السيول تدمر مناطق واسعة بشرق النيل و (24) الف اسرة بالخرطوم تضررت ضررا كاملا وجزئيا
كشفت جولة ميدانية لـ (المجهر) في مناطق الكرياب – حي المصطفى – العيلفون – الزرياب) بمحلية شرق النيل عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للإهالي هناك خاصة بعد أمطار ليلة (الجمعة)، فالصورة تحكي عن واقع الحال هناك، وآلاف المنازل تسببت الأمطار الأخيرة في هدمها رغم بنائها القوي، وكذا الحال فإن وسط الخرطوم وتحديداً منطقة السجانة والديوم الشرقية وقعت الأضرار رغم انسيابية المصارف.
أكثر من 1200 متطوع في مبادرة) نفير) التي لم يتجاوز عمرها (8) أيام كانوا في قلب المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار، يقومون بواجبهم من منطلق التكافل، لم ينتظروا النداء للإغاثة ولكنهم نفخوا الحياة في مؤسسات المجتمع وأهل الخير، من جميع الأعمار والتخصصات العلمية والفئات وقطاعات الشعب السوداني، لكن غالبهم من الشباب والشابات. الحكومة في قفص الاتهام من قبل المعارضة التي حذرتها من الكارثة القادمة نتيجة الآثار السالبة للسيول، و يوم أمس ناشد وزير الداخلية” إبراهيم محمود حامد ” رئيس المجلس القومي للدفاع المدني كافة قطاعات المجتمع السوداني بأن يهبوا لمساعدة المتضررين من السيول والأمطار التي شهدتها البلاد الأيام الماضية ، مطالبا ميسوري الحال بتقديم التبرعات لإيواء وإعانة المتضررين .
وقال إن أكثر الولايات تضررا ًهي ولاية الخرطوم تليها ولاية الجزيرة ، وأضاف أن الإجتماع اليوم إنعقد بين اللجنة العليا للعون الإنساني برئاسة النائب الأول والمجلس القومي للدفاع المدني لمعالجة الأوضاع الناجمة عن السيول والأمطار التي تضررت منها مناطق كثيرة خصوصا في ولايتي الخرطوم والجزيرة . وزاد أن كثيراً من الأسر السودانية تضررت حيث بلغ حجم المتضررين بولاية الخرطوم (( 11 ألف أسرة تضررت ضررا كاملاً و (13) ألف أسرة ضررا جزئياً، مشيرا إلى أن معظم ولايات السودان تأثرت .
وأوضح رئيس المجلس القومي للدفاع المدني أن الإجتماع خرج بتوجيه لوزير المالية بتوفير مبلغ(25) مليون جنيه لتوفير مواد الإيواء والإحتياجات الأخرى، مشيرا إلى الحصول على إلتزامات من منظمات الأمم المتحدة ومنظمات عالمية بتقديم العون . وأوضح وزير الداخلية أن توقعات الإرصاد الجوي تشير إلى أن الأمطار ستستمر خلال الأيام القادمة، داعيا إلى تكثيف الجهود لمجابهة الأضرار. وألمح سيادته إلى تحركات سيجريها وزير الخارجية لإستقطاب الدعم من الدول الشقيقة والصديقة ، مؤكدا على أهمية تقديم الدعم من السودانيين لإخوانهم المتضررين. وأضاف” إبراهيم محمود” أن الحكومة ملتزمة بتقديم الحد الأدنى من المساعدات في الوقت الراهن وستسعى لتوفير مساعدات أكثر لمجابهة تحديات الأيام القادمة.
المعارضة تحذر من كارثة
في المركز العام للمؤتمر الشعبي قالت الأحزاب السياسية المعارضة المنضوية تحت تحالف قوى الإجماع الوطني كلمتها عبر مؤتمر صحفي أمس الأحد، قال المحامي “ساطع الحاج :” هذا العيد جاء بطعم مختلف به مرارة نتيجة لماحدث من كوارث وكارثة طبيعية أدت في النهاية إلى تشريد الآلاف من المواطنين في مناطق مختلفة من بلادنا.” وأضاف “ساطع” بالقول :” ولذلك فإن تحالف قوى الإجماع الوطني وعبر التصاقه الكامل بقضايا شعبنا ماكان له أبدا أن يكون بعيداً عن ماحدث، ولذلك تشكل وفد على أعلى مستوى من الأحزاب ، وقام بطواف ميداني على مناطق شرق النيل من حي المصطفى والكرياب و طيبة الكبابيش والعلوجاب ومرابيع الشريف وسوبا شرق، ولاحظ هذا الوفد الذي اجتمع بالعديد من المواطنين بالغياب الحكومي التام، والمئات من المواطنين وجدناهم يفترشون العراء ويلتحفون السماء، والوضع في تقديري ينذر بكارثة صحية وغذائية والوضع في غاية الخطورة.” وأعلن “ساطع الحاج” عن تشكيل غرفة عمليات وفتح جميع دور الأحزاب للمتأثرين.
من جانبه دعا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” الحكومة إلى تقديم استقالتها وذكر أنها ليس لديها استعداد لمعالجة الأخطاء ، وأضاف بالقول:” المأساة ليست في شرق النيل لوحدها وإنما في مناطق مختلفة من السودان منها ولايات نهر النيل والنيل الأبيض والجزيرة ومن دارفور.”
شباب النفير….خلية نحل في شارع (37) العمارات:
في شارع (37) العمارات بالخرطوم، بالقرب من مستشفى الأطباء بشارع المطار، لايكاد الطريق يخلو من المارة أو السيارات التي تحمل المتطوعين والمواد الغذائية والمشمعات والملابس وسترات النجاة وزوارق مطاطية ومعدات هندسية، شباب وشابات تبدو عليهم الهمة والعزيمة والأمل وملامح التغيير، خلية نحل من دون ملك أو سلطان أو وزير أو معتمد، يستخدمون التقنية الحديثة في جلب المعلومات عن المتضررين والتدقيق للبيانات التي تردهم من قسم الشكاوي عبر الرقمين ( 0123 123589 – 0998738652) ويتم تحويلها إلى قسم تقنية المعلومات لتحليها وإرسال فرق المسح الميداني للتأكد من المعلومات، وتستقبل مبادرة نفير تبرعاتكم المالية على الرقم 0918660866. يقول أحد المتحدثين باسم المبادرة “محمد حمد” للصحفيين أمس الأحد) نفير هي مبادرة شبابية تكونت بعد هطول الأمطار وعمرها 8 أيام – تكونت في 3 أغسطس – ولديها لجان لتقييم الوضع الهندسي والطبي بالإضافة إلى الأتيام الميدانية للعمل، ونحن في المرحلة الأولى نستقبل بلاغات بواسطة الهاتف وهو يعمل خلال 24 ساعة ،وقمنا بنشره في مواقع التواصل الاجتماعي، ونستقبل البلاغات من الأماكن المتضررة ونقوم بإدخال البيانات في الحاسوب وتقوم فرق عمل ميداني بالحصر والمسح وتقييم الوضع وتقدم إحصاءات كاملة لتقديم الاحتياجات للمتضررين.) وأضاف:” تعرفنا على المناطق المتأثرة في محليات أمبدة وكرري وشرق النيل ، ومنها الفتح والعامرية و الهشابة وتأثير خفيف في الدروشاب ، ويبلغ عدد المنازل المتضررة 14.517 ألف منزل في ولاية الخرطوم ،وهذا الرقم قابل للزيادة بشكل كبير بسبب عدم تصريف المياه وتجمعها ونحن كنا نغطي حاجة 8% من المتضررين ولكن حدثت قفزة في أعداد المتضررين وصرنا نغطي 4% من احتياجات المتضررين على الرغم من أن الدعم جاءنا متزايداً، وبلغ عدد المتضررين 72.585 ألف متضرر وتشمل احتياجات المتضررين العاجلة مياه شرب نقية وخيم وأطعمة معدة ومعلبة ولبن الأطفال و لبن بدرة مجفف، ومعظم الناس يحتاجون إلى مراتب وأغطية وجركانات وأداوت طبخ ولمبات قابلة لإعادة الشحن بالإضافة إلى سترات نجاة مضيئة وعربات دفع رباعي.)
وزاد:( هنالك حاجات مستمرة مثل الطعام، وستظهر حاجات أخرى لأن هنالك مشاكل صرف صحي ستظهر في الأيام القادمة واللجنة الهندسية الآن تدرس في وضع مراحيض مؤقتة لكي لاتحدث مشاكل تلوث بيئي والعمل القادم كله سيكون على عاتق اللجنة الطبية لتوفير الأدوية.) وأشار محمد إلى أنهم يقومون بنشر التقارير المالية يوميا ًعلى صفحتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مبدأ الشفافية. ويقول” سامي صلاح” متحدث آخر من مبادرة نفير إلى أنهم يعملون بمبدأ النفير وليست لديهم مكاتب تنظيمية وأضاف:( نحن اي مبادرات من جميع الجهات نستقبلها، واللجنة المالية لديها نظام كامل تبدأ من ايصال الاستلام ونقوم بنشرها.) وأشار إلى أنهم لم تعترضهم أي مشاكل من قبل السلطات في عملهم.
و تعتزم سلطات ولاية الجزيرة إجلاء سكان القرية (38) بمحلية أم القرى بعد أن شردتهم السيول ومياه الأمطار التي غمرت منازلهم بالكامل. وباشرت الأجهزة الفنية والهندسية، عمليات المسح الميداني والتخطيط للموقع المحدد، تمهيداً لنقل الأسر المتضررة. وسيتم نقل المتضررين في خيام بمواقع مؤقتة، مع تأمين كافة الخدمات الأساسية لهم في الموقع الجديد. وتجيء هذه الخطوة في أعقاب زيارة قام بها والي الجزيرة “الزبير بشير طه”، ومعتمد محلية أم القرى، “أحمد سليمان الشايقي”، على- متن التراكتورات- للقرية (38) ـ أكثر قرى المحلية تضرراً ـ حيث تحاصر المياه أكثر من ثلاثة آلاف نسمة. وكشف معتمد أم القرى، عن تأثر (47) قرية بالمحلية بمعدلات الأمطار العالية التي بلغت في المتوسط 160 ملم، وتسببت في سيول غمرت (15) قرية بالكامل، وأدت لانهيار ألفي منزل، بجانب انهيار العشرات من أنظمة الصرف الصحي. وقال إن المحلية قامت باتخاذ التدابير اللازمة لإسعاف المتضررين وإصحاح البيئة، وتصريف المياه، والتزويد بالخيم، والمشمعات، بجانب إدخال بعض الآليات المساعدة في تقليل تراكم المياه.