الديوان

(البلياردو) .. لعبة الملوك والأمراء تغزو الجامعات والأحياء الشعبية

جدل كثيف دار حول أصل لعبة (البلياردو) ونشأتها، فهناك من نسب بدايتها للإنجليز والبعض للفرنسيين، وظهر تيار ثالث أرجعها للأمريكيين، ولكن هناك اتفاق حول بداية ممارستها في القرن السادس عشر الميلادي وتكاد تتشابه في نشأتها مع (الشطرنج) في ارتباطها كلعبة للملوك والأمراء، حيث تؤكد بعض كتب التاريخ أن أول من مارسها هو الملك الفرنسي «لويس السادس عشر» وباختلاف نشأتها وأنواعها توجد هذه اللعبة في السودان منذ منتصف القرن الماضي في الخمسينيات، حيث ظهرت بداية الحكم الثنائي (الانجليزي – المصري) بالسودان.
{ بداية
أول طاولة (بلياردو) دخلت السودان في نادي (الجزيرة) بمدينة (ود مدني) في العام 1956م والثانية في (المكتبة القبطية) بالخرطوم.
{ ازدهار في السبعينيات
وفي فترة السبعينيات بدأت إدارة فندق (الهيلتون) بالخرطوم بتنظيم بطولات ما بين فترة وأخرى يشارك فيها من وصفوا في تلك الفترة بأبناء وسط الخرطوم منهم «فيكتور وديع» (الأب الروحي للممارسين للعبة)، آل قرافي (عمر، محمد والصادق)، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى العام 1993م، وفي تلك الفترة تم إيقاف إدارة (الهيلتون) عن تنظيم هذه البطولات لدواعٍ سياسية.
{ أم درمان تتصدر
في العام 1996م تم افتتاح أول مكان لممارسة لعبة (البلياردو) تحت مسمى (عالم الألعاب) كمحل تجاري يمتلك عدداً من طاولات (البلياردو) بهدف استثماري، وتم إنشاء صالة بنادي (الأحرار) بأم درمان تحت إشراف وإدارة الحكم الدولي «أشرف الريح» الذي أضاف للعبة الكثير وساهم في تدريب العديد من اللاعبين وتعليمهم قوانين اللعبة المتفق عليها من قبل الاتحاد الدولي لـ(البلياردو).
{ نقطة تحول بالجامعات
وكانت نقطة التحول في انتشار اللعبة عبر كلية (علوم التقانة)، حيث وفرت إدارة الكلية في العام (1999م) عدداً من الطاولات للطلاب لممارسة اللعبة بالمجان، ومن هنا بدأ انتشارها في عدد من الجامعات السودانية، حيث تبعتها (جامعة أم درمان الأهلية) ثم الخرطوم، (النيلين) و(جامعة السودان)، وهنا يتضح أن انتشار اللعبة وسط طلاب الجامعات هو الذي أدخلها أغلب البيوت والأحياء الشعبية السودانية وأصبحت هواية لعدد من الأطفال والشباب في المدارس الابتدائية والثانوية.
{ أبرز اللاعبين
ومن خلال المنافسات ظهر عدد من اللاعبين المميزين أبرزهم «عمر الدرديري»، «متوكل التجاني» و»معتز معتصم» من (جامعة التقانة) و»محمد عوض» و»طارق جيش»، «صديق قميحة» و»محمد عباس» من (الجامعة الأهلية)، واستطاع هؤلاء اللاعبون كسب عدد من الجمهور الذي يشجعهم ويؤازرهم في المنافسات التي يخوضونها.
{ قصة تكوين الاتحاد
تحدث «محمد المعتز المعتصم» نائب رئيس الاتحاد عن نشأة الكيان الإداري، وقال إنه بدأ في العام 2001م بقرار من وزير الشباب والرياضة وقتها «يوسف عبد الفتاح» بعد انتشار اللعبة بصورة كبيرة وسط الشباب ولكن دوره ظل غائباً، وقال: بدأنا كلاعبين ننظم عدداً من البطولات لما لمسناه من عدم الاهتمام من الاتحاد المعني بالنشاط، وأضاف: استطعنا من خلال اللعبة أن نوجد مجتمعاً متواصلاً ومترابطاً.
ومضى: استمر الحال على ما هو عليه حتى أصدر الوزير الأسبق «حاج ماجد سوار» قراراً بتكوين لجنة تسيير بتاريخ 31/7/2011م بقيادة «حاتم ميرغني».. وكنت نائباً للرئيس في هذه المجموعة، ومن خلالها بدأنا في تأسيس كيان إداري له نشاط ووجود وإدارة إلى أن تم تجديد الثقة في المجموعة من خلال الجمعية التي انعقدت منتصف أغسطس الماضي، وبذلك تعد مجموعتنا هي أول اتحاد منتخب للعبة.
{ انجازات وريادة
وأضاف «المعتز» : شارك الاتحاد في عدد من البطولات الخارجية، وبمجهود اللاعبين ونبوغهم تم إعفاء السودان من المشاركة في الأدوار التمهيدية إفريقياً وعربياً، وقال: هذه نواة لتكون دولة رائدة في اللعبة، وبإمكاننا بقليل من الاهتمام أن نقود العالم في (البلياردو).
وأشار إلى المجهود الذي بذلوه في إرساء قاعدة للنشاط عبر تسجيل اللاعبين والأندية، ثم البداية عبر عدد من البطولات التنشيطية في ولايات (كسلا، البحر الأحمر، نهر النيل والخرطوم).
{ قانون لتقنين ممارستها
وكشف نائب رئيس الاتحاد عن مشروعات مجلس الإدارة للفترة المقبلة التي تتضمن وضع قانون لتقنين ممارسة اللعبة، واختيار المشرفين عليها بعناية وأن يكونوا على خلق، بالإضافة إلى إدخالها للمدارس وإلغاء (البلياردو الاستثماري) عبر المحلات التجارية المنتشرة في مختلف الأحياء والتي تفتقد للضوابط في بعض الأحيان وتعوزها الرقابة الشخصية والقانونية.
{ مشاهير ونجوم (البلياردو)
لقد حظيت لعبة (البلياردو) بالاهتمام من جميع الفئات كان لها عدد من الرواد من رموز المجتمع ونجومه على رأسهم الراحل الفنان الراحل «محمود عبد العزيز» واللاعب «سعيد السعودي» وعدد مقدر من الفنانين ورجال الأعمال والسياسيين الذين يمارسونها بعيداً عن الأضواء.
{ لعبة القوانين الصارمة
ورغم أن المتابع للعبة قد يعتقد أنها سهلة الممارسة إلا أنها عكس ذلك تماماً، فقد تحدث الحكم الدولي «أشرف» عن أنها تكاد تكون لعبة القوانين الصارمة لصعوبتها، حيث يبلغ طول طاولة البلياردو الأمريكي (9) أقدام وتمارس عبر عدد من الخطوات الشاقة وتنقسم إلى ثلاثة أقسام (8) كرات (9) و (10)، ثم الاستوكر الانجليزي الذي تبلغ سعة الطاولة فيه (13) قدماً وعدد الكرات يتراوح ما بين (15) كرة و(6) كرات.
والنوع الثالث هو الفرنسي (كولن يود) الذي لا توجد (حفر) في أضلاعه ويعتمد على ضرب الخصم للحصول على النقاط.
{ تصلح لجميع الأعمار
وأكد نائب رئيس الاتحاد «محمد المعتز» أن (البلياردو) يمثل مشروع أمل لجيل الشباب وهي ليست لعبة فقط، وقال: بقليل من الإبداع الممكن أن تصبح اللعبة الأولى في السودان وبإمكاننا أن نسود بها الأمم وأن نرفع علم السودان عالياً وذلك بقليل من الاهتمام من الدولة ممثلة في (وزارة الشباب والرياضة)، وبقليل من الثقة من الأسر السودانية، وقال: أبوابنا مفتوحة للجميع واللعبة ليست ملكاً لأحد بل للجميع، مبيناً أنها تصلح لجميع الأعمار والفئات وهي ليست مكلفة مادياً مقارنة بعدد من الرياضات الأخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية