أخبار

المحروقات .. (كلاكيت) سياسي

} أحياناً يمارس البعض الغرور ويدعي العقلانية انطلاقاً من مفاهيم خاطئة وعموميات غير دقيقة يكون نتاجها أن تنقلب الطاولة على الكل، وتتبدد الأحلام والآمال في لمحة البصر، لأن التمسك بالرأي وتحجُّر المفاهيم يضعنا في مواجهة مباشرة مع النار التي بدأ دخانها يلوح في الآفاق.
} لا حديث للعامة هذه الأيام إلا عن رفع الدعم عن المحروقات، لأن الكل أضحى يعيش في حالة من الضيق المعيشي للدرجة التي أضحى فيها المستقبل حالك السواد، لأن الزيادات المستمرة تبيِّن أن القادم يبشر بكارثة لا محالة على المستويات كافة السياسية والاجتماعية، والدليل الرفض الواسع للقرار من قبل كل الأحزاب السياسية.
} وافق الحزب الشيوعي ولأول مرة على مقابلة مساعد الرئيس ووزير المالية لشرح الوضع الاقتصادي في البلاد، ولكنه عاد ورفض الخطوة بعد أن أجاز المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قرار رفع الدعم عن المحروقات، الخطوة التي وصفها قيادات الشيوعي بأنها غير ذات جدوى في ظل إصرار قادة المؤتمر الوطني على تنفيذ قرارات انفرادية رغم أهميتها وتأثيرها على الواقع السوداني بأجمعه.
} عدنا إلى المربع الأول، بعد أن استبشرنا خيراً بالانفتاح السياسي الأخير الذي هلت بشائره بعد لقاء الرئيس والإمام “الصادق المهدي”، والخطوات التي بدأت للترتيب للقاء رئيس المؤتمر الشعبي للإعداد لصياغة مذكرات تفاهم لتصحيح الأخطاء والتفكير الجدي في المستقبل القادم.
} وفي حزب الأمة أعلنت الدكتورة “مريم الصادق” رفض حزبها للقرار جملة وتفصيلاً، وقالت في تصريحات صحفية إن الفروقات في الموازنة لا بد أن تتحملها الدولة بدلاً عن زيادة أعباء المواطن الذي بات يعيش الأمرَّين، في ظل هذا التحول الاقتصادي الكبير. بالإضافة إلى الاتحادي الديمقراطي الذي هدد بالانسحاب من الحكومة ومن مفاصل الدولة بأكملها.
} يمكن أن نقول إن الأحزاب السياسية جميعها قد انحازت إلى المواطن ورفضت الخطوة التي يستعد مجلس الوزراء لإجازتها نهار هذا اليوم، إيذاناً برفعها للبرلمان، الذي أعلنت بعض قياداته ملاحظاتها على خطوة وزير المالية التي وُصفت بأنها غير موفقة.
} رفض الدعم قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر لتدمر كل النجاحات التي شهدتها المرحلة الفائتة ابتداءً بالانفتاح السياسي وانتهاءً بالمواطن الذي بات يتمنى الموت ألف مرة من الحياة بلا حياة، إذ أن الأوضاع التي يعيشها منذ فتره طويلة قد انعكست سلباً على حياته وطريقة تربية أبنائه التي كان نتاجها تجاوُز كثير من القيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة.
} وفي غرب كردفان فرض والي الولاية في بادرة غريبة رسوماً على حطب (الدخان)؛ الأمر الذي وجد استهجاناً من قبل أهل المنطقة الذين لجأوا إلى السخرية اللاذعة على شاكلة (كلو محروقات)، في إشارة إلى أن المسؤولين قد تسرعوا في تفهم قرار رفع الدعم عن المحروقات التي تنوي الحكومة تطبيقه في المركز.
} الحراك الذي يدور الآن بهذه الصورة التي نراها ولا ترونها، يوضح أن التطبيق ستصاحبه كوارث قد لا نتحمل تبعاتها، ويكون نتاجها تدميراً شاملاً وكاملاً لكل مفاصل الحياة السياسية، وتذكروا تصريحات الشيخ “عبد الحي يوسف” حينما قال في خطبة (الجمعة) أمس الأول (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية