذلك بأن الزيادات ستكون في السلع الموردة حديثاً عقب قرار رفع الدعم، لأنها تدخل فيها زيادة تكلفة الترحيل.
ويرى “بشير حمدان النور” تاجر جملة أن الزيادات في أسعار السلع قد تؤججها الاحتجاجات وعدم الاستقرار أكثر من رفع الدعم عن المحروقات، وقال إن بعض التجار جشعون ويستغلون مثل هذه الأزمات للربح، وتحذر د.”عابدة” من مزيد من الخسائر وتوقف دولاب العمل بالدولة في حال لم تعد الأوضاع إلى طبيعتها، وانتقدت الحكومة بأنها تفتقد لبرنامج اقتصادي متكامل وأنها اتجهت لرفع الدعم عن المحروقات لتحقيق إيرادات دون أن تراعي أن الأسعار ستزيد والاستيراد سيتوقف بحجة زيادة الدولار الجمركي والرسم الجمركي والأصناف.
وأكدت أن القرار الأخير أدى إلى زيادات تعرفة المواصلات وارتفاع أسعار غاز الطبخ المسال بنسبة (40%)، وقالت كل ذلك يؤثر على الاقتصاد وزادت.. (لسه ما شفنا حاجة)، معدلات التضخم ستزيد بصورة هائلة والاستثمار سيتوقف، لأن الاستثمار الأجنبي يعتمد على الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأوضحت “عابدة” أن السودان يفتقد أصلاً للاستثمار الأجنبي، ومضت قائلة ردة فعل هذه الأحداث سينتج عنها تدهور في الاقتصاد، والدولار تجاوز الآن حاجز الـ(7) جنيهات والأحداث ستحد من تدفقات الاستثمار الأجنبي والمحلي.
وشهدت المخابز ازدحاماً كبيراً لندرة رغيف الخبز، وشوهت أعداد من المواطنين يصطفون في المخابز، في وقت شرعت فيه بعضها في بيع (3) رغيفات بجنيه. ويؤكد الأمين العام للاتحاد العام لعمال السودان “يوسف علي عبد الكريم” أن عمال السودان بجميع المؤسسات كانوا ملتزمين بمواعيد الحضور إلى مقار العمل، وقال إن التغيب لم يحدث إلا في حالة ندرة المواصلات وأدلوا بالأعذار القانونية. وقال لـ(المجهر) نبشر العاملين بالدولة بتسلمنا منشور زيادة الأجور الذي يقضي بصرف (50%) من زيادة الحد الأدنى للأجور بأثر رجعي قبل عيد الفطر المبارك، وقال نوجه العمال بمزيد من الإنتاج والاجتهاد في العمل، خاصة بعد زيادة الحد الأدنى للأجور التي وصفها بأنها جيدة للوصول إلى مرتبات تزيد من القوى الشرائية بالأسواق وتعزز زيادة الإنتاج.
وأوضح “يوسف علي عبد الكريم” الأمين العام لاتحاد نقابات عمال السودان أن التطبيق لهيكل الأجور الجديد سيبدأ من أول يناير، حسب توجيه رئيس الجمهورية المشير “البشير” وقال إن الهيكل لا يضمن علاوات غلاء المعيشة وبدل السكن وبدل الترحيل، وقد تمت إجازته من قبل مجلس الوزراء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية