أخبار

شيل معاك (زول)!

المتجول في طرقات وشوارع ولاية الخرطوم هذه الأيام يلحظ بشكل بائن سواء أكان عند مداخل الأحياء بالعاصمة أو في وسط المدينة ظاهرة حشود الواقفين في انتظار مركبة عامة ووسيلة مواصلات، مما يشي بوجود أزمة ما لست أدري هل ترتبط بتطورات المشهد الاقتصادي والإجراءات المنتظرة وبطلها (رفع الدعم) أم الأمر أزمة توطنت فصارت عصية على الحلول رغم اجتهادات الولاية؟!.
الوضع بهذه الطريقة التي أراها يحتاج إلى تعاون الكل، غض النظر عن رأيي ورأيك في الحكومة و”البشير” و”الخضر”، فمن اللازم أن نستشعر ضرورة إحياء قيم التعاون بيننا، إذ أن واحدة من أميز الحلول وأسهلها أن يتواضع السودانيون على إحياء قيم فضل الظهر والنقل والرفقة حين يقوم من لهم يسار أو ميزة امتلاك سيارة خاصة – ولو كانت حكومية – باصطحاب فرد أو فردين أو يزيد في طريقهم، هذا مع ملاحظة أن مثل هذا التطوع وقياساً بحجم عدد السيارات الخاصة سيشكل إضافة تفك قليلاً من الضائقة، كما أنها ستخفض من أسهم المزايدات التي قد يمارسها ملاك النقل العام، إذ أن المرء يشعر أحياناً أن أصحاب المركبات العامة والمصدقة أصلاً والمرخصة لأغراض نقل المواطنين تمارس في بعض المواقيت شيئاً أقرب ما يكون لحالة العصيان المدني الصامت وربما كانت لهم أسبابهم المتعلقة بمضايقات رجال المرور وحملاتهم التي ألحظ كثيراً أنها تركز على هذا الصنف من السيارات بشكل يجعل الشرطة نفسها سبباً من أسباب هروب تلك المركبات عن الطرقات تفادياً للغرامات والإيصالات.
لقد حرصت في الأيام السابقة على اختبار تجربة نقل مواطنين – دون سابق معرفة – برفقتي في الذهاب والإياب والتنقل داخل الولاية مما عمق في داخلي فخر الانتماء لهذا الشعب، إذ تعرفت على شباب وشيوخ من الجنسين جد رائعون، مكافحون، مبدعون، معسرون وطبعهم جميل، لم تزدهم نوازل الظروف وتحديات الحاضر والمستقبل إلا قوة وثقة في ربهم الذي هو بهم كفيل، وكان ندياً على دواخلي الدعاء الأمين الذي يسبغه من وصل إلى مقصده أو كان قريباً منه جواراً وجغرافياً حينما يهم بالنزول، مع الفة حميمة تربط الذين تعارفوا في هذه الدقائق، حيث تتشابك فيها روابط الود السوداني حتى يظن الرائي لهم أن هذه الثلة رهط من الأقارب وأصحاب الصلة وليسوا مترافقين في رحلة عبور بين المعاناة والسعي لكريم العيش ونبيل الطلب.
عليكم باختبار بعض من هذه الرحلة القاصدة للخير والتعاون لننشط فيها كمواطنين، هكذا عفواً وبلا محددات، ستجدون فيها فضلاً عظيماً وكسباً من الصدق المبرأ من أوضار الغرض ومعالجة تزيل عسر من كان عليهم مكابدة همّ الخروج والعودة دون الحاجة إلى ورش وسمنارات ولجان تنعقد وتنفض ولا تعقد سوى المشكلة، فدعونا من تلقاء أنفسنا نشعل شمعة عوضاً عن لعن الظلام.
وشيل معاك (زول) يا (زول)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية