حوارات

رئيس لجنة الإشراف على "أبيي" التابعة لرئاسة الجمهورية "الخير الفهيم" لـ(المجهر):

على نحو مفاجئ تتصاعد الأحداث المتعلقة بمنطقة “أبيي”، إذ ما زالت دماء ناظر دينكا نقوك “كوال دينق مجوك” تلقي بتبعاتها، حتى خرج رئيس دولة جنوب السودان بقرارات منح فيها مواطني “أبيي” في الجنوب عطلة رسمية، وطالبهم بالاستعداد لاستفتاء تبعية “أبيي” في أكتوبر المقبل. ثم غادرت لجنة التحقيق الدولية الخرطوم . حملنا كل هذه المحاور وغيرها إلى رئيس لجنة الإشراف على “أبيي” التابعة لرئاسة الجمهورية “الخير الفهيم” فكانت إفاداته على النحو التالي:

{ منح رئيس دولة جنوب السودان مواطني “أبيي” عطلة رسمية للاستعداد لاستفتاء “أبيي” في أكتوبر. كيف تنظرون لذلك وهل سيقام استفتاء اكتوبر؟
-مسئولية استفتاء “أبيي” للدولتين، وتقع في إطار الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها الدولتان سواء اتفاقية “نيفاشا” أو اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية التي تحكم المنطقة الآن، ونحن في لجنة الإشراف المشتركة، وبعد تعثر تنفيذ برتوكول منطقة “أبيي”، وتعرضت “أبيي” لحوادث أمنية وُقعت اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية في “أديس أبابا” في العشرين من سبتمبر 2011م، وهذه الاتفاقية وقعت في إطار الوساطة الأفريقية ودولة إثيوبيا والوساطة رفيعة المستوى برئاسة “ثامبو أمبيكي”، ونصت على انتشار قوات الدولتين خارج “أبيي”، وجانب حكومة السودان أوفى بالتزامه، ودائماً في جانب السودان نلتزم بمواثيقنا واتفاقياتنا، والحكومة سحبت جيوشها خارج “أبيي” شمال خط الأول من يناير 1956م، ومن المفترض أن تسحب الحركة الشعبية أو دولة جنوب السودان جيوشها جنوب ذلك الخط.
{ وهل نصت تلك الاتفاقية على إجراء الاستفتاء لتبعية “أبيي” في أكتوبر المقبل؟
-لم تنص تلك الاتفاقية على إجراء الاستفتاء على تبعية “أبيي” في أكتوبر، وإنما نصت في المادة (41) و (42) من الاتفاقية على أن الوضع النهائي هو مسئولية الرؤساء من الجانبين. مسئولية الرئيس “عمر البشير” والرئيس “سلفاكير” والآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وهؤلاء يجلسون ليقرروا متى سيكون الاستفتاء.
{ وهل جلس الرئيسان مع الوساطة الأفريقية وتم تحديد أكتوبر موعداً لاستفتاء تبعية “أبيي”؟
-برتوكول منطقة “أبيي” نص على تكوين مفوضية استفتاء “أبيي”، وذلك البرتوكول والاتفاق أصبح جزءاً من دستور السودان الذي أجازه الشريكان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على السواء، بمشاركة أحزاب أخرى، وعندما نريد أن نقيم استفتاء يجب أن تكون مفوضية استفتاء تبعية منطقة أبيي وفق القانون.
{ مقاطعة: ولماذا لم تُكوَّن المفوضية حتى الآن؟
-حتى الآن لم تُكوَّن المفوضية، وهذه مسئولية الرئيسين، وحتى الآن لم تُكوَّن المؤسسات في منطقة “أبيي”.
{ مقاطعة: وما هي الأسباب التي أجلت تكوين تلك المؤسسات؟
-الأسباب أن هنالك خلافاً في اللجنة المشتركة حول تكوين المؤسسات المدنية، ونحن نعتقد في لجنة الإشراف على “أبيي” من جانب السودان أنه يجب أن تكوَّن تلك المؤسسات، وتعطى كل دولة نصيبها من تلك المؤسسات، ونحن في جانب السودان منحَنا ذلك الاتفاق رئاسة المجلس التشريعي ونصف أعضائه، وجانب الحركة الشعبية منصوص له في الاتفاقية أن نيال رئاسة الحكومة، وتكون الشرطة مشتركة بين الدولتين، ولذلك اتفقنا على تكوين الحكومة، ولكن الإخوة في الطرف الآخر يصرون على نيل (60%) من المجلس التشريعي، وهذه هي نقطة الخلاف، ونعتقد أن تُكوَّن تلك المؤسسات ويأخذ كل طرف نصيبه العادل، وتقوم المؤسسات بنشاطها الحكومي والأمني في المنطقة، ليقوم استفتاء عادل لكل المجتمعات المحلية، ولكن حتى الآن لم تُكوَّن المؤسسات، ونحن نصر على تنفيذ اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية التي وقعناها في (20) يونيو 2011م.
{ ومن أين جاء طرح الجنوب وتمسكه بإجراء الاستفتاء حول تبعية “أبيي” في أكتوبر المقبل؟
-لا يوجد أي نص لا في البرتوكول ولا في الاتفاقية، وإنما هو طرح مزاجي للطرف الأول ليتغوَّل على تلك المؤسسات.
{ ومن أين جاء طرح توقيت استفتاء “أبيي” المحدد بأكتوبر المقبل؟
-هو مجرد مقترح تقدم به الوسيط “ثامبو أمبيكي”، ولكن لم تتفق عليه الدولتان ولم توقعا عليه، وأنا لم أرَ أو أسمع بأن السودان وقع على اتفاقية تنص على قيام استفتاء في أكتوبر، وإنما كان مجرد مقترح.
{ وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ وما الإجراءات التي يمكن أن تُتخذ من جانب الحكومة السودانية؟
-نحن في لجنة الإشراف المشتركة ندعو لاستمرار اجتماعات لجنة الإشراف المدنية، وندعو لتشكيل المؤسسات المدنية وندعو إلى التعايش السلمي في المنطقة واستتباب الأمن، وأن يجرى الاستفتاء ليأخذ رأي مواطن المنطقة، وهو مطمئن سواء كان من الدينكا أو من المسيرية.
{ ومن هو المدعو في حديثك؟
-ندعو الدولتين، والمجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي والآلية الأفريقية رفيعة المستوى أن تحث الطرف الآخر على تكوين المؤسسات في “أبيي”.
{ المجتمع الدولي والآلية الأفريقية هل هم على علم بموقفكم من الحديث عن استفتاء “أبيي” في أكتوبر؟ وربما تكون هناك تفاهمات ثنائية بين دولة الجنوب والجهات التي تخاطبها أنت الآن؟
-أؤكد مرة أخرى أن مسئولية الوضع النهائي لأبيي من اختصاص رؤساء الدولتين والآلية الأفريقية، ولكن هؤلاء المسئولين الكبار يجب عليهم عند اتخاذ قرار مثل هذا أن يمهدوا له على الأرض بتكوين المؤسسات المدنية، ولا يمكن أن يقوم استفتاء في غياب الشرطة وغياب الضباط الإداريين والنيابات والأمن، ولذلك ندعو نحن كطرف نمثل السودان في لجنة الإشراف المشتركة لضرورة تكوين المؤسسات المدنية أولاً، ومن ثم نمهد لإقامة الاستفتاء حتى يؤخذ رأي المواطن وهو مطمئن.
{ وما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها حال تمسك دولة الجنوب بأكتوبر موعداً لاستفتاء تبعية منطقة “أبيي”؟
-قصة أكتوبر هذه غير مقنعة بالنسبة لنا، وهذا مجرد حديث، ومسألة أكتوبر لا توجد في اتفاقية أو معاهدة أو برتوكول يتضمنها، ولا يوجد أمامي الآن اتفاق للرئيسين الاثنين ينص على تشكيل مفوضية استفتاء “أبيي”، والذي جاء وفق قانون استفتاء أبيي، والاستفتاء لا تقوم به لجنة الإشراف ولا حكومة السودان أو جنوب السودان، وإنما تقوم به مفوضية وهي لم تُشكَّل، ومثال ذلك قيام استفتاء جنوب السودان الذي اتفق فيه الطرفان على قيام مفوضية يرأسها البروفيسور “محمد إبراهيم خليل” واستعانت بخبراء وتم بإشرافها الاستفتاء الذي أفضى إلى انفصال دولة جنوب السودان وفق قانون، والسودان كان أول دولة اعترفت بتلك النتيجة.
{ وما هي الدوافع التي تقود دولة جنوب السودان للحديث دائماً عن أكتوبر موعدا لاستفتاء تبعية “أبيي”؟
-لا أعتقد أن تلك الجهة هي دولة جنوب السودان، وإنما هناك ناشطون من أبناء دينكا نقوك.
{ حتى لو كان القرار من الرئيس “سلفاكير” بمنح أبناء “أبيي” عطلة للاستعداد لاستفتاء تبعية “أبيي” في أكتوبر؟
-هذه مسألة داخلية تخص جنوب السودان، لكن أعتقد أن الرئيس “سلفاكير” عندما يريد أن يتخذ أي قرار بشأن “أبيي” يتشاور فيه مع الرئيس “عمر البشير”، وكونه يمنح موظفاً عطلة أو ترقية فهذه مسئوليته.
{ وهل يمكن أن يقرأ ذلك بأنه إقصاء ناعم لأبناء “أبيي” من المعادلة الداخلية في دولة الجنوب بعد التغييرات الأخيرة؟
-هذه مسألة داخلية ونحن نتمنى لجنوب السودان الاستقرار والطمأنينة، ونحن في الحدود نريد أن يكون جنوب السودان أكثر استقراراً ونهنئهم كذلك بحكومتهم الجديدة.
{ والى أي مدىً يمكن أن تؤثر تصريحات الجنوب حول إجراء استفتاء “أبيي” في أكتوبر على علاقة الدولتين رسمياً، وعلى علاقة المجتمعات المحلية على الأرض؟
-يا أخي أنا قلت لك إن قرار استفتاء “أبيي” لا يستند على اتفاقية معنا.
{ مقاطعة: لكن الجنوب يتحدث عن إجراء استفتاء في أكتوبر؟
-معليش دعهم يتحدثوا، ودولة السودان تحترم المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات، وبالتالي لا توجد اتفاقية أمامنا تنص على أن استفتاء في “أبيي” سيقام في أكتوبر، وحتى الآن لم أسمع بتكوين مفوضية استفتاء “أبيي” التي أجيزت بواسطة البرلمان السوداني الذي كانت تشارك فيه الحركة الشعبية.
{ وفي تقييمكم للواقع الموجود كيف تقرأ علاقة المجتمعات المحلية في ظل غياب المؤسسات الإدارية والأمنية؟
-نحن ندعو ونظل ندعو للتعايش السلمي ولا بديل للتعايش السلمي إلا التعايش، لأن ذلك هو مرجعية تلك المنطقة لتعيش في سلام ووئام، وحتى لو هناك أخذ رأي أو تقرير مصير، يجب أن يتم في ظروف عادية وليس في ظروف استثنائية مثل هذه.
{ وهل من إجراءات محددة يمكن أن تتخذها الحكومة السودانية في الأيام المقبلة بشأن “أبيي”؟
– ماذا تقصد بالإجراءات؟
{ استفسارات عن تصريحات قادة دولة جنوب السودان أو إحاطة الوساطة والمجتمع الدولي بموقف الحكومة من ذلك؟
-حتى الآن لم تصلنا مكاتبات رسمية بموقف دولة جنوب السودان حول “أبيي”، ودائماً تأتي المكاتبات الرسمية عبر رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، وحتى الآن لم يصلني إخطار بهذا.
{ هل يعني ذلك أن حديث قادة دولة جنوب السودان عن تحديد أكتوبر موعداً لاستفتاء “أبيي” يعتبر سياسياً؟
-هذه تعبئة لمواطني دينكا نقوك، ولكني أنصح الأخوة القائمين على هذه التعبئة وأنصح النشطاء القائمين على تلك التعبئة بالتهدئة، بانتهاج منهج آخر يصب في اتجاه التعايش السلمي حتى أننا نكون المؤسسات وننفذ البرتوكولات بصورة حضارية لا تسبب للبلدين إزعاجاً أو إرباك أمني.
{ وما الغرض من تلك التعبئة في تقديركم؟
-الغرض هو تعبئة المواطنين بأنهم خلف تنفيذ البرتوكولات والاتفاقيات ولكن من الخطأ أن تعبئ مواطناً بالخطأ، ويجب تعبئة المواطنين بالمسائل الصحيحة وبالإجراءات الصحيحة.
{ بحسب حديثك حتى الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين لا جدوى منها أو هي غير منفذة على أرض الواقع؟
-يجب أن نسعى لتنفيذها.
{ كيف ذلك؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تنفذ تلك البرتوكولات والجنوب متمسك بالاستفتاء في أكتوبر؟
-أنا لا أقول إن الجنوب متمسك بالاستفتاء في أكتوبر، وإنما هنالك ناشطون من أبناء “أبيي”.
{ هؤلاء الناشطون هل يصل تأثيرهم حتى الرئاسة في جنوب السودان؟
-الرئاسة في الجنوب لديها أسلوبها في التعامل والتفاهم معهم وهذه مسائل داخلية، وفي اعتقادنا هذه تعبئة يقودها ناشطون يريدون أن يرفعوا السقف.
{ وكيف تنظرون للسقف من جانبكم؟
-نحن كمواطنين لمنطقة “أبيي” من المسيرية أو كسودانيين حسب نص البرتوكول، نعتقد أن هذا الاستفتاء ومنطقة “أبيي” منطقة لكل السودانيين وليس للمسيرية. والمطلوب من الدولة أن تنفذ اتفاقياتها ومعاهداتها حسب ما جاء في البرتوكولات والاتفاقيات الموقعة.
{ وكيف تنظرون لذات السقف كمسئولين عن لجنة الإشراف الحكومي على منطقة “أبيي”؟
-ننظر لأننا لابد أن نجلس كلجنة إشراف من الجانبين، ونتفق على تكوين المؤسسات، وتشكل المؤسسات والحكومة والبرلمان والشرطة والخدمة المدنية التي تقدم الخدمات لكل المواطنين، ومن بعدها ننتقل للإجراءات الأخرى.
{ المسيرية وبعض المواطنين السودانيين في “أبيي” تعالت أصواتهم التي تقول إن الحكومة السودانية ولجنة الإشراف في ظل الأوضاع الحالية ستفرط في منطقة “أبيي” التي تدور المخاوف من ذهابها جنوباً؟
-هذا رأي غير صحيح، والحكومة حريصة على “أبيي” لأنها جزء من التراب السوداني، وكل المواطنين السودانيين حريصون على “أبيي” لأنها جزء من التراب السوداني.
{ وكيف يمكن المحافظة على “أبيي” ضمن التراب السوداني في ظل الواقع الحالي؟
-الواقع الحالي يجب على السلطات العليا في الوضع النهائي لأبيي أن يتم التفاهم فيه برؤية مع الطرف الآخر، بين الرئيسين، وأن يتفاهما بحكمة حتى يتوصلا لحل نهائي.
{ لكن هناك رأي معلن من الجنوب ويتكرر كل فترة متمسكاً باستفتاء لأبيي في أكتوبر، وذلك يجعل السودانيين ومواطني أبيي محقين في استفساراتهم ومخاوفهم؟
-أبداً ومهما فعل هؤلاء الإخوان من تعبئة، ومهما تحركوا هم متأكدون أن ذلك الإجراء لن يتم من طرف واحد، وهم متأكدون أن هناك مواطنين في طرف آخر داخل السودان في منطقة أبيي من المسيرية ومن المواطنين الآخرين ولديهم أكثر من ثلاثين قرية ولا يمكن أن يقرر في مصيرهم طرف واحد جنوب البحر.
{ هذا الطرف يصر ويتمسك برأيه وموقفه. ماذا يمكن أن يحدث؟
-إعمال الوثائق والمواثيق الدولية ونحن نصر على تنفيذ المواثيق الدولية الموقعة بين الدولتين.
{ وإذا لم يتم تنفيذها؟
-لابد أن يتم ذلك.
{ الجنوب الآن خطا خطوات عملية وحدد الموعد وخاطب مواطنيه وطالبهم بالاستعداد ومنحهم عطلة رسمية. وهذه إجراءات عملية. ماذا أنتم فاعلون؟
-أنا أقول لك إن هذه إجراءات غير قانونية.
{ وكيف يمكن أن يحمي القانون مع دولة جنوب السودان؟
– هذه إجراءات غير قانونية، وعندما تريد أن تقيم استفتاء يجب أن يكون وفق قانون وإجراءات، وما تم فيه إجراءات غير قانونية، وهي عبارة عن مجرد تعبئة، والتعبئة ليست قانوناً، ونحن لدينا قانون استفتاء منطقة “أبيي” ونحن متمسكون به، ومتمسكون بتكوين المؤسسات المدنية.
{ الجنوب يقول إن حديثه لمواطنيه هو ذات لغته التي يتحدث بها معكم في الغرف المغلقة والاجتماعات؟
-ونحن نقول لن يتم الاستفتاء إلا وفق القانون.
{ هناك حادثة مقتل الناظر “كوال دينق مجوك” وتشكلت لها لجان تحقيق وطنية ودولية. أين وصلت تلك اللجان؟
-مقتل الناظر “كوال دينق مجوك” مسألة محزنة ومؤلمة لي على المستوى الشخصي ولكل المسيرية وكل السودان، فكوال دينق مجوك ما زال سودانياً وهو مسيري من أبناء المنطقة وله مساهماته، ونحن في المسيرية نفتكر أننا فقدنا قيادة عظيمة جلست في النظارة أكثر من أربعين عاماً، ظل خلالها يجوب فرقان وقرى المسيرية ولم يمسه شر أبداً طيلة تلك الفترة.
{ ولماذا مسه شر في هذه المرة؟
-قبل ثلاثة أيام جلست معي لجنة التحقيق الدولية في مقتل الناظر “كوال دينق مجوك”، وحرصت على عدم الحديث طيلة الفترة الماضية، لأننا جميعاً نبحث عن اليد الشريرة التي قامت بتلك الفعلة المقصود منها خلق تباعد بين المسيرية والدينكا، وبين السودان ودولة جنوب السودان.
{ وهل توصلتم لتحديد تلك اليد الشريرة؟
-هذه مسئولية لجنة التحقيق الدولية، وأنا جلست معها وأبديت..
{ مقاطعة: وما هي طبيعة النقاش والاستفسارات بينكم ولجنة التحقيق الدولية؟
-كنا معاً في “أبيي” حتى الثالث من مايو واغتيل بعدها بيوم، وكان آخر من ودعنا في الطائرة عصراً، وكان اجتماعنا ناجحاً، واتفقنا على إقامة مؤتمر بعد أسبوعين لتسوية المشاكل التي حدثت في المنطقة، سواء كان قتل الثلاثة أشخاص أو نهب الماشية، واتفقنا على مؤتمر يجتمع الإدارة الأهلية من الطرفين لتسوية تلك المسألة، ولكن للأسف تم اغتياله بعدها بيوم، ونحن لم تكن لدينا أي معلومة أو معرفة عن ذلك التحرك أو تلك المأمورية التي ذهبت به إلى الفرقان خارج منطقة “أبيي”.
{ وما هي طبيعة المناقشات بينكم ولجنة التحقيق الدولية؟
– قمنا بتوفير كل المستندات للجنة التحقيق وما هي أسباب الدعوة والقرارات التي اتخذناها والقرارات السابقة للجنة الإشراف وطبيعة عملها، وهذه هي استفسارات لجنة التحقيق ونحن وفرنا لها كل المستندات.
{ وأين كان لقاؤكم معها؟
-كان في مقر لجنة إشرافية “أبيي” في الخرطوم في شارع (53).
{ وما طبيعة تشكيل لجنة التحقيق الدولية؟
-تتشكل من قاضٍ كبير من دولة “موريشوص” ومن “نيجيريا” وممثل فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و(الإيقاد)، وبها ممثلان من دولة من السودان وممثلان من جنوب السودان.
{ وإلى أين وصلت تلك اللجنة في عملها؟
-قابلت لجنة إشراف “أبيي” في جانب السودان وقابلت وزارة العدل السودانية والخارجية وجهاز الأمن والمخابرات، ووزارة الدفاع والاستخبارات العسكرية، وبعد ذلك تحركت اللجنة إلى “جوبا” وسوف تذهب إلى أبيي وسوف تذهب إلى المجلد.
{ وما هي كلمتك الأخيرة في هذا الحوار؟
-رسالتي الأخيرة أوجهها لدولة جنوب السودان وأطالبها بالالتزام بالقانون والبرتوكولات والمعاهدات والاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، وأن استفتاء “أبيي” نص عليه قانون، واتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية هي وثيقة ومعاهدة دولية يجب أن نتمسك بها، ووصيتي أننا نتمسك بالمعاهدات والاتفاقيات التي وقعناها كدولتين أو كحكومة سودانية وحركة شعبية في جنوب السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية