أخيره

قصيدة جديدة: بعد الرحيل .. يا "دار السلام"

يا قريبتي..
ويا حبيبتي..
مين يآسيني في مُصابك؟!
ومين يعزيني في مصيبتي؟!
{{
إفتقدتك
وقبل أشهر من رحيلك..
صدفة فاجأك المرض..
غيبك..
وانهدّ حيلك..
يا حليك يمّه.. بالجد..
يا حليلك..
وقفت الغصة في حلوقنا..
والخلوق ندبت رحيلك..
يُمة.. بالجد.. يا حليلك..
{{
من شهور
كان قلتي لينا..
يا وليداتي.. استعدوا!!
نترقب الحيجينا فجأة
واحترنا عاد كيفن نصدّو؟!
وقعدت أحسب في الشهور
والأهل أيضاً بعدو!!
والخبر ما جانا ردّو..
{{
ومرت الأشهر سريع..
ونحن جالسين جنب سريرك..
الله أكبر.. الله أكبر
أذن آذان الصباح..
وده الميعاد ساعة رحيلك
وفتي مننا يا حليلك
يا قريبتي..
يا حبيبتي..
ويا حليلك..
يا حليلك..
{{
والمصاب.. بالحيل.. أذانا
يا حامانا ويا ضرانا..
وللأمان إنسدّ بابنا!!
{{
كنت يا أمي الحبيبة
مبتدانا..
ومنتهانا..
وكل دنيتنا العريضة..
أمنا الناس كان تريدها
وكان تردّد في القصيدة
(أمّي يا دار السلام)
ونحن والأهل المعانا
كم حزنا
وضقنا من مرّ المهانة
وما بحس حجم المصيبة..
إلا زولاً فارق أمّو
بترخص الدنيا وتهون
وما بهمّو بعد ذلك
أي شيء
ما بهمّو!
ومين يموت
ومين يفوت
ما بهمّو!!
المهم جات المنيّة
والرحيل أثر عليّا..
أغلى زول بالنسبة ليّا
أغلى زول في الدنيا ديّه
شال معاهو فرحنا كلو
شال يقيني
وضي عنيّا
وحنضل اللقمة الهنيّة
{{
فتي يا “دار السلام”
وصُمنا عن كل الكلام!!
وشوقنا لي طلة عيونك..
تسوي إيه الدنيا دونك؟!
وديمة سرحان في خيالي
وإنت دايماً جوّه بالي
وكيف بتدّي الناس سلام
وكل سنواتنا الجميلة
تترى لي عند المنام
والشريط يدور ويدور
أستعيد مرات حديثك:
(أوعى تمشي الليل ظلام..
وما تمد يا ولدي إيديك
تأكل اللقمة الحرام!
وأي زول تلقاهو بادر
إنت أديهو السلام)..
إيه يا دار السلام!!
إيه يا دار السلام!!
جبتي من وين ده الكلام؟!
فطرة أداكي الكريم
وميّزك بين الأنام
تدي للناس المعاني السامية
جوّه في نص الكلام
يا حبيبتي..
ويا قريبتي..
تاني وين ألقى السلام؟!
والمعاني الفي الكلام!!
وألقى كيف الانسجام؟!
{{
وهسه!!
كيف حالك هناك؟!
إنت والناس المعاك؟!
وكيف بنحمل يوم براك؟!
{{
مرة في ساعة السحور
حلمت بيك..
كنت بتسوّي الفطور!!
وحلمت بيك
مبخرك فايح عطور
ولو بإيدي
كنت أسكن جنب قبرك
لما تأتيني المنيّة!
وألتقيك يا نور عينيّا
وأحلى زول بالنسبة ليّا
وجنبك الناس الكتار
النساوين والرجال
والكبار وبرضو الصغار
من أهلنا
وفي الجوار
وداك “سليمان” ود حشاكي
شايفو فرحان يوم لقاكي
وخالتي “زينب”
وخالتي “عرفة”
وديك كمان حبوبتي جارتك
وفي الرجال..
جدي وأخوكي
وناس كتار..
{{
وبكره حتماً يوم بجيكي
أمي يا “دار السلام”
أصلي منك..
إنت فيني..
وكلي ليك..
وكلي فيكي..
وهسه مشتاق ومشتهيكي
وبكرة حتماً.. يوم.. أجيكي
بلقى في حضنك أمان
وجنة في قربك ضمان
إنت ينبوع الحنان
أمي يا “دار السلام”!!
{{
واعفي كان قصّرت فيكي
عفوك المأمول بعرفو..
من طفولتي
ومن صبايا
وفي رجولتي
في تفاصيل خاصة بيّا
وخاصة بيكي
جارية في شريان دماي
ونبض قلبي
في رويحتي..
يا حبيبتي
ويا قريبتي
أسأل المولى الكريم
يتوصّى بيك
ويسكنك في الجنة ديكي
وأي زول عزاني فيكي
نحن نديهو السلام
ويستحق الاحترام
والحقيقة الباقية
إنو الموت مقدر للأنام
وأعفي لي ساعة أجيكي
أمي يا “دار السلام”..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية