أنقذوا "نيالا"!!
} ما يحدث في نيالا من انفراط لعقد الأمن وفوضى واضطرابات أمنية، ليست وليدة اليوم والأمس.. ولكنها ثمرة مريرة لإخفاقات مركزية وولائية معاً.. إخفاقات مركزية بسوء التدبير والاختيار لمن يقود سفينة الحكم في ولاية هي الثانية من حيث التعداد السكاني بعد الخرطوم.
} ومنذ أن قررت الحكومة المركزية إعادة تقسيم ولايات دارفور وخلع الوالي المنتخب د.”عبد الحميد موسى كاشا” وخروج تظاهرات تطالب بعودته والفوضى التي حدثت حينذاك.. نزعت هيبة الحكم وبات المواطنون ينظرون للدولة والحكومة بعين (الازدراء) ولا يخافون سلطتها ولا يهابونها.. لتأتي حقبة الوالي السابق “الشيخ حماد إسماعيل” ويتمادى الفوضويون في سلوكهم.. ويختطف التجار ورجالات المال والأعمال وتسقط هيبة الحكم في وادي نيالا في رابعة النهار الأغر وتندلع الحروب القبلية.. لتقرر القيادة في المركز خلع الشيخ وتنصيب الجنرال الحالي لإدارة شئون ولاية تعاني من أزمة سياسية وفوضى أمنية واضطرابات داخلية وضعف في أجهزة الدولة حد العجز عن أداء الواجب.
} بعد أقل من ستة أشهر تبين عجز والي نيالا الحالي وفشله أمنياً وعسكرياً وسياسياً، وبات وجوده يشكل خطراً على النظام بحسبان أن ما يحدث في نيالا قد ينتقل غداً للخرطوم.. وهيبة الحكم حينما تسقط في أية ولاية من ولايات الدولة الواحدة فإنها تغري الطامعين والطامحين لخوض المعركة النهائية في الخرطوم.. وفشل والي نيالا الجنرال الذي جاء تعيينه مفاجئاً حتى لنفسه لا يحتاج لمصباح لإضاءة الظلام. أن تتعرض حتى أمانة الحكومة وسيارة الوالي للتخريب وتطالها أيادي العابثين بالأمن في الولاية لهي شهادة وفاة لحكومة “جار النبي” ولا ينبغي للمركز أن يتمهل وينتظر عسى ولعل أن تهبط على نيالا وجنوب دارفور معجزة وتنقذها مما هي فيه الآن.
} واجب المؤتمر الوطني والحكومة المركزية إعفاء أي والٍ فشل في أداء واجبه، حتى لو لم يمضِ على تعيينه شهر واحد.. فالفشل بيِّن لا يحتاج لدليل إثبات ولا تقارير سرية واجتماعات ليلية، وبعد أن ذبحت الحكومة نتائج انتخاباتها من الوريد للوريد، وأعفت ولاة منتخبين وجاءت بآخرين (معينين) فليذهب الجنرال “جار النبي” اليوم قبل أن يجتاح التمرد نيالا ويتمادى النهابون والعصابات في عمليات القتل والسحل والنهب.
} لقد جربت الحكومة في نيالا الشيوخ والجنرالات والدكاترة والمهندسين وفي كل يوم تسوء الأوضاع، فلماذا لا تأتي بشخصية سياسية ذات نزعة عسكرية ولها خبرة طويلة وخدمة ممتازة مثل الدكتور “حبيب أحمد مختوم” الرجل الذي عرف بالصرامة والفطنة والدهاء والقدرات الاستثنائية!
} إنقاذ نيالا إما بتعيين الدكتور “حبيب مختوم” أو إعادة المهندس “الحاج عطا المنان”، ولكن ما يحدث الآن من فوضى وفشل إداري وسياسي يهدد بذهاب النظام بأجمعه من ثغرة دارفور، التي سقطت بسببها الثورة المهدية وحكومة السيد “الصادق المهدي”، وقد تسقط الإنقاذ من دارفور إذا لم تُعد النظر أكثر من مرة في سياساتها وولاتها وقادة أجهزتها النظامية.. اللهم فاشهد، فقد بلغت.