حوارات

أمين المكتب السياسي بالحزب الناصري الموحد الأستاذ "ساطع الحاج" في محكمة (المجهر):«3-3»

ربما يثير اندهاش الكثيرين قيام حزب ذي لافتة ديمقراطية بمساندة وتأييد مؤسسة عسكرية في الإطاحة بالديمقراطية، مثلما ساندت أحزاب تبشر بالديمقراطية – في مصر والسودان – منها الحزب الناصري الموحد، خطوة الإطاحة بالرئيس “مرسي” في مصر وما تلاها من إجراءات تعسفية دموية.
اللبنة الأساسية التي بنى عليها المؤيدون للإطاحة بـ”مرسي” مرافعاتهم هي ما راج عن تقارير نُسبت لـ(قوقل) تقول إن حسابات دقيقة أجراها (قوقل إيرث) أكدت أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون برحيل “مرسي” يبلغ أكثر من (30) مليون متظاهر، أي يشكلون حوالي ثلث الشعب المصري، ما يضفي صفة الشرعية الثورية على ما حدث!!.
غير أن (قوقل) عبر بيان أصدرته ونشرته قناة الجزيرة، تبرأ من هذه التقارير والتقديرات المنسوبة إليه، وقال إنها غير صحيحة ومحض أوهام.. ما أصاب اللبنة الأولى للمرافعات بالتصدع والانهيار.
حول أحداث أو انقلاب 3 يوليو وتداعياتها، (المجهر السياسي) حاورت الأستاذ “ساطع أحمد الحاج” أمين الأمانة السياسية بالحزب الناصري الموحد.. فإلى مضابط الحوار.

} هل من غضاضة في أن في استعانة جهة بالجيش في تغيير النظام على نحو ما حدث في مصر؟
– لا( ما بنتعاون مع الجيش.. ما بنتعامل مع الجيش في إزالة النظام – يا سيدتي الحكم غير الديمقراطي تسقطه الإرادة الشعبية ولا يسقطه الجيش.
} (واشمعنى) في مصر تعاون حزبكم مع الجيش)؟
– الذي حدث في مصر أنه الـ(30) مليون الذين خرجوا.. الإرادة الشعبية التي خرجت.
} مقاطعة: هم ليسوا (30) مليوناً.
– كويس _ Ok – (عشان نحن ما نتغالط في الأرقام)، ما حدث أن الجيش في مصر أكد على الإرادة الشعبية، حمى الإرادة الشعبية، وهذا حق من حقوقه.. الجيش هذا هو ليس معزولاً في جبل أُحد يا “سوسن”، الجيش جزء من آليات الشعب، والشعب استخدمها في هذه اللحظة ليحمي مقدراته، لم يحدث انقلاب، ولا يوجد هناك مجلس عسكري يحكم مصر الآن.. (وعشان ما نقعد نقول انقلاب.. انقلاب.. انقلاب أنا أسألك سؤالاً، وسوف أجيب عليه: هل الآن مصر تحكم بواسطة مجلس عسكري وبواسطة القيادة العامة للجيش؟.. لا.. مصر الآن تحكم بواسطة مؤسسات دستورية منصوص عليها في الدستور بواسطة رئيس مُنتَـ…
} أي دستور؟
– الدستور الساري.
} الدستور الذي أجيز في فترة حكم “مرسي”؟
– نعم الدستور الساري.. في هذا الدستور تم اختيار رئيس المحكمة الدستورية واختيار رئيس مجلس وزراء الدولة.. إذن هناك مؤسسة سياسية الآن تدير الدولة وفقاً لقواعد دستورية.
} يعني الدستور الذي أجيز في فترة “مرسي” لم يتم تعطيله؟
– أنا لا أذكر أنه صدر قرار بتعطيل الدستور.. ربما.. لكن أنا أقول إن حالة الطوارئ الآن جزء من الدستور.. حالة الطوارئ أعلنتها مؤسسة مدنية في مصر.. فلذلك (حقو ما نجري وراء شعارات انقلاب.. انقلاب.. انقلاب). لا يمكن أن نسميه انقلاباً لأن الجيش نفذ الإرادة الشعبية.
} نحن لا يمكن أن نتفق على أن الجيش نفذ الإرادة الشعبية، ما لم نثبت أن الذين احتشدوا بلغ عددهم كل هذه الملايين المزعومة؟
– حقيقة نعم، أنا أتفق معك، لكن المسألة تخضع لمغالطات من الأفضل ألا نخوض فيها.
لكن عندما خرجت مصر كلها في تقديري وطالبت الرئيس “مرسي” بالنزول احتشدت يوم 30 ويوم (1 ويوم 2 ويوم 3) ملايين الملايين، ولا يمكن أن نقلل ونقول هناك (4) ملايين في مصر كلها.. أعتقد أن هذه أرقام غير منطقية أصلاً، والقصة ليست قصة مساحة في ميدان فقط.. انظري إلى الشوارع في كل أنحاء مصر.. أنا لا أنظر إلى المساحة فقط.. الحياة في مصر توقفت في ذلك اليوم.. عندما اكتشف أن السكة الحديد كلها مثلاً توقفت، أنا أعرف عدد الناس المشاركين، كان هناك شبه عصيان مدني نتيجة للتظاهر.. فلا تقولي لي (أنا عندي مساحة 50 متر بشيل كم زول) هذا معيار خاطئ.. أنظري إلى دولاب الدولة في ذلك اليوم ماذا حدث فيه.. توقفت الحياة في مصر في ذلك اليوم، لأن معظم الذين يديرون عجلة الحياة اشتركوا في حشود ضرورة التغيير.
} أستاذ “ساطع” ألا تشعر أن أصابع الدولة العميقة تعبث هناك في الساحة السياسية؟
– طبعاً لا أستبعد.. عموماً شوفي.. أصابع الدولة العميقة (تكون موجودة) لأن دولة “حسني مبارك” التي حكمت (30) سنة ليس من السهولة استئصالها واستئصال آثارها بهذه البساطة.
} أصابع الدولة العميقة في داخل المؤسسة العسكرية؟
– المؤسسة العسكرية لا غبار عليها، أنا شخصياً أثق في المؤسسة العسكرية، الجيش المصري لا غبار عليه، لكن الأصابع العميقة للدولة موجودة في مناطق أخرى، وأعتقد أنه يمكن أن يكون لها دور في ما يجري.
} قراءتك للموقف الأمريكي حيال ما يحدث؟
– أمريكا منذ عهد “عبد الناصر” وحتى الآن تصطاد في المياه العكرة وفقاً لمصالحها.. الآن أمريكا تحاول أن لا تحدث تهدئة للأمور، وتحاول أن تعمل على إشعال الأمور، كما فعلت.. في كثير من الأزمات.. والمنعطفات التي مرت بها مصر.
– أمريكا تلعب دوراً ثابتاً لأجل إضعاف الرقم المصري في المنطقة.. نحن لا نثق في الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لا تتحرك بحسن نية.. والآن ما حدث في مصر من ثورة شعبية عامة أسقطت نظاماً متحالفاً دائماً مع القوى الإمبريالية، شكّل خطراً حقيقياً على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مصالحها في المنطقة، حقيقة انتفاضة الشعب المصري وإسقاط “مرسي” هو خروج واضح من العباءة الأمريكية.
} أنا أخشى أن يكون ذلك دخولاً حقيقياً في العباءة الأمريكية؟
– لا.. لا.. أبداً.. هو خروج من العباءة الأمريكية، وليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية الآن بأي حال من الأحوال استقرار الأحوال على هذا المنوال، ولذلك هي تدعم الإخوان لأن هذا هو التيار الذي تستطيع هي أن تتحالف معه دائماً والذي يحقق لها مصالحها في المنطقة.
} أستاذ “ساطع” هناك سؤال طرحته عليك لكن إجابتك لم تكن واضحة؟
– ما هو؟
} أنتم الآن تسعون إلى تغيير النظام بالسودان هل يمكن أن تستنفروا بالجيش لتحقيق هذا الهدف؟
– لن نتعاون معه.. أنا قلت لك إن الجيش هو آلية من آليات الشعب المصري.. الشعب المصري هو الذي استخدم هذه الآلية يعني الجيش لم يتحرك من تلقاء نفسه.. الشعب المصري هو الذي طلب منه ذلك، هو الذي استعمل هذه الآلية.
} من ناحية المبدأ، إذا كان هناك جيش ذو عقيدة قومية، هل كنتم ستتعاونون معه لإسقاط النظام؟
– نحن في التحالف سنسعى لإسقاط هذا النظام شعبياً بالإرادة الشعبية وليس بالجيش..
} إذن ستتعاونون معه لإسقاط النظام إن كان كذلك؟
– شوفي.. النظام إذا سقط يسقط بالإرادة الشعبية.. لا يسقط بدبابة.
} أنت قلت إن الجيش آلية من آليات الشعب؟
– أصلاً بالجيش ما بنسقطه ما بنسقطه بالدبابات.
} لماذا طالما هذه آلية من آليات الشعب.. كما تقول؟
– (ما حا أطلب من الجيش يطلع لينا دبابات عشان يسقط النظام ونحن قاعدين في بيوتنا).
} لماذا؟
– أنتِ لم تفهميني بشكل صحيح.. أنا قلت لك إن كل الذي حدث في مصر أنه – عندما خرج الـ(30) مليون – وأنت لا تتفقين معي حولها – حينما حدث ذلك، الجيش حمى الإرادة الشعبية، والدبابات الحقيقية كانت هي الشعب المصري.. “السيسي” عندما خرج وتلا بيانه أصلاً لم تكن هناك دبابة في الشارع.. كانت الدبابات التي استند عليها هي إرادة الشعب المصري إرادة الثلاثين مليون.. إرادة العشرين مليون.. إرادة الـ(4) ملايين أياً كان عددهم.
} المستقبل هناك كيف تراه، وعلى ماذا ستستقر الأوضاع هناك في تقديرك؟
– كل القوى السياسية – بما فيهم الإخوان المسلمون – كي ما يفتحوا طريقاً لمصر نحو المستقبل، يجب أن يجلسوا للحوار.. فلا يمكن حل المشكلات بلا حوار.. ولا يمكن تحديد طريقة الحل بلا حوار، ولا يمكن أن تحدد آليات الحل بلا حوار.
اعتقد أن الأمور سوف تنجلي لصالح الديمقراطية ولصالح الشعب المصري.
} أستاذ “ساطع” ماذا لو جرت انتخابات في مصر.. وجاء رئيس لمصر بصناديق الاقتراع وخرجت مجموعة أو حشود قالت لا نريده.. هل سيتكرر نفس السيناريو الحادث الآن؟
– يا أختي “ديغول” الذي حرر الشعب في فرنسا من النازي “هتلر”، خرج الشعب وقال لا نريده.
} خرج الشعب أم خرجت مجموعة؟
– خرج الطلاب فقط! وقالوا لا نريد “ديغول”.
} ديمقراطية هذه أم فوضى؟
– الحاكم أصلاً – هو ماذا؟ الحاكم مجرد خادم لشعبه.. مجرد خادم.. عنده وظيفة محددة يكلفه شعبه بها ويقوم بأدائها خلال مدة محددة، وبعد انقضاء المدة يذهب ويأتي آخر، فإذا كان الشعب لا يريده ما الذي يمنع ذهابه؟ هذا هو مفهوم الحاكم، ولكن مفهوم الإخوان للحاكم أنه خليفة الله في الأرض، وأن الرئيس سيظل خليفة إلى أن يموت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية