تشكيل وزاري..!
– 1 –
} ما زالت مشاورات قيادة الدولة جارية للخروج بتشكيلة وزارية تختلف عن سابقاتها، تدفع بدولاب الدولة إلى الأمام في ظل (ململة) داخلية، وتغييرات خارجية دراماتيكية تحيط بالسودان (شمالاً) و(جنوباً).
} لا بد أن تختلف الصورة هذه المرة، وإلاّ فما فائدة المشاورات والاجتماعات، و(استمارات) الترشيح للوزارات التي تم توزيعها على أعضاء (المكتب القيادي) للمؤتمر الوطني وقيادات أخرى من خارج المكتب؟!
} إذا كانت الحكومة الجديدة ستشبه (أخواتها)، فلا داعي لإثارة قلق مجموعة صغيرة مهددة بالخروج. فلتجرِ التعديلات على طريقة تعيين وزير الدولة للمالية الأخير د.”محمد يوسف”، الذي حل بهدوء مكان “عبد الرحمن ضرار” المغادر إلى رئاسة مصرف الساحل والصحراء.
} في رأيي، وليس بناء على تكهنات، أن أهم (أربع) وزارات هي (المالية، الخارجية، الدفاع والزراعة). وإذا أفلح السيد الرئيس بمشاورة مؤسسات (المؤتمر الوطني) في اختيار أقوياء أمناء بعقل مفتوح وأفق ممتد، لهذه الوزارات (الأربع)، بعيداً عن المحاصصات (الجهوية) و(القبلية) والحسابات (العاطفية)، فإن تغييراً كبيراً سيلمسه المواطن في حياته ومعاشه، حتى وإن لم يكن التغيير كبيراً في بقية الوزارات.
} أداء وزارة المالية ينعكس على أداء وزارات مثل الزراعة، الصناعة، التجارة والصحة.
} أداء وزارتي الخارجية والدفاع ينعكس على استقرار البلد، وبالتالي استقرار الاقتصاد والتنمية ورفاهية الشعب، من خلال انفراج زوايا العلاقات الخارجية مع دول الجوار الإقليمية، وعلى رأسها دولة (الجنوب) ودول العالم الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين.
} فاعلية وزارة الزراعة تعني زيادة الصادرات الزراعية، وتأمين غذاء الشعب، وإعادة توجيه الاقتصاد من النمط (الاستهلاكي) إلى (الإنتاجي).
} نجاح وزارتي المالية والزراعة، يقود إلى تطور خدمات (الصحة) و(التعليم) بزيادة الإنفاق عليها.
– 2 –
} سأتوهم أنني تسلمت (استمارة ترشيح)، وعليّ أن أرشح للمالية والزراعة والدفاع والخارجية ووزارات أخرى.
} استناداً إلى المعلومات المتواترة عن ترقية الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” إلى منصب مساعد الرئيس، فإنني أتوقع – وليس كل التوقعات إثم – أن يتم تصعيد قيادة عسكرية (شابة) من رتبة (اللواء)، مثلاً، إلى رتبة (الفريق أول)، ليكون وزيراً للدفاع، عملاً بتجربة ترفيع الشهيد (العقيد) “إبراهيم شمس الدين” (الناجحة جداً) لمنصب وزير الدولة للدفاع في تسعينيات القرن المنصرم. وحينها كان “شمس الدين” – بحكم الوظيفة السياسية والإدارية – يقود ضباطاً برتبة (فريق) و(لواء). وكان الجيش السوداني يقاتل على أعتاب “نمولي” بمتابعة (ميدانية) لصيقة من وزير الدولة للدفاع العقيد (الشاب) “إبراهيم شمس الدين”.
} وفق هذه الفرضية وعلى الاستمارة (المفترضة) أرشح لمنصب وزير الدفاع كلاً من الفريق “عماد عدوي”، وهو ما زال من جيل (الشباب)، واللواء “يحيى محمد خير”، واللواء “كمال عبد المعروف”.
} وزارة المالية في هذه المرحلة الدقيقة بالغة التعقيد، تحتاج إلى (وزير) ذي خبرة طويلة وممتازة، بكاريزما خاصة تجعله يفرض بقوة سياسية الترشيد وإغلاق صنابير الصرف الحكومي (البذخي) أو فلنقل (غير المنتج).
} ليس مهماً أن تستلطف القيادة وزير المالية القادم، المهم أن يهبط سعر صرف (الدولار) إلى (خمس جنيهات) لا أكثر.. وهذا ممكن جداً وليس مستحيلاً.. ليس مهماً أن يكون الوزير (متعاوناً).. الأهم أن يتم سد (العجز) في الميزانية دون حاجة إلى (جراحات مؤلمة) يصرخ من آثارها (كل) مواطن سوداني (فقيراً) كان أم (ثرياً)، كما هو الحال الآن.
} ولهذا فإنني ما زلت متمسكاً بترشيحي القديم المتجدد للدكتور “عبد الوهاب عثمان”، الوزير الأسبق الذي أفلح – دون غيره – في تثبيت سعر الصرف للنقد الأجنبي في السودان لأربع سنوات طويلة.
} اسم آخر من جيل (المصرفيين) الشباب الأذكياء والمثقفين، هو السيد “حسن أحمد الحسن” المدير العام لبنك الشمال الإسلامي (حالياً)، وهو رجل ذو شخصية وثقافة ورؤية في الحياة وفي الاقتصاد.
} لوزارة الخارجية، إذا تأكدت مغادرة الوزير “علي كرتي”، فإني أرى أن تصعيد (سفير) من الخارجية – ذاتها – لمنصب الوزير، هو الأفضل، فيكفي صعود (السياسيين) على حساب (المحترفين).
} السفير “عبد الرحمن ضرار”، سفيرنا الأخير في سويسرا، مثال استثنائي لسفير واع، راق وقوي. كما أنه مارس عملاً سياسياً وتنفيذياً من خلال عمله لفترة محدودة في رئاسة الجمهورية.
} كما أرشح وزير دولة للخارجية الدكتور “محمد محجوب هارون”.. صحيح أنه لا يروق لبعض القيادات، ولكن الأهم أن يمثل السودان باحترام ووطنية ولسان مثقف و(مبين).
} لوزارة الزراعة، لا ينفع (أكاديمي صرف)، ولا (طبيب) متهجم على الزراعة مثل أخينا دكتور المتعافي، ولهذا فإن رجلاً مثل والي القضارف السابق (المتمرد) “كرم الله عباس”، وهو رئيس سابق لاتحاد المزارعين، ومزارع (حالياً) يمارس هذه المهنة على الحدود السودانية الإثيوبية، هو أنسب من يقود وزارة الزراعة. أما تمرده (المحدود) على (المركز) فليس منقصه ولا عائقاً، فقد كان (المتمرد) “مالك عقار” وزيراً للاستثمار، وكان (المتمرد) “دينق ألور” الوزير الأول بمجلس الوزراء، وخلفه (المتمرد) الأكبر “باقان أموم”!!
} “كرم الله” مزارع ويعرف مشاكل الزراعة، وهو سياسي وإداري ويناسب هذه الوزارة جداً.
} لو قدر لي أن أرشح لوزارة الداخلية أحداً، لرشحت لها من قيادات (الشرطة) الفريق أول “محجوب حسن سعد”.
– 3 –
} في إطار حديث الوزارات والاستوزار، هاتفني الأخ والصديق “آدم عبد الرحمن” الشهير بـ “أدومة”، نافياً بشدة ما ورد بزاوية (عيون وآذان) عن ترشيحه لوزارة في حكومة ولاية شمال دارفور.
} العزيز “أدومة” قال إنه (لم) و(لن) يترشح لأي منصب تنفيذي، وأنه (تاجر) ولن يترك تجارته في سوق الله أكبر، وسيعمل على مساعدة أهله في دارفور من خلال نشاطه الشعبي والاجتماعي.
} شكراً “أدومة”.
– 4 –
} من جيل الشباب الصاعد بقوة يعجبني أداء الأخ “حسب الله صالح”، عضو المجلس الوطني، القيادي باتحاد الشباب الوطني، فهو نموذج لسياسي شاب ذكي ولماح ومنفتح على الآخرين. “حسب الله” القادم من شرق السودان، ومن بطون (البني عامر)، لا تشفع له جهته ولا قبيلته، بل بديهته السياسية والاجتماعية الحاضرة.