أخيره

البروفيسور المخضرم "حسين سليمان أبو صالح": حياتي كلها (صُدَف) .. ودراستي الجامعية بدأت بكلية الهندسة!!

يعدّ من أفضل جراحي المخ والأعصاب.. سياسي شهدت له العديد من المواقع.. تقلد العديد من الوزارات قبل الإنقاذ وبعدها، له مواقف وطنية مشهودة. حاولنا التعرف على جوانب مختلفة من حياته.. مولده.. نشأته.. دراساته.. وكيف دخل عالم السياسة.. وكيف دخل كلية الطب.. وأول محطاته العملية في المجال الطبي.. ولماذا فضل التخصص في مجال الجراحة.. وفنان يفضل الاستماع إليه.. هواياته.. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة.. وقد سألناه في بداية حوارنا معه:
} من أنت؟
– “حسين سليمان أبو صالح”.. كان ميلادي بأم درمان حي الموردة 1930م.. تلقيت بداية تعليمي بمدرسة الموردة الأولية ثم أم درمان الوسطى، ومنها انتقلت إلى وادي سيدنا الثانوية، ومنها انتقلت إلى كلية الطب بالقصر العيني.
} ما هي المواد الدراسية المحببة لك؟
– الرياضيات.
} كم كان ترتيبك في الفصل؟
– كنت الأول دائماً.
} هل حصلت على المركز الأول في الشهادة السودانية؟
– بعد نهاية المرحلة الثانوية امتحنت لشهادة كمبردج عام 1950م وشهادتي كانت تدل على أنني أول الشهادة، فحصلت على ستة امتياز وثلاثة جيد، ولكن البعض كان يدعي أنه الأول.
} وقتها هل كانت لك هوايات؟
– لم تكن هوايات بالمعنى المعروف، ولكن كرة القدم والتنس والسلة وتنس الطاولة والسباحة، وكانت أشبه بالمقررات بمعنى أنها تدريبات مفروضة.
} كتب شكلت وجدانك؟
– ندين بالفضل للأستاذ “مصطفى أبو شرف”، فقد كان له الفضل في تعلمنا قراءة الكتب بمنهج محدد.
} هل تذكر أول كتاب قرأته؟
– كان للأستاذ محمد عبده والقراءة كانت في الجانب الأدبي والتاريخ.
} الطب كان رغبة بالنسبة لك؟
– بالعكس، لقد التحقت بجامعة الخرطوم كلية الهندسة، ولكن حولت لدراسة الطب بجامعة القصر العيني.
} هل تذكر بعضاً من زملاء كلية الطب؟
– أذكر من السودانيين “عبد العال عبد الله عثمان”، “توفيق الديب”، “حسن قليش”، “أحمد نجيب”، “وليم عزيز”، “وليم فؤاد”، “حسن عبد الماجد” و”الريح الطريفي”.. ومن المصريين “حلمي الحديدي”، “خيري سمرة”، “سعيد الرازقي”، “عاطف زكي” ومجموعة من الزملاء المصريين.
} أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– أول محطة كانت بمستشفى الأبيض، ومن ثم نقلت إلى جبال النوبة شرق ومركز تقلي أمضيت عامين بها، ومن ثم عدت إلى الخرطوم، ولم أمكث طويلاً، نُقلت بعدها إلى الجنوب أمضيت عاماً بمستشفى (واو)، ثم عدت إلى الخرطوم نائباً للجراحة، ومنها ذهبت في بعثة دراسية إلى لندن حصلت فيها على زمالة كلية الجراحين الملكية.
} الجراحة.. هل كانت رغبة بالنسبة لك؟
– الجراحة كانت صدفة، وحياتي كلها صدف.
} كيف صدفة؟
– أذكر عندما نُقلت إلى الجنوب وعندما وصلت واو وجدت معظم الأطباء غير راغبين في الجراحة، وعندما طُلب مني العمل بقسم الجراحة لم أرفض.. ثانياً أن أحد الأطباء شجعني على العمل بالجراحة، ولكن ذكرت له أن المسؤولين لم يعجبوا بالأطباء المتخرجين في الكليات المصرية ويقفون ضدهم لذلك لن أتقدم، ولكنه قال لي: (سوف أساعدك) فتقدمت لقسم الجراحة وقبلت.
} هل تذكر أول عملية عملتها؟
– خلال فترة الامتياز يجري الطبيب العديد من العمليات مثل الزائدة وغيرها من العمليات التي ينبغي على الطبيب عملها، لذلك ربما تكون الزائدة هي العملية الأولى.
} أصعب عمليات المخ؟
– في منطقة المخيخ، وفي الجزء الداخلي منه تجد أن كشف الأورام في تلك المنطقة فيه صعوبة، ولكن بقية العمليات أعدّها سهلة.
} هل اشتهرت خارجياً؟
– نعم.. هناك حالات عندما تعرض على أطباء في الخارج يقولون لهم عندكم “حسين أبو صالح” لماذا حضرتم إلينا.
} هل عملت عملية خلال تقلدك الوزارة؟
– أبداً، لأن عملية المخ والأعصاب تتطلب الإشراف الكامل عليها قبل العملية وبعدها، لذلك من الصعب أن تباشر عملاً جراحياً.
} ودخولك العمل السياسي؟
– منذ عام 1983م كنت نقيب أطباء الخرطوم وحتى عام 1985م الذي حدثت فيه الانتفاضة، وبعد الانتفاضة كلفت وزير صحة للحكومة الانتقالية، ومن ثم واصلت العمل السياسي مع الحزب الاتحادي ففزت بدائرة شندي ودخلت ضمن حكومة “الصادق المهدي” كوزير للصحة ثم وزيراً للخارجية، وعندما جاءت الإنقاذ في 1989م فكرت أن أعود لمباشرة عملي الطبي ولكن وجدت طلباً من الرئيس “البشير” والشهيد “الزبير” و”فيصل أبو صالح” للتعاون مع الثورة، فعملت معها وتقلدت عدة مناصب، وزير الإسكان والرعاية الاجتماعية ووزارة الخارجية.
} من الأعمال التي ما زلت تعتز بها خلال الوزارة؟
– تطعيم الأطفال وتحديث الإمدادات الطبية.
} أيام فرح عشتها؟
– الأفراح كثيرة، فأي نجاح في حياة الإنسان يعدّ يوم فرح، وكذلك عند الزواج وعند ميلاد الطفل الأول، هذا على المستوى الشخصي.. أما على المستوى العام فاعتقد أن إنشاء وافتتاح (سد مروي) كان من أكبر الأفراح.
} وأيام الحزن؟
– عندما فقدت والدتي وأنا في سن صغيرة، وعند فقدان الأعزاء
} برامج تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
– ليست لديّ برامج بعينها، لأن حياتي خالية من الرتابة، بمعنى أن كل يوم بالنسبة لي يختلف عن اليوم الآخر، لذلك تجدني أحياناً استمع للإذاعة وأحياناً لا استمع لها، وأحياناً أشاهد التلفزيون وأحياناً لا.. لذا ليست لي برامج بعينها أحرص على متابعتها.
} أفلام عالقة بذاكرتك؟
– فيلما (الرسالة) و(عمر المختار) ما زالا عالقين بالذاكرة، إضافة إلى بعض الأفلام الراقية.
} هل أنت من هواة التسوق.. وما هي المقتنيات التي تحرص على شرائها؟
– السوق لا أدخله إلا مضطراً.
} هل تدخل المطبخ.. وإذا دخلت ما هي الأكلات التي تجيد طهيها؟
– نادراً ما أدخل المطبخ، وإذا دخلت لا أجيد إلا أعمالاً بسيطة لا تذكر.
} فنان تفضل الاستماع إليه؟
– “حسن عطية”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية