حواء وجائزة "وداد"
} بطبيعة الحال لابد لنا أن نتضامن كنساء في الأفراح والأتراح، وأن نخلق تماسكاً مختلفاً في الأزمات في ظل السيطرة الذكورية المفروضة علينا قسراً، حتى نتمكن من إيصال أصواتنا وانتزاع حقوقنا وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. وفي ذات الاتجاه لابد أن نحي مجهودات بعضنا البعض، وأن نتبادل التهاني في القيم الإنسانية التي باتت مرتجعاً لكثير من بنات جنسي.
} ظلت حواء لسنوات تقدم مجهوداتها على أطباق مختلفة، وتدفع بالنماذج التي تؤطر لإنجازات تخدم البلاد في إطار الإصلاحات التي بدأت في السنوات الأخيرة، ولبنات جيلي حراك مقدر كان له نتائج فعلية وواضحة، انعكست في كثير من المشروعات التي أتت أكلها وصارت واحدة من الإشراقات التي يشار لها بالبنان.
} ونتائج الشهادة السودانية تظل شاهدة على أن حواء قادرة على تقدم الصفوف، ولعل النسب التي حظينا بها في الفترات الفائتة، أكدت أن السنوات المقبلة ستكون حكراً لنا وليس لسوانا، ودونكم الحراك الثقافي الفني والتمدد الطبيعي للأصوات النسائية في الساحة الغنائية، وما يتم الآن في مؤسسات الدولة المختلفة واللمسات الايجابية في العمل الإعلامي والسياسي والتنفيذي، والذي أبان للجميع أن المرأة السودانية تستطيع أن تقدم عطاءً مختلفاً، إن وجدت الفرص الكافية التي تعينها على أن تضع كافة مجهوداتها، في الوعاء الذي يخدم المصالح العامة.
} قدمت “إشراقة سيد محمود” نفسها بصورة ايجابية، وتمكنت من عكس صورة متميزة للمرأة السياسية القادرة على حسم التفلتات والقضايا الجوهرية والخلافية التي أثيرت حولها، من أجل كسر شوكتها وإظهارها في مواقف الضعف، استناداً على مقولة سابقة تبين أن (المره لو فاس ما بتشق الراس)، ولكن بمرونة ودبلوماسية تحسد عليها، كان الرد قوياً وثابتاً يبين أن المرأة أضحت واحدة من الركائز الأساسية في المجتمع السوداني على وجه الخصوص، لأن المرأة في العالم من حولنا قد تربعت منذ سنوات ويزيد سياسياً وفنياً واجتماعياً.
} تلاحظ تواجد البنات بصورة كبيرة في المستشفيات المختلفة، وفي المصانع والشركات الكبرى وفي صفوف المعارضة، وحتى على مستوى رئاسة الجمهورية والبرلمان، الأمر الذي يوضح أن البناء في طريقه لأن يكتمل ويصبح واحداً من المرتكزات المعترف بها، رغم أنف الأصوات التي ترفض هذا الزحام وذاك التواجد الواقعي.
} وفي إمارة “دبي” أعلنت مؤسسة المرأة العربية الإماراتية، اختيار السيدة “وداد بابكر” حرم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لجائزة السيدة العربية الأولى، في دعم ومبادرات العمل الإنساني لدورتها السادسة للعام 2013، لنضيف انجازاً خارجياً يبين أن حواء السودان تسير في الطريق الصحيح، وبغض النظر عن مكانة السيدة “وداد” اجتماعياً، إلا أن الجائزة في شكلها العام، تمثل تحفيزاً حقيقياً لحواء السودان، ولنسائها اللائي مازلن يمارسن الحراك المطلوب، من أجل أن تكون المقدمة هي الخيار الذي يمثل هذه البوتقة والتنظيم الأمثل.
} جائزة “دبي” تبين أن حواء قد لفتت النظر خارجياً، من خلال حراك مدروس في مجال العمل الإنساني الذي تفوقت فيه السيدة الأولى ووصيفاتها بتروٍ ودراسة، تؤكد أن المخطط الموضوع سيشمل كل الشرائح المستهدفة، لتغطي العجز والظواهر السلبية التي أطلت برأسها في الفترة الأخيرة.
} نالت حرم الرئيس جائزة مستحقة، واستطاعت أن تبين من خلال منظماتها الخيرية والطوعية، أن المرأة السودانية مهما كانت مكانتها، بإمكانها أن تقدم خدماتها بصورة مرضية وتعزز التواجد المطلوب، في إطار حراكها لخدمة الإنسان السوداني، من خلال الوعاء الإنساني والخدمي والحياتي.
} الجائزة تعتبر دافعاً جديداً للسيدة “وداد”، في أن تكرس كافة علاقاتها وخدماتها في المرحلة القادمة، لخدمة شرائح أكبر(مستهدفة)، لتعينها على تغيير حياتها بالشكل المطلوب، مع تنوع واضح في المعينات البشرية والحسية التي تمكنها من مواصلة مشوار التألق والنجاح.
} شكراً حواء السودان، ففي كل يوم أزداد قناعة بأن القادم لنا وليس لسوانا.