أخبار

العيد هناك!!

{ غسلنا بعض الأحزان والرهق في رمال كردفان أيام عيد الفطر المبارك.. حيث هفونا إلى ديارنا وهفت إلينا هفو المرضعات على الفطيم.. رغم مشقة السفر في الخريف، لكن يبقى للديار والأهل والصحاب ومراتع الصبا، في النفس ألق وحنين يتدفق مثل فيض حنين شعراء المنحنى في الشمال، قبل أن يجفف الإسفلت و(الموبايل) شعر الشايقية من الوجد والهيام والغرام!!
{ العيد في كردفان، رغم جراحاتها وآلامها والخوف والفزع الذي زرعته الحرب في قلبها، يستمد شيئاً من الماضي الجميل وأمنيات عذاب بأن يبدل الله الحال..
{ في عيد الفطر فقدت كردفان شخصية نادرة مثل “أبو زيد عبد القادر”، ومر عام على رحيل “مكي بلايل”، النجم الذي لم يغب عن الساحة رغم ابتعاده الأبدي..  وذرفنا الدمع الغالي حينما تلوح في الذاكرة صور لأشخاص ورموز وقيادات.. الأمير “عبد الرحمن كمبال” والشيخ “التوم حامد يحيى” والأنصاري الذي تقاصرت خطى الإمام “الصادق” وأبنائه وبناته عن عزاء أسرته المكلومه “حامد داؤود يحيى”.. وغاب عن دنيانا أيام عيد الفطر “محمد التجاني الشايب”، الرمز والإنسان والموقف.. وتلون رمضان في أخرياته بالحزن على استشهاد الدكتور “عباس أقرين”، منسق الدفاع الشعبي في مدينة الدلنج، التي اكتحلت بالحزن واعتصرت الحزن وبضع وخمسين شهيداً زفتهم المدينة في يوم واحد، لتكتب المدينة تاريخاً جديداً في التضحية والبذل والعطاء..
{ ومع الأحزان والأتراح تطل مسارب الفرح  في الأعياد حينما تجتمع شمول الأسر المبعثرة ما بين الداخل والخارج.. ويجلس الناس في (الضرا) يتبادلون الابتسامات والأمنيات.. وقد خرجنا ثالث أيام العيد من مدينة الدبيبات نتحدى الحرب ونقيم رحلة في الموقع الذي تعرض لهجوم من قبل المتمردين في أبريل الماضي.. أدى لإصابة عدد من العاملين في الشركة الصينية، ونهبت سيارات.  كان الحضور في جبل (الفينقر) رموزاً من مثقفي محلية القوز وأعيانها كالدكتور “إسماعيل عبد الله بدر” مدير منظمة (أيادي المسلمين) وإسلام بدر”، ورجال الأعمال السيد “عكاشة” و”محمد مطر” و”حسن بدر” و”ياسر مختار” و”علم الدين”، والمهندس “بازي”، و”حامد عبد الله دفع الله” الذي أكرمنا بلبن الإبل..
{ وفي فضاء (الفينقر) اجتر الجميع ذكريات الأمس وما يلوح في الأفق من بوادر جفاف حقيقي ونقص في الثمرات بعد نقص الأنفس.. وقد جفت الأودية وأمسكت السماء ماءها حتى اليوم.. وبدا فشل الموسم الزراعي كحقيقة.. ورغم (الغيث) الذي هطل في المدن.. وخاصة الخرطوم، إلا أن الجفاف يضرب غرب كردفان وتتضور الحيوانات جوعاً والأرض جرداء والسماء ترعد ولا تمطر..
{ نسأل الله اللطف بأهلنا الذين زادهم المطر والزرع والضرع.. وكل سنة وأنتم بخير.     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية