أخبار

مرضى الكلى .. الرحمة (حلوة)!!

} المؤلم جداً في ظل هذه الضبابية والإحباط الذي نعيشه، أن تكون حياة البشر بلا معنى ولا ثمن، وذلك من خلال اللا مبالاة التي نراها في مفاصل الحياة الصحية في السودان، ونحن نراقب الانهيار الصحي في المؤسسات الصحية كافة في السودان، ابتداءً بالولايات وانتهاءً بالمركز الذي شهد تدهوراً مريعاً في جميع تخصصاته.
} ومرضى الكلى من المشاهد المحزنة والمخزية التي تعدّ وصمة عار في جبين وزير الصحة ووزير رفع الدعم عن المحروقات، إذ أن الوفيات والتراجع الصحي الذي يشهده المرضى يبين أن الموت بات أمراً هيناً في دولة الإسلاميين، والدليل التساهل الذي يتم التعامل به مع هذه الشريحة التي باتت تتمنى الموت في اليوم ألف مرة بدلاً عن رحلة العذاب الطويلة التي فرضتها وزارتا الصحة والمالية.
} تكلفة الغسيل الكلوي للمرة الواحدة في المستشفيات الفندقية الخاصة (600) جنيه، ويحتاج المريض أسبوعياً إلى (غسلتين) أي ما يعادل (ألف ومائتي جنيه)، في ظل ظروف اقتصادية طاحنة ومشاكل مالية مسيطرة على مقاليد الأمور في كل الأسر والبيوت السودانية. لذلك كان اللجوء إلى المراكز التابعة لوزارة الصحة، التي اتضح لاحقاً أن بعض أجهزتها غير صالحة للاستعمال، وأن معظم الماكينات تحتاج إلى صيانة وقطع غيار جديدة تكلف أموالاً ضخمة لتتمكن من استقبال المرضى، بعد أن توقفت الوجبة وتقلصت ساعات الغسيل إلى ساعتين حتى يتمكنوا من استيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى، والحكومة تتفرج.
} بات الموت (عادياً) لأن الهمّ الأكبر يندرج حالياً في كيفية تطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات، ومن بعدها فليلتحف المرضى الشوارع ويتكدسوا من أجل (غسلة) واحدة منقذة للحياة، أو يعتصموا بالأيام في هجير الشمس المحرقة، فلا وقت لهذه الشكاوى ولا معنى لحياتهم بعد أن تمت إصابتهم بهذا المرض اللعين.. ويا سبحان الله.
} في الأخبار أن خادم الحرمين الشريفين الملك “عبد الله بن عبد العزيز آل سعود” رئيس مجلس أمناء مؤسسة (الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للأعمال الإنسانية) قد وجّه باعتماد مشروع المؤسسة لرعاية مرضى الكلى في مختلف مناطق المملكة بتكلفة سنوية تتجاوز أربعمائة مليون ريال. ووفقاً لبيان المؤسسة (فإن هذا المشروع سيوجه لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لمرضى الكلى دون أية تكلفة عليهم).
} ونقل البيان عن الأمير “خالد بن عبد الله بن عبد العزيز” رئيس مجلس إدارة المؤسسة أن الخدمات ستكون وفق أرقى المعايير العالمية، وتحت إشراف نخبة من أفضل الكوادر الطبية والفنية والإدارية على أحدث الأجهزة والتقنيات في هذا المجال. ويذكر أن المجموع الكلي للأجهزة في هذا المشروع هو (1000) جهاز بطاقة تستوعب (3350) مريضاً، وهي قابلة للزيادة لتصل إلى (5000) مريض. انتهى الخبر الذي أفردت له كل وسائل الإعلام مساحات واسعة بالأمس، لنتوقف عند المضمون، ونتابع المكنون، ونتمعن في الطريقة التي يتم التعامل بها من قبل الحكومات مع المرضى والمحتاجين، في الوقت الذي يغلق فيه “علي محمود” أبوابه ويهرول إلى الإعلام من أجل محاولات عبثية لتطبيق قراره الكارثي.
} قضية مرضى الكلى واحدة من القضايا المفصلية التي ينبغي أن نتعامل معها بشكل مختلف، لأن الصحة واحدة من المرتكزات التي تبني بها الأمم أمجادها، وتباهي بها الحكومات أندادها، وتقابل بها رب العباد يوم الحساب والعقاب، فأرجو أن تكون مساحات المعالجات لهذه الفئة عاجلاً، علها تكون في ميزان حسناتكم التي أرى أنها تحتاج إلى مراجعات سريعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية