نيابة الشارقة تحقق في وفاة شابة سودانية بمستشفى (القاسمي)
تحقق النيابة العامة في الشارقة في قضية وفاة الشابة السودانية «أريج حيدر فؤاد» (30 سنة)، كريمة المصور الصحافي «حيدر فؤاد» رئيس قسم التصوير في جريدة (الخليج)، التي توفيت منذ (4 أيام) داخل المستشفى بعد أن أنجبت طفلتها الأولى بعدة أيام، حيث تقدم والدها ببلاغ لمركز شرطة البحيرة يتهم فيه المستشفى بالإهمال والتقصير في التعامل طبياً مع ابنته.
من جهته، أكد «حيدر فؤاد» والد الشابة المتوفاة لـ(المجهر)، أنه قام بفتح بلاغ في مركز شرطة البحيرة بالإمارة يتهم فيه إدارة المستشفى بالتقصير والإهمال تجاه ابنته طبياً، مما تسبب لها في مضاعفات صحية أدت للوفاة. وقال إنه تقدم بالبلاغ أمس الأول وما زال في انتظار تقرير الطبيب الشرعي للتعرف على الأسباب التي أدت للوفاة، مشيراً إلى أنه تسلم إذن الدفن من قبل النيابة وقام بدفن الجثمان السبت الماضي، وأنه يطالب بالتحقيق مع الأطباء المعنيين بالتعامل مع ابنته خلال فترة بقائها في المستشفى والتردد عليها لعدة مرات بعد أن عانت كثيراً قبل وفاتها.
وتفصيلاً، أوضح أنها دخلت المستشفى يوم 21 من الشهر الماضي وبقيت فيها (5 أيام) ووضعت مولودتها الأولى على يد طبيبة آسيوية، وسمتها «مريم»، وخرجت عقب الولادة من المستشفى، وكانت تشكو بعض الآلام وارتفاع في درجات الحرارة، فأعاد اصطحابها للمستشفى مرة أخرى على مدى يومين، فتم حجزها مرة أخرى في قسم الجراحة بغرفة مزدوجة بالطابق الثاني، ومن ثم وتم نقلها إلى الغرفة رقم (2) التي توفيت فيها. وأضاف أنها ظلت تعاني آلاماً خلال الأيام الماضية، وعندما كانوا يسألون الأطباء عن السبب كانوا يخبرونهم أن مياهاً على جدار البطن تسببت في انتفاخ، بالإضافة إلى التهابات في البول والبنكرياس هي المتسببة بهذه المعاناة وأنه سيتم علاجها. وقال إن ابنته ظلت خلال اليومين الماضيين تشعر بالإعياء وتم مدها بـ (12) وحدة دموية. وأشار إلى أن وكيل النيابة رفض منح التصريح بالدفن إلا بعد تحويلها للمختبر الجنائي في القيادة العامة لشرطة الشارقة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت للوفاة.
وفي ذات الصدد، شّكلت إدارة مستشفى (القاسمي) في الشارقة لجنة للتحقيق في الوفاة، وأكد الدكتور «عارف النورياني» المدير التنفيذي للمستشفى إن لجنة الوفيات والممارضة الموجودة بالمستشفى تنظر حالياً في الواقعة وتحقق فيها مع كل الأطباء والكادر الذي كان يشرف على الحالة، من أقسام النساء والولادة والباطني والجراحة. وقال إن اللجنة ستنتهي من إعداد تقريرها عن الحالة اليوم (الاثنين). وتابع «النورياني»: (في حال ثبوت أي خطأ طبي أو إهمال أو تقصير من قبل الفريق الطبي داخل المستشفى ستقوم الإدارة، ووفقاً للإجراءات المتبعة، باتخاذ اللازم حيال المقصرين سواء من خلال توقيع عقوبات أو الإحالة للنيابة).
وأفاد المدير التنفيذي بأن المتوفاة دخلت المستشفى منذ عدة أيام ووضعت طفلة من خلال عملية ولادة قيصرية، ثم عانت من ارتفاع في درجات الحرارة وطُلب منها البقاء في المستشفى، إلا أنها وبعد (5 أيام) أصرت على الخروج ووقعت على ذلك بتحملها المسؤولية. ولفت إلى أن الحالة عاودت المستشفى مرة أخرى تشكو من آلام في منطقة الخصر بالبطن وتم استقبالها والتعامل معها طبياً، وطلبت أيضاً مغادرة المستشفى، لتعود مرة أخرى بعد قرابة (3 ساعات) لتشكو من زيادة الآلام، وتم إجراء التحاليل الطبية اللازمة لها، حيث تبين ومن خلال الصور المقطعية التهاب حاد في البنكرياس، وعليه تم استدعاء أطباء الجراحة والمختصين للتعامل مع الحالة. وذكر أن المتوفاة كانت تعاني من مشكلات صحية في صفائح الدم وهبوط، وعليه تم التعامل معها طبياً وفق العلاج المتبع، وأن حالتها الصحية كانت في تحسن تدريجي إلى أن حدثت الوفاة صبيحة يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن الأسباب الحقيقية للوفاة ستحددها التقارير التي تجهز حالياً عن الحالة.
