شهادتي لله

"البشير" و"الصادق" .. لقاء الكبار

{ يلتقي مساء اليوم (الثلاثاء) الرئيس “عمر البشير” والإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي، بدار الأخير في حي الملازمين بأم درمان. اللقاء يأتي في إطار المشاورات والحوار السياسي بين الرئاسة وقيادات الأحزاب والقوى السياسية.
{ ولا شك أن حزب الأمة يعد أكبر أحزاب (المعارضة)، سواء كان ذلك بسند التأريخ (101 مقعد في آخر برلمان قبل الإنقاذ) أو بحكم الواقع، إذ لم تنجح المعارضة في استقطاب حشود ضخمة إلى دورها تقدر بالآلاف كما يفعل حزب الأمة، وآخر دعوة أمّتها جموع غفيرة كانت بمثابة استفتاء للسيد “الصادق المهدي”، بحوش الخليفة بأم درمان، احتفاءً بليلة النصف من (شعبان).
{ إذن، لقاء اليوم هو بين رئيس البلاد، وزعيم أكبر حزب (معارض) في السودان، بدار زعيم المعارضة!! فأين يحدث هذا.. في أي بلد بالعالم غير السودان؟!
{ معلوماتي المؤكدة تقول إن هذا اللقاء كان من المفترض أن يتم في بيت الضيافة (الرئاسي) بالخرطوم، لكن الرئيس “البشير” قال بالحرف الواحد: (السيد الصادق جاءني في البيت كم مرة.. المرة دي أنا بمش ليهو في بيتو)!! فكان رد الإمام للوسيط: (ما دام جاييني في بيتي.. كمان لازم يتعشى معاي)!!
{ نعم.. هي (باصات حلوة) بلغة كرة القدم.. وجميل يقابله جميل.. وفضل يقابله عرفان..! إنه هذا البلد العجيب.. الذي رغم شلالات التسامح الهادرة فيه، إلا أنه ما زال مصاباً بالجراح، منكوباً بحروب شيطانية ونزاعات (قبلية) تافهة على أسباب لا تسوى جناح بعوضة.
{ ويبدو واضحاً أن الرئيس “البشير” صار الأكثر رغبة وجدية في الحوار مع جميع الفصائل السياسية، ويكفي ما أشارت إليه (المجهر) في عدد أمس بشأن لقائه مع الشيخ “الترابي” في دار عضو مجلس قيادة الثورة اللواء (م) “التيجاني آدم الطاهر”، وكيف أن الرئيس أصر على تبادل الحديث والحوار مع زعيم (المؤتمر الشعبي) المعارض.. وقد كان.
{ شخصية “البشير” (السودانوية) الخالصة، المتبسطة، والمنفتحة على كل الاتجاهات، تجعله (محور) الحل السياسي لأزمات البلاد، ولكن بمعاونة المعارضين من السياسيين والمتمردين حملة السلاح. إذ لا مكاسب مرجوة من تمرد (دارفور) أو (كردفان) ولو تطاول لعشر سنوات أخرى، فقد أكمل في دارفور العشرية الأولى والنتيجة (صفر كبير) وخسائر فادحة لمواطني الإقليم.. الضحية الأولى في حرب الاستنزاف!
{ هذه (الباصات الحلوة) التي صنعها الرئيس “البشير” من (وسط الملعب) تحتاج إلى أقدام أخرى لإصابة (المرمى).. وهو الأمن والسلام والاستقرار ورفاهية هذا الشعب المضغوط بتدهور وضع الاقتصاد وحال السياسة.
{ ولا أظن أن السيد “الصادق المهدي” في حاجة إلى تذكرة بأن لا يعير المزايدين بالنضال الكذوب، المتاجرين بآلام شعبهم، نظرةً أو ذرة اهتمام، سواء داخل حزب الأمة أو خارجه من الفصائل الأخرى في الداخل والخارج.
{ ليس بالضرورة أن يشارك حزب الأمة في الحكومة (قيد التشكيل)، ولكن المهم أن يتفق قادة البلد، كبارها، وعقلاؤها على أساسيات وقواعد اللعبة السياسية، بعيداً عن (الخشونة) واستخدام (العنف)، ولتكن أحداث “مصر” الشقيقة عظة لنا جميعاً وعبرة.
{ لقاء موفق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية