أخيره

سقوط أقنعة الـخطوبة .. (أهو ده العذاب اتحملوا)!!

بدأت (س.م) حكايتها لنا وعيناها تمتلئان بالدموع، وهي تسرد كيف أن خطيبها وقريبها في الوقت نفسه قد لبس لها مسوح الرهبان أثناء فترة الخطوبة التي امتدت ثلاث سنوات سوياً، وكيف كان ينمق لها الحديث ويرويها من صافي القول ومعسول الكلام، قبل أن يتحول كل ذلك إلى سم زعاف وسوء تعامل بعد الزواج وعبرت عن ذلك بقولها:
(والله الزول ده زي التقول كان لابس ليهو قناع وقلعوا)!!
أما (ع. ك) الذي يعمل في مهنة مرموقة، فحدثنا بأنه ألقى يمين الطلاق على زوجته بعد أقل من ستة أشهر من الزواج بعد أن أصبح العيش بينهما مستحيلاً؛ والسبب في رأيه يعود للتغير الكبير في شخصية خطيبته بعد الزواج، حيث كانت أثناء فترة الخطبة تبدو له في صورة الزاهدة في كل شيء، وتقوم بإرجاع الهدايا التي يحضرها لها بعذر أنها غالية و(مافي داعي للبوبار ده)!! كما كانت كثيرة الاهتمام به وبتفاصيل حياته اليومية ولم يحدث أن قامت بإغضابه أثناء الخطوبة الممتدة لعامين حسوماً، ولكنها قلبت له ظهر المجن وأصبحت كثيرة الطلبات وغير مبالية، كما كثر شجاره معها بسبب تصرفاتها غير المقبولة والمنافية لكل ما رسخ في ذهنه عنها في (أيام صفانا)، وذلك قبل أن يطلق رصاصة الرحمة ويبحث عن أخرى دون قناع إن وجدت ولا يزال البحث جارياً!!
{ هسّي أقول شنو؟!
وتتواصل الحكايات والروايات مع المهندسة (ل.ح) التي تنتمي لأسرة أم درمانية شهيرة، وكيف أنها تعاني الأمرين بعد أن كافحت ونافحت عن خطيبها ذي الدخل المحدود وخافت الصيت إلى أن أقنعت أهلها على مضض بالموافقة عليه بسبب إعجابها بأخلاقه- على حد زعمها.
وتنهدت (ل.ح) قبل أن تواصل سردها لمأساتها بعد شهرين من الزواج الميمون، حيث أصبح يحضر إلى الشقة خاصتها وهو مخمور في ساعات الصباح الأولى، كما كان يصطحب معه أحياناً شباب وشابات من نفس الشاكلة، وعندما اعترضت على ذلك وذكرته بالزمن الجميل ووعوده لها بالسعادة، استشاط غضباً وقام بسبها بأقذع الألفاظ ونابئ العبارات، قبل أن يوسعها ضرباً كاد يودي بحياتها لولا تدخل الجيران وفارقتنا وهي تهمهم:
(هسي أقول لأهلي شنو بس بعد ما خسرتهم كلهم عشانو.. والله كان زول مهذب خلاص لدرجة بعيدة وما في يوم شفت سيجارة بس في إيده)!!
{ سبب (الانقلاب)!!
الأسباب النفسية التي تدفع الخطيب أوالخطيبة للتجمل وإبداء العديد من الصفات غير الحقيقية ومحاولة التجمل وإظهار خلاف ما يبطنون فعلاً هي في مجملها أسباب عديدة ومتشعبة، فيكون الخوف من فقدان الشريك عند المصارحة بحقيقة الخطيب هو أول الأسباب، وغالباً ما تكون تلك المصارحة مرة وقاسية، وتجعل الخطيب يفر بجلده عند سماعها ولذا يحرص الخطاب على السكوت، والعاقل من اتعظ بغيره!!
وكذلك نجد ضعف الشخصية، والخوف من المجهول، وعدم القدرة على المواجهة والمصارحة، وفقدان الثقة بالنفس، وكلها تدفع بالشريك (الكضاب) إلى الاستمرار في اللعبة إلى حين الزواج، وبعدها تظهر الحقيقة، ولكن بعد (ما فات الأوان).
وعلى صعيد متصل، تبرز الرؤية المثالية لأحد الشريكين في فارس الأحلام أو أميرته – حسب الحال – إلى جعل الطرف الآخر يتمظهر بكل الصفات التي ذكرها الطرف الآخر؛ إرضاءً له ووصولاً للمبتغى، مما يمكن ان نطلق عليها ظاهرة (قدِّر ظروفك) في الخطوبة وبعد العرس الله كريم!!
أما الإيحاء والرغبة في إبهار الطرف الآخر ومحاولة إدهاشه كذباً وزوراً والتأثير على قراراته من أجل تسهيل الارتباط به عملاً بقول (أبوي ما تقول ليهو لا).. فبعدها يتبدل القول إلى (أبوي طلقني من الزول ده)!!
ونجد أن أصحاب الشخصيات المضطربة و(السايكوباتية) والسلوك المنحرف والمحتالين يحتلون جانباً مقدراً من هذه الفئة، فاحذروهم.
وأما كيف يمكن معرفة أن الخطيب يكذب ويتجمل، فهذا سيكون موضوع المقبل، به عشرة إرشادات تكشف هذه الفئة قبل (الفاس ما يقع في الراس).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية