أخبار

خروج "لبس"

{ ليت المهندس “يوسف لبس” يكذب التخمينات والتوقعات والاستنتاجات التي تقول طوال السنوات الماضية إنه إذا أُطلق سراح “لبس” سيذهب للتمرد ويقود العمل المسلح ضد الحكومة.. لقد أمضى “لبس” (13) عاماً في غياهب السجون محكوماً في قضية سياسية بعد انقسام الإسلاميين، وكان متهماً معه في القضية نائب رئيس الجمهورية الحالي “د. الحاج آدم يوسف” وآخرين من العسكريين صدر عفو من الرئيس وذهبوا لسبيلهم.. بعضهم معارضون وآخرون اختفوا في لجنة زحام الحياة.. والمهندس “يوسف لبس” من فلذات كبد الحركة الإسلامية وعناصرها التي عرفت بالشجاعة والثبات والتضحية.. خرج “يوسف لبس” بتعاطف إخوته في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بعد شعورهم بأن إطلاق سراح “صلاح قوش” واللواء “ود إبراهيم” وعودتهما للتنظيم والحزب خطوة لا ينبغي حصرها على آل البيت الصغير.. وأن تشمل آخرين في غياهب السجون ومنهم المهندس “يوسف لبس”. ولـ (مجموعة السائحون) الفضل في المبادرة وللأخ الرئيس “عمر البشير” الشكر والتقدير لقراره بإطلاق سراح المهندس “لبس” وكذلك الفريق مهندس “محمد عطا المولى عباس” الذي في عهده جففت السجون من المعتقلين السياسيين وتمدد حكم القانون وسيادته في أداء الجهاز الفني.. وبدا جهاز الأمن الوطني متقدماً على بقية أجهزة الدولة في احترام الحريات.. بل الدخول في حوارات مع السياسيين والصحافيين.. وفي أخريات رمضان الماضي دعا جهاز الأمن الصحافيين لوجبة إفطار فانقلبت لندوة سياسية عن الحريات الصحافية ودور جهاز الأمن.
{ إذا كانت بلادنا تمضي في طريق التعافي الوطني.. فإن للأخ “يوسف لبس” الحق في الجهر بالرأي داخل الوطن وممارسة نشاطه السياسي في أوعية حزبه (المؤتمر الشعبي)، وأن يتسامى فوق جراحات النفس وأيام السجون والحرمان من الحريات. فالسياسة وجوهها متعددة يوماً في السلطة يهابك الناس ويوماً في السجن الموحش ويوماً في الشارع، لا يأبه لوجودك أحد. وقديماً قيل (الأيام بين الناس دول، ومن سره زمناً ساءته أزمان).
{ وما شبعت بلادنا في الاعتقالات والحبس وكتم الأنفاس إلا بسبب الصراعات المسلحة والتهديد بالإقصاء.. وكلنا مع “يوسف لبس” السياسي الذي يمارس حقه في التعبير بما يروق له، ولكن كلنا ضد حمل السلاح والتمرد على الدولة وزعزعة أمن المواطنين.
{ ليت “الزبير أحمد الحسن” الأمين العام للحركة الإسلامية وقيادات الوطني أقبلت على زيارة المهندس “لبس” في داره والتواصل معه بعيداً عن صفحات الأمس.. فالعفو سمة المسلم والحلم خلق قويم في النفس البشرية.. وقديماً أنشد “ابن زيدون”:
إن طال في السجن إيداعي فلا عجب
قــــد يـودع حـد الـصـــارم الجــفـــن
{ والسجون ليست للمعارضين فقط.. فالمؤتمر الوطني نفسه ذاق مرارة السجن أو تذوق بعض من قادته السجن. ولا ننسى “حسن برقو” و”موسى هلال” و”قوش” و”ود إبراهيم” و”عابدين محمد علي” وآخرين في الحق الخاص، مكثوا خلف الجدران سنوات.. فلست وحدك يا أخي “يوسف لبس”، ولكن أنت من أمضى أطول سنوات خلف القضبان وجاء الفرج بعد مبادرة السائحون وقيادات من الوطني والشعبي.. ألف حمد الله على السلامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية