أخبار

مؤتمر الرئيس.. قياس!!

احرص دوماً على حضور المؤتمرات الصحفية للسيد المشير “عمر حسن أحمد البشير” رئيس الجمهورية والأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية في مواقيت الأحداث الكبرى بين المواطنين وجمهرة عوام الناس، لا أخشى قاعات المؤتمرات ولكن أتمسك بميزة قياس الرأي العام لحديث الرجلين من مظان وقعه على الجمهور، ولهذا تخيرت قبل المؤتمر الصحفي أحد أندية المشاهدة بوسط الخرطوم التي يتابع روادها الدوريات الأوربية لكرة القدم، ولاحظت حينما ولجت للنادي المكتظ بالرواد أن الباب قد أغلق لان للمحلية (كشة) تستهدف في بعض المواقيت تلك المواقع.
الحاضرون انصرفوا مع بداية المؤتمر الصحفي للفضائية السودانية التي أجزم أنها بالأمس حققت رقماً قياسياً في المتابعة ونسبة المشاهدين ودرأت لحظات اللقاء الذي وحسب ما تلمست من آراء الحاضرين، فإن “البشير” قدم فيه مرافعة مميزة وشجاعة (نشيطة وقصيرة) وأقول شجاعة لأنه أعلن بوضوح جلي أن الإجراءات المزمع تطبيقها هي موقف وقرار حكومة وليست اجتهاداً من لدن وزير المالية المغضوب عليه وهذا قول أثير وشفافية حميدة، وقد لفت نظري أن الحاضرين تابعوا المؤتمر الصحفي بتركيز وصمت لافت، فلا تسمع في المكان إلا فحيح المراوح ومقاطعات رنين الهواتف النقالة لبعض الزبائن.
أفقر الفقرات في المؤتمر الصحفي الرئاسي للأسف كانت في أسئلة الصحفيين والذين على بعضهم كف حذلقته المقيتة عنا والفلسفة (الحامضة) التي يظن أصحابها أن المؤتمرات الصحفية إنما خصصت لهم للظهور أمام قيادات الحكومة لتقديم سخافات آرائهم وتنظيراتهم الرثة، وإن كنت أحيي الأخ الزميل “الطاهر حسن التوم” الذي سأل سؤالاً وصفه النظارة بأنه (في التنميات) خاصة في جزئه المتعلق بمستقبل الطاقم الاقتصادي، وهل سيكون جزءاً من الحل بعد أن كان جزءاً من المشكلة.
عقب انتهاء اللقاء تفجرت المناقشات التي بدت أقرب لتفهم موقف الحكومة وإن كان التخوف قد سيطر على الأجواء مما هو مقبل، وأعتقد أن هناك نقطة جوهرية تسقط من دفوعات العارضين لأمر رفع الدعم وهي تقديم المحفزات، بمعنى أن المواطن حال صبره على الظرف الراهن فما هي محصلة كسبه لاحقاً؟ يجب أن يتم إجلاء هذه النقطة بشكل أكثر دقة ووزنا للبينات بلغة مبسطة ومفهومة، كما أن حالة التنفيس التي قد يكون أوجدها خطاب الرئيس “البشير” يجب ألا تغرى بعض المسؤولين بالعودة للعك في التصريحات وتحديداً طاقم (الديسك) الاقتصادي والذين كف عنهم الرئيس الأذى، ولكن أتوقع أن يخرج أحدهم غداً بهفوة جديدة وتصريح فج يسمم به الأجواء مرة أخرى.
أعتقد أن المرحلة الحالية والمسؤولية التضامنية بين كافات قطاعات الدولة والمجتمع تلزم بتبني خطاب يقوم على تقديم الاقتراحات، فكرة ومشروع ومبادرة مهما صغرت يجب ألا ترد الناس عن الأخذ بها في شأن تخفيف الآثار على الضعفاء وذوي الدخل المحدود، فما عاد التلاوم يجدي والتلاعن فذاك مضيعة للوقت، إذ أن عقارب الساعة قد تجاوزت رفع الدعم نفسه إلى ما ورائه مما يتطلب النظر إلى ما هو مفيد للشعب والوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية