أخبار

"جمال الوالي" ..ارحل!!

انتصر الهلال وهدر الموج الأزرق في القلعة الحمراء بالعرضة جنوب، ونال المريخ علقته المعتادة من الهلال الكبير الذي عبر فوق طارئات الظروف ومعوقات الشرعية، وما أدراك ما الشرعية، وتجاذب القوانين واللوائح لمجلسه ولاعبيه وجمهوره، فلم يكن للفريق مال أو ذهب أو استقرار يغري باستدامة التنافس، عكس المريخ. ومصادفة زرت صديقاً بالفندق الجميل الذي يقيم فيه فريق المريخ معسكره الإعدادي، فوجدت لاعبيه منتشرين في الردهات والباحات بالأردية والقمصان القصيرة، وبعضهم ساكن داخل عربته الفارهة يتسامرون، وقد غطت اللا مبالاة وجوهم، فقلت لمن معي أراهن بأن المريخ خاسر خاسر وقد كان!!
هؤلاء جيل من اللاعبين لا يشبهون هذا النادي والتاريخ العظيم، إنهم عمل غير صالح، الانتساب للمريخ لا يعني لهم سوى الالتحاق بظل كرم رجل كريم ومعطاء اسمه” جمال الوالي” سيكافئك كسبت مباراة أو خسرت عشراً. أن يصير النادي الأحمر ملطشة أمام الهلال في كل مواجهة أمر لا يعنيهم في شيء، وأن ينام الملايين وفي نفوسهم عظيم حسرة وعريض ألم لا يهم، وشخصياً صرت في لقاءات القمة من الزاهدين؛ لجهة اقتناعي أنها صارت عقدة، ورجحان الخذلان فيها أكبر من كفة الخيار الآخر.
أتفهم جيداً أن كرة القدم نصر وهزيمة، وأنها محض لعبة تنتهي في غضون تسعين دقيقة، ولكن هذا لا يردعني عن المطالبة والقول بأن فريق المريخ هذا به داء مستوطن، وواضح أن هناك خللا، فما بالمال وحده تُصنع البطولات، ولو كان الأمر كذلك لكانت قائمة التنصيف الأولى للفيفا أقرب ما تكون خالصة للثمانية الكبار اقتصادياً، ولكنها ليست كذلك، فكم من بلد فقير وشعب معدم كان هو الأصل والأساس والمصنف الأول؛ ولهذا فإني لأرجو أن يغور ما يُسمى بمجلس (اللوردات) وفي ستين، وليترك النادي ليواجه قدره مع محبيه، وقبل ذلك مع لاعبين يسعون للأمجاد والبطولات والمواقف الكبيرة من أجل إسعاد جمهورهم أولاً قبل إثقال جيوبهم وأرصدتهم بالأموال.
المريخ على أيام الرئيس” محمد الياس محجوب” كان أقوى شكيمة مما نراه الآن، وكان الإستاد القديم في تواضعه، والحوافز عادية وتصرف من هبات الأقطاب وحماسة المتفرجين، ولكن كان الأحمر علماً في الجسارة والنباهة، قبل أن تطل أيام من يسمون باللوردات، فصار المريخ إن سافر إلى شندي خسر، وإن طار إلى كادوقلى تعادل بكرامة البليلة، رغم أن محترفيه الكهول وكباتنه المحترمين ينالون رواتبهم بالدولار، ويمتطون فاره السيارات، ويسكنون في قصور فخيمة. فلابد إذن من وجود مفارقة وخلل يستحق التوقف عنده وإجلاءه، إلا إن كان هذا الوضع مقصوداً ومتفقاً عليه لأسباب غير معلومة.
وشخصياً ومع وافر احترامي للأخ “جمال الوالي” وكريم عطائه في الوسط الرياضي، لكني أدعو الله يومياً أن يذهب الوالي من الرئاسة ولا يعود، لأنه ببساطة يهدر وقته، ويقتل فينا حب هذا النادي العظيم؛ لأنه أحد أسباب ما يفعل هؤلاء اللاعبون بالجمهور.
ومبروك للهلال و(هاردلك) ..لي أنا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية