تقارير

هل وفر السودان مصل وباء (كورونا)؟!

أصدرت وزارة الصحة السعودية جملة من الاشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للعمرة والحج للعام 1434هـ، في إطار الإجراءات الاحترازية الخاصة بمرض فيروس (كورونا) الجديد المستشري في السعودية، وتضمنت هذه الاشتراطات التي أصدرتها الوزارة توصية بتأجيل أداء مناسك العمرة والحج هذا العام لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة كمرض القلب والكلى والجهاز التنفسي والسكري ومرض نقص المناعة الخلقية والمكتسبة، بالإضافة لأمراض الأورام والحوامل والأطفال، كما تضمنت الاشتراطات إرشادات صحية لتوعية المواطنين المعتمرين والحجاج بجانب المقيمين، وطالبت وزارة الصحة السعودية الحجاج القادمين بالحصول على شهادة تطعيم سارية المفعول ضد الحمى المخية الشوكية قبل دخول المملكة قبل مدة لا تقل عن (10) أيام ولا تزيد عن (3) سنوات، وضد شلل الأطفال من الدول الموبوءة به، كما اشتملت الاشتراطات على مجموعة من النصائح والإرشادات الصحية التوعوية للمواطنين، من بينها المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون أو بالمطهرات، واستعمال المنديل عند السعال أو العطس والتخلص منه في النفايات، وعدم لمس العينين والأنف، والحد من مخالطة المصابين مباشرة وعدم مشاركتهم أدواتهم، كذلك من بين الاشتراطات ارتداء كمامات في أماكن الازدحام، والحفاظ على النظافة الشخصية. ووفقاً لمنشور الصحة السعودية، فإن الاشتراطات شددت على أهمية التطعيم ضد لقاح الأنفلونزا الموسمية خاصة للمصابين بأمراض مزمنة.
ما صدر من اشتراطات صحية من قبل المملكة، لفت نظر بعض معتمري وحجيج هذا العام خاصة الذين شملتهم الاشتراطات بصورة أخص مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ودعتهم لطرح أسئلة من نوعية: هل وزارة الصحة السودانية بالتنسيق مع الإدارة العامة للحج والعمرة شرعتا في تنفيذ هذه الاشتراطات؟ وإلى أي مدى مصل التطعيم ضد مرض الـ(كورونا) متوفر في السودان لحجيج هذا العام؟ وما هي الإجراءات التي اتخذت حتى الآن من جانب السلطات المختصة؟ وهل قام المسؤولون بتمليك الحجيج معلومات كافية عن المرض والإرشادات الصحية التي ينبغي إتباعها حتى تتم المطالبة بشرط جزائي؟
لكن من خلال استطلاعنا لعدد من معتمري وحجيج هذا العام، وجدنا أن بعض كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة قد فكروا فعلياً في سحب أوراقهم، وعزوا السبب إلى عدم ثقتهم في تنفيذ هذه الاشتراطات (حسب زعمهم) خاصة بعد سماعهم حديثاً يدور في الأوساط بين بعض المختصين بصورة غير رسمية، لم يستبعدوا فيه أن يتعامل السودان بصورة طبيعية مع هذه الاشتراطات لا تجعله يرفع حالة التأهب إلى الدرجة المطلوبة.. (المجهر) بدورها استمعت إلى عدد من الحجيج الذين يدخلون في دائرة الاشتراطات، وتوجهت باستفساراتهم إلى أهل الشأن في وزارة الصحة، ممثلة في إدارة الوبائيات والهيئة العامة للحج والعمرة، حول المرض والشرط الجزائي الذي قيل إنه سيطبق على من يحاول سحب أوراقه.
إدارة الوبائيات بوزارة الصحة، أكدت عدم وجود تطعيم لمرض (كورونا)، لكن طلب منهم تطعيم الحجيج والمعتمرين ضد الأنفلونزا الموسمية، وهذا التطعيم سيكون ملزماً بالنسبة لهم، وأشارت إلى أن هذا المرض جديد، ومنظمة الصحة العالمية ما زالت تبحث فيه. أما كرت الحمى الصفراء فأصلاً موجود وأضيفت له الأنفلونزا الموسمية، ونوهت إلى أن هناك إجراءات مشددة ستتخذها وزارة الصحة، تتمثل في فحص الكرت الصحي للتأكد من عدم التزوير، وسيكون هناك مناديب من الإدارة لمراجعة الحجيج في موضوع التطعيم، كما أشارت إلى تجهيز رسائل إرشادية للحجيج يتم التعامل بها حتى بعد عودتهم، إلا أن الإدارة العامة للحج والعمرة أكدت على لسان «خالد حاج نور»- الإدارة الصحية، وجود تطعيم مباشر لمرض (كورونا)، والهيئة ستتسلمه خلال اليومين القادمين من منظمة الصحة العالمية لتطعيم حجيج هذا العام، وسيكون إجبارياً، هذا إلى جانب توفير الكمامات بالنسبة لكبار السن الذين فضلت السعودية عدم قدومهم لحج هذا العام. وقال «خالد»: (معظم حجيج هذا العام من الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة).
يذكر أن مرض (كورونا) الجديد، حسب منظمة الصحة العالمية، وصف بأنه فيروس غامض ونادر. وحسب المعلومات الأولية، تشابه أعراضه أعراض الأنفلونزا، حيث يشعر المصاب باحتقان في الحلق والسعال وارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس وصداع، وبعدها قد يتماثل المريض إلى الشفاء أو ربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة بسبب الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة أو إلى فشل كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأوكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، وقد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.
منظمة الصحة العالمية من ناحيتها رفعت حالة التأهب القصوى، وكانت قد دعت عند ظهوره إلى توخي الحذر الشديد من العدوى التنفسية الخطيرة التي يسببها هذا المرض. والفيروس، كما هو متعارف عليه صحياً، رصد لأول مرة عام 2012م، ومنذ ظهوره أدى إلى إصابة (30) شخصاً في دول مختلفة كانت بينها (18) حالة وفاة.. وينتقل مرض (كورونا) عن طريق تلوث الأيدي والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض، حيث يدخل الفيروس من خلال أغشية الأنف والحنجرة.. والوقاية منه تتم عبر عزل المصاب وغسل اليدين، بجانب استخدام الكمامات في أماكن الزحام، بينما تكتشف إصابته من خلال الأعراض أو التحليل الفيروسي المخبري.
ووفقاً للدراسات الصحية التي تمت حتى الآن، لا يوجد علاج لمرض (كورونا) الفيروسي، حيث يقوم الجسم بطرد الفيروسات بالمناعة الذاتية، أو يتم علاج الأعراض بالأدوية الخاصة لكل منها كالأدوية الخاصة بالسعال ومضادات الالتهاب. وهذا يتطلب الالتزام بالإرشادات الصحية لا سيما أن موسم الحج يتسم بالازدحام، الأمر الذي يساعد على انتشار مرض (كورونا).. فهل وفر السودان مصل هذا المرض؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية