لا وجه للمقارنة .. يا "لطيف" (2 – 2)
{ ما كتبه الأخ الأستاذ “محمد لطيف” بصحيفة “الخرطوم” قبل يومين تحت عنوان (إلى إخوان السودان.. قبل الغرق) حول وجه الشبه بين قرارات الرئيس “البشير” المعروفة بـ (الرابع من رمضان) – 12/12/1999 وقرار الفريق “السيسي” قائد الجيش (المصري) ووزير الدفاع يوم الثالث من يوليو المنصرم بإقالة الرئيس (المنتخب) “محمد مرسي”.. ما كتبه في هذا السياق تعتريه في رأيي عدة أخطاء، أهمها أنه لا وجه للمقارنة بين رئيس (منتخب) في انتخابات العام 1996 هو “عمر البشير”، ووزير دفاع (غير منتخب) أطاح برئيس منتخب هو الفريق “عبد الفتاح السيسي”!
{ ثانياً: الجيش المصري، وكل القوى الليبرالية والقومية المتمسحة بمسوح الديمقراطية فاقد الصلاحية، تعيش – الآن – مأزقاً حقيقياً (سياسياً) و(أخلاقياً) بسبب واقعة (الانقلاب) على الرئيس (المنتخب) “محمد مرسي”.
{ هذا (المأزق) الأخلاقي الذي تعيشه القوى (الديمقراطية) و(اليسارية) في “مصر” و”السودان” بسبب تأييدها بل مشاركتها في (انقلاب) “السيسي”، وفر فرصة (ذهبية) لـ (إخوان السودان) الذين يهددهم “محمد لطيف” بـ (الغرق)، وهو بالتأكيد لا يعني الغرق في سيول وأمطار الخرطوم وبعض الولايات خلال الأيام الثلاثة الماضية.
{ الفرصة (الذهبية) أتاحها (ديمقراطيو مصر) لـ (إخوان السودان) ليكشفوا للرأي العام (السوداني) كذب ونفاق بعض (ديمقراطيي السودان) الذين أيدوا (الانقلاب) في “مصر”، مع أنهم دعاة للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في السودان!!
{ (إخوان السودان) الذين هددهم “لطيف” بالغرق بعد الإطاحة برئيس (منتخب) في “مصر” عبر سيناريو تظاهرات (مطبوخة) يوم (30) يونيو الماضي تفتح الطريق لتسلم العسكر السلطة.. بقدر حزنهم على ما يحدث في “مصر”، إلاّ أنهم من ناحية أخرى (مبسوطين أربعة وعشرين قيراط) لأن (ديمقراطيي السودان) (سقطوا) في امتحان الموقف من انقلاب “السيسي”، فأجابوا بـ (نعم للانقلاب)!! بحجة أن الشعب أراد ذلك!! مع أن الملايين من الشعب ما زالت تحتشد في (رابعة العدوية) وميادين (ثلاثين) محافظة أخرى، (يمتنع) الإعلام المصري عن تغطيتها تعمداً مع سبق الإصرار والترصد!!
{ كان يمكن للأخ “لطيف” أن ينبه (إخوان السودان) إلى احتمالات (الغرق) في حالات أخرى، مثل إهمالهم للوضع الاقتصادي المتدهور وانعكاساته الخطيرة على معيشة الناس، وخروجهم (منتفضين).. فقد يبدو وجه المقارنة مقبولاً عند البعض بين حال السودان الراهن وما قبل ثورة (25) يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس الأسبق “حسني مبارك”، ليس لأن حكم “البشير” يشبه نظام “مبارك”، ولكن لأن شروط (الثورة) متوفرة في الحالة الأولى، ولا تتوفر في حالة تظاهرات (30) يونيو (المصنوعة) مع (الجيش) و(المخابرات) وجهات (دولية) و(إقليمية) تمهيداً لإقالة رئيس شرعي جاء عبر صناديق الاقتراع.
{ لقد شوه الإخوة (المصريون) ثورتهم العظيمة في (25) يناير، بانقلاب عسكري في (30) يونيو!! ما دفع (إخوان السودان) أن يمدوا أرجلهم، تماماً كما فعل الإمام “أبو حنيفة” في القصة المشهورة (آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه)!!
{ اللهم اعتق رقابنا من عذاب النار.