أخبار

ما لم يُقلْ للرئيس

} أثبت الرئيس براعة في التعبير عن مواقفه ودقة متناهية في الحديث عن الشأن الاقتصادي، وثقة في النفس وعافية في الجسد، ولأكثر من ساعتين تحدث الرئيس عن كل شيء.. إلا الحرب التي تدور رحاها الآن في المنطقتين، وهل بات الخيار العسكري هو الأول والأخير؟! وهو خيار يهدد بفناء مواطني المناطق التي تدور على أرضها الحرب. وقد بلغت عدد المدارس المغلقة (270) مدرسة في جنوب كردفان وحدها، وتهدد الحرب قطاع الثروة الحيوانية (بالهلاك) بعد أن أصبح نصف الرعاة (نازحين)، ومما يدمي القلب ويثير الحسرة مشاهد سكان “أبو كرشولا”، الذين أصبحوا نازحين في الرهد وتعثرت عودتهم بسبب الأوضاع الأمنية.. واختار الزملاء الصحافيون التعبير عن مشاغل سكان المدن، ولم يتذكروا آلام الأرياف حتى القريبة مثل مشروع الجزيرة والمناقل، حيث فشلت كل محاولات إعادة الروح للمشروع رغم أهميته الاقتصادية.
} الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام، ناله نقد علني من الرئيس، حينما تحدث عن دمج الوزارات، وقال إن وزارة الثقافة حينما دمجت مع الإعلام (ضاعت الثقافة). واعترف الرئيس بأن مشروعه السياسي يمشي على ساعد الثقافة، فإذا كان الأمر كذلك كيف (يخلي) المؤتمر الوطني مقعد الثقافة لشريك.
} كثافة حضور الإعلام لا يبرر للوزير منح الفرص لمديري الإعلام بمحليات ولاية الخرطوم، وانتقاء بعض الذين يجيدون (الكلام التمام في حضرة الحكام)، وتجاهل رؤساء تحرير صحف كبيرة وأقلام لها رصيد في بنك القراء. مؤتمر صحافي لرئيس الجمهورية تغيب فيه الفرص عن صحف مثل (المجهر السياسي، والانتباهة والصحافة والأيام والأهرام اليوم والوفاق، وألوان والرأي العام) وتذهب الفرص لمدير إعلام محلية كرري؟
} وقبل أن تذهب القرارات الاقتصادية لمجلس الوزراء ويعتمدها الجهاز التنفيذي، أعلنت وزارة النفط الزيادات في البنزين والجازولين، وبات سعر جالون البنزين (21) جنيهاً. والرئيس قال في المؤتمر الصحافي إن الدولة تدعم جالون البنزين الواحد بمبلغ (19) جنيه، فكم سعر الجالون الحقيقي؟ هل تجاوز الثلاثين جنيهاً؟ والرئيس يعلن زيادة جنيه واحد على جالون الجازولين، ولكن الوزارة تعلن زيادة قدرها أربعة جنيهات ونصف الجنيه؟ ومجلس الوزراء حينما أجاز حزمة السياسات في اجتماعه، فإن الزيادة قد طبقت فعلياً على أرض الواقع، والمجلس الوطني الذي غيب العام الماضي، وقبل إجازته لحزمة السياسات الاقتصادية ذهبت للتطبيق في هجعة الليل وتم تعديل الأسعار في هذا العام، أصدر المجلس الوطني (فتوى من عنده) وقال إن حزمة السياسات الاقتصادية قد تمت إجازتها مسبقاً ولا تحتاج لقرار جديد.
} لم يسأل الصحافيون رئيس الجمهورية عن قضية أبيي التي باتت أكبر مهدد لاستقرار العلاقة مع دولة جنوب السودان، حيث بدأت الإجراءات العملية من طرف واحد للاستفتاء في أكتوبر القادم! ولم يجب الرئيس عن سؤال هل سيجدد ثقته في الطاقم الاقتصادي الذي (يدير) الملف الاقتصادي الآن؟ الرئيس بتجاهله لهذا السؤال وضع ثقته في المجموعة الاقتصادية الحالية التي تتكون من “علي محمود” ود.”محمد خير الزبير” و”حسن أحمد طه” و”المتعافي” و”عوض الجاز” و”كمال عبد اللطيف”، والأخير وجد الإنصاف من الرئيس الذي أشاد بأداء وزارة المعادن. وأخيراً لم يسأل الصحافيون عن بيتهم الداخلي.. الإعلام وحرية التعبير وما أدراك ما هي!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية