زيادة عام تاسع لمرحلة الأساس.. أسئلة للإجابة
قرأت على صفحات الجرائد (زيادة عام لمرحلة الأساس) يبدأ بعام 2015، قدمه مدير المناهج بوزارة التربية والتعليم، وهو الآن أمام قطاع التنمية الاجتماعية والثقافية بمجلس الوزراء للنظر فيه لكي يجاز.
أرى أن إضافة عام تاسع لمرحلة الأساس يجب أن يقوّم ويمحص من أهل الشأن والرأي والتربية، لأن استمرار مرحلة واحدة لمدة تسع سنوات ليست من الموضوعية وليست من التربية.
كما يجب علينا أن نناقش بموضوعية هل من الأصوب إضافة هذا العام الضائع لمرحلة الأساس لتصير من ثماني سنوات إلى تسع سنوات، أو يضاف هذا العام لمرحلة الثانوي لتصير من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات؟.
دعونا لتوضيح الموضوع أن نعقد مقارنة لمرحلة التعليم العام.. كانت مراحل التعليم العام إثنتي عشرة سنة، وعندما تسلم قسم المناهج والكتب التعليم العام، جعلها إحدى عشرة سنة بحذف عام كامل، وهو العام الضائع الذي يريدون إرجاعه وإضافته لمرحلة الأساس.
وإذا رجعنا إلى التعليم العام في عهد السودنة، كان يتكون من ثلاث مراحل 1/ الأولية 2/ المتوسطة 3/ الثانوي كل منهن أربع سنوات.
مما تقدم نجد أن مشرفي مراحل التعليم العام في عهد السودنة التي كان يشرف عليها معهد التربية بخت الرضا التليد.. قد وضعوا نصب أعينهم مراحل نمو التلميذ فقاموا بوضع الطفولة في المرحلة الأولية، وقاموا بوضع المراهقين في المرحلة المتوسطة، وقاموا بوضع البالغين في المرحلة الثانوية. وكان هدفهم من هذا التقسيم أن يكون درءاً وحماية للتربية والأخلاق، وخاصة أطفال الأولية حماية لهم من الاختلاط مع مراهقي المتوسطة، منعاً للاعتداءات الطائشة والتحرش. وحقاً هو تقسيم رشيد يستحق الإشادة والتوطين.
أمَّا في تقسيم قسم المناهج والكتب الحاضر اليوم بوزارة التربية والتعليم، نجدهم قد وضعوا مراحل التعليم العام مرحلتين فقط 1/ مرحلة الأساس 2/ مرحلة الثانوي. أمَّا مرحلة الأساس فقد قاموا بدمج المرحلة الأولية “الطفولة” أربع سنوات مع المرحلة المتوسطة”المراهقة” أربع سنوات فصارت مرحلة واحدة بثماني سنوات، سميت مرحلة الأساس الحالية. نجدهم عند دمج مرحلة الطفولة الأولية مع مرحلة المراهقة المتوسطة، لم يراعوا نمو التلميذ في مرحلة الطفولة والمراهقة الطائشة واعتداءاتها الأخلاقية، كما لم يراعوا أن وزارتهم بدأت بكلمة التربية أولاً قبل التعليم. ومن سلبيات زيادة العام التاسع لمرحلة الأساس أنهم لم يراعوا وجود تلميذ الصف الأول وعمره ست سنوات مع تلميذ الصف التاسع وعمره خمسة عشر عاماً، طفولة بريئة مع مراهقة طائشة لا تضمن عواقبها، ومما يزيد الطينة بلة أن معظم مدارس الأقاليم مختلطة، وأن 85% من قوة المدارس معلمات ومن طبيعتهن الحنية والتسامح المخل بالانضباط. ومن هنا يظهر لنا جلياً أن من الحكمة أن يضاف هذا العام إلى المرحلة الثانوية، حفاظاً على الطفولة البريئة من رعونة المراهقة الطائشة، وهذا من الناحية الأخلاقية والتربوية.
أما من الناحية التعليمية الأكاديمية نجد في معظم مدارس الأقاليم متوسط قوة معلمي مدرسة الأساس ستة عشر معلماً، نصيب الفصل الدراسي معلمان فقط، في حين نجد أن متوسط قوة معلمي المدرسة الثانوية إثتي عشر معلماً، نصيب الفصل الدراسي فيها أربعة معلمين. ومن هنا نرى من الحكمة أن يضاف هنا العام التاسع إلى المرحلة الثانوية، لأن متوسط معلمي الفصل أربعة معلمين أفضل من الأساس الذي متوسط الفصل فيه معلمان.. لذا من الحكمة إضافة هذا العام التاسع للمرحلة الثانوية للاستفادة أكاديمياً، كما أن هذا العام التاسع كان أصلاً في الثانوي.
أما من الناحية المادية نجد المدارس الثانوية عددها تقريباً ثلث مدارس الأساس ، لذا من الناحية الاقتصادية لا يحتاج إلى بناء فصول كثيرة مكلفة في المرحلة الثانوية، فقط يحتاج إلى بناء ثلث الفصول التي كنا سنقوم بتشييدها في مدارس الأساس، كما أننا لا نحتاج إلى تعيين معلمين جدد في مرحلة الثانوي، لأن متوسط الفصل أربعة معلمين وجهدهم غير مستغل ومهدر.
ومن هنا أرى للأسباب الأخلاقية والتعليمية الأكاديمية والمادية الآنفة الذكر، أن من مصلحة التلميذ والتعليم أن يضاف هذا العام للمرحلة الثانوية.
ومن هذا أتمنى أن ينظر إخوتي في قطاع التنمية الاجتماعية والثقافية بمجلس الوزراء، أن ما أمامهم للبت فيه هو أمر جلل.. وهم أهل ثقة ودراية وموضوعية وغيرة على أخلاق أبنائهم وأحفادهم، وهم مستقبل وطنهم الحبيب السودان.. وأن يضعوا نصب أعينهم عند اتخاذ القرار.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن
هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا..